الأربعاء، 26 فبراير 2020

"محمود الطير " .. اللقاء الأخير


"محمود الطير " .. اللقاء الأخير

بقلم :عبدالله الجعيل

قبل أيام رحل عن دار الباطل لدار الحق ابن قبيلتنا و أسرتنا و عشيرتنا رجل فاضل و قاضي و شخص مهيب له كريزما له مواقف .
رحل القاضي العرفي محمود احمد الطير النسيب و القريب و احد الرجال الذين لهم في محيط أسرتنا راي و شور.. هو  ابو  محمد و عبدالرحمن و جهاد و احمد و فايز .. ايضا ابو الجميع.
 كنت ازوره في مزارعه في العريش و أستفيد من نصائحه و حديثه الممتع و احترامه تفكير  الجيل الأصغر الذي كنا نمثله، و كان الطير قاضي من قضاة العرف الترابين الذين يقصدهم المتخاصمين لرجاحة عقله و اتساع مداركه.
 منذ أيام علمت ان له مراجعه عند طبيب في الاسماعيليه و قابلته و كان المرض قد انهك قواه و سلمت عليه و حديث كان مقتضب ..  تذكرت عندما اشتد المرض علي جدي مسلم سويلم الجعيل رحمه الله و سافرنا به الي الاسماعيليه كان معنا محمود الطير  رحمه الله عندما خرج علينا الطبيب ليسأل  هل يجري لجدي العملية أم لا؟
.. كان جواب الطير : "يا دكتور هاشم ان كان اكبر منك اعتبره ابوك و ان كان اصغر منك اعتبره ابنك ".. فما كان من الدكتور هاشم رشوان استاذ المسالك الا ان قال إذا ادخلوه غرفة العمليات، وكان درسًا لنا  نحن الجيل الذي عاصر الكبار كيف و متي يتصرف.
"الطير " فقيد قبيلة بأسرها و ليس أسره او عشيره او ابناء ..اسأل الله له الرحمه و المغفرة و ان ينعم عليه بجناته، و اعزي نفسي و عشيرتي و عشيره الطيور و قبيلة الترابين و باديه سيناء في رجل من رجالها المخلصين و ان لله و إنا اليه راجعون.