السبت، 14 سبتمبر 2019



التاريخ النضالي للبدو في الدفاع عن مصر بقلم : محمد بن علي


بداية من الصعب أن نلخص التاريخ النضالي للبدو في مصر و الذي إمتد على مدار قرون عديدة في مقال قصير، لذلك سنحاول أن نقرأ مواقف البدو من المحتلين الإجانب لمصر خلال القرنيين السابقين فقط و التي شهدت ثلاثة إحتلالات هم الإحتلال الفرنسي و الإنجليزي و الإسرائيلي.

و يمكننا معرفة موقف البدو من الإحتلال الفرنسي و الذي بدء عام 1799 و إستمر لمدة ثلاثة سنوات، من خلال قرأة وقائع مهاجمة العربان لقوافلهم و معسكراتهم، مما دفع الفرنسيين لقتل عدد من شيوخ القبائل لإنهم كانوا يحرضون على الحملة الفرنسية، و أعلن نابليون في منشور عقب عودته من الشام أنه عاد خصيصا كي ينتقم من البدو لوقوفهم ضد حملته على مصر
و عقب طرد الفرنسيين و تولى محمد علي الحكم في مصر عام 1805، أدرك بذكائه أن إستمالة البدو إلي جانبه سيساعده في صناعة جيش قوي و سيسهم في تأمين حدود البلاد، و بالفعل ساهم البدو في كافة حروب محمد علي الخارجية بالحجاز و السودان و الشام، و أظهرت رسائله إلي بنيه خلال الحملات، إنه كان يثق جدا في قادة البدو حيث كان يرشد أبنائه بالإستماع إلي نصائحهم و الأخذ بها لتحقيق أهدافهم العسكرية بنجاح.
و لما أحتل الإنجليز مصر عام 1882 كان العربان ضدهم كعادتهم في مواجهة الغازي الإجنبي، و يمكننا قرأة موقفهم من هذا الإحتلال من خلال رسائل قنصل إنجلترا بالإسكندرية إلي وزارة خارجيته بلندن، حيث قال في أحد رسائله أن عرابي يهدد بتجهيز جيش من البدو قوامه مليون مقاتل إذا فكر الإنجليز في إحتلال مصر، و هذا يؤكد على مساندة بدو مصر للثورة العرابية و رفض الإحتلال البريطاني، و هناك وقائع كثيرة لمقاومة البدو للإحتلال الإنجليزي لمصر منها على سبيل المثال لا الحصر معركة وادي ماجد، التي لقن فيها بدو المغاربة الإنجليز درسا قاسيا.
و في عام 1967 عندما إحتلت إسرائيل سيناء، عمل بدو سيناء على تقديم كل العون لتأمين إنسحاب الجنود، و إنخرطوا في منظمة سيناء العربية للقيام بإعمال فدائية ضد العدو خلال حرب الإستنزاف مما كبده خسائر فادحة في السلاح و الإرواح، و عندما عرض عليهم موشى ديان خطته لفصل سيناء عن مصر بحماية إسرائيلية رفضوا ذلك بمؤتمر الحسنة الذي أنعقد بوسط سيناء في أكتوبر عام 68.
هذا سرد مختصر جدا، أردنا فقط من خلاله أن نوضح مواقف البدو البطولية و النضالية ضد المحتلين الإجانب لمصر، لكن تفاصيل الوقائع و الأحداث تملئ مئات الصفحات، و نتمنى أن تقوم وزارة التربية و التعليم بتضمين هذا التاريخ في مناهجها الدراسية لكي تستفيد منه الأجيال القادمة.