"محمود الطير " .. اللقاء الأخير

بقلم :عبدالله الجعيل
قبل أيام رحل عن دار الباطل لدار الحق ابن قبيلتنا و أسرتنا و عشيرتنا رجل فاضل و قاضي و شخص مهيب له كريزما له مواقف .رحل القاضي العرفي محمود احمد الطير النسيب و القريب و احد الرجال الذين لهم في محيط أسرتنا راي و شور.. هو ابو محمد و عبدالرحمن و جهاد و احمد و فايز .. ايضا ابو الجميع.
كنت ازوره في مزارعه في العريش و أستفيد من نصائحه و حديثه الممتع و احترامه تفكير الجيل الأصغر الذي كنا نمثله، و كان الطير قاضي من قضاة العرف الترابين الذين يقصدهم المتخاصمين لرجاحة عقله و اتساع مداركه.
منذ أيام علمت ان له مراجعه عند طبيب في الاسماعيليه و قابلته و كان المرض قد انهك قواه و سلمت عليه و حديث كان مقتضب .. تذكرت عندما اشتد المرض علي جدي مسلم سويلم الجعيل رحمه الله و سافرنا به الي الاسماعيليه كان معنا محمود الطير رحمه الله عندما خرج علينا الطبيب ليسأل هل يجري لجدي العملية أم لا؟
.. كان جواب الطير : "يا دكتور هاشم ان كان اكبر منك اعتبره ابوك و ان كان اصغر منك اعتبره ابنك ".. فما كان من الدكتور هاشم رشوان استاذ المسالك الا ان قال إذا ادخلوه غرفة العمليات، وكان درسًا لنا نحن الجيل الذي عاصر الكبار كيف و متي يتصرف.
"الطير " فقيد قبيلة بأسرها و ليس أسره او عشيره او ابناء ..اسأل الله له الرحمه و المغفرة و ان ينعم عليه بجناته، و اعزي نفسي و عشيرتي و عشيره الطيور و قبيلة الترابين و باديه سيناء في رجل من رجالها المخلصين و ان لله و إنا اليه راجعون.