الأحد، 15 مارس 2020

إحياء التراث بين الأمس واليوم

إحياء التراث بين الأمس واليوم


شرم الشيخ أصبحت عنوانا معروفا لأهل الهجن فى جمهورية مصر العربية وأبناء الشعوب العربية فى وقت كانت عناوين السباقات فيه نادرة وشحيحة ، فى وقت مضى لم تكن الجوائز كما هى عليه اليوم ولكن ذلك لم يؤثر على إقبال الناس وتهافتهم على التحديات ، فالشغف كان هو الدافع حتى لو كانت الجوائز بسيطة ، فاهل الهجن كانوا يجدون فى لقائهم واجتماعهم جائزة كبرى لا تقدر بثمن
ولان لكل تاريخ مجدد ولكل نقلة رائد فقد حظيت رياضة الهجن بمصر بنظرة اهتمام بارزة من الدولة المصرية منذ انطلاق أول سباق للهجن بمنطقة السر والقورير بوسط سيناء فى العام 1994

رجال القبائل و دورهم في احياء رياضة الهجن

فكان لرجال القبائل بسيناء الفضل فى إعادة رياضة الهجن على وضعها التى كانت عليه فى وقت مضى ، بعد أن كان الناس قد انشغلوا عن الهجن وشجونها بالحياة المتسارعة وشؤونها
فكان للمرحوم محمد عيد ملحوس ورفاقه يوسف مبارك والمرحوم غيث ابو النقيز والمرحوم منصور شريف ابوجرير وسليمان عياط وعيد ابو فهد وسليمان الزملوط والمرحوم نصير سلمى نصير وشقيقة المرحوم موسى نصير ابوجرير ومسعد حامد والمرحوم محمد هانى والمرحوم سعود براك النعامى ومؤمن سمرى والمرحوم ابو سعد الجعيثني الحويطى والمرحوم عباده العيادى ،والشيخ سويلم حماد العيادى السبق فى انتشار هذه الرياضة و تصدروا قائمة الشرف فى إحياء التراث والاهتمام برياضة الاباء والاجداد ، ولو فرزنا ذلك الماضى القريب لدخلنا فى حديث يطول ويطول ويطول ، فإحياء تراث الآباء والأجداد لن تغيب يوما عن الذاكرة ، كيف من المعقول أن تغفل عن ذكرى كان لها الأثر فيما نحن فيه الآن

سباق الهجن بشرم الشيخ عنوان و قبله 

فمازالت الصورة محفورة وروحها تتجدد فى كل وقت وفى كل مكان وفى كل ميدان فهذه الرياضة كانت دائما محط كل دعم واهتمام من قيادة حريصة ووافية على ضمان كل وسائل التشجيع الا متناهية من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي
ولهذا حظى ميدان شرم الشيخ باهتمام بارز من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء فاصبحت شرم الشيخ عنوانا وقبلة لاهل الهجن حتى أصبح ميدان شرم الشيخ من اقوى الميادين له بريقه وتميزه الخاص بفضل توجيهات واهتمام اللواء خالد فودة بهذه الرياضة فكان له الفضل فى اعتماد ميدان شرم الشيخ كميدان رئيسى فى محافظة جنوب سيناء بتوفير كل مايضمن راحة وسعادة الملاك والمشاركين ولم يغفل المحافظ لحظة عن الاهتمام بميدان شرم الشيخ فاستمر وتواصل حتى أصبح ميدان شرم من اهم وابرز واقوى الميادين

اللواء خالد فوده و فتح قنوات تواصل مباشر مع الملاك

ولم يكن اللواء خالد فودة بعيدا عن تفاصيل العمل فى ميدان شرم الشيخ فحضوره الدائم وتواجده المستمر فتح قناة تواصل مباشر مع ملاك الهجن الذى دائما ما لاقت مقترحاتهم كل قبول وترحاب …
نعم ميدان شرم الشيخ ميدان لرياضة تراثية تاريخية تقليدية لكن هذا لايعنى ان هذا الميدان اكتفى بصبغته التقليدية التى كانت تتسم بها الميادين فى الماضى وما ساعده على ذلك النشاط الكبير و الممزوج بعشق هذه الرياضة وأهلها والذى لا يمكن إلا ان تلحظة بعينى اللواء خالد فودة الذى مَثل اهتمامه محركا أساسيا لإنشاء هذا الميدان الذى شهد تطويرا فى كافة المرافق والأركان فأصبح الميدان هو الاسم الذي يرتبط بشرم الشيخ
تميز شرم الشيخ وتالقها لم يقتصر على صورتها العمرانية وشاطئها الممتع وجبالها او موقعها الجغرافى المميز ؛ فاساس التميز فى الميادين بما تقدمه من تحديات وسباقات والاسماء التى تتنافس على ارضيتها لا يمكن ان تغفلها العين بميدان شرم الشيخ
ولكل نقلة رائد ورائدها اليوم المستشار عيد حمدان رئيس الاتحاد المصري للهجن ورفاقه من مجلس الادارة واللجان الفنية الذى جعل من هذه الرياضة فى تطور مستمر بما يقدمه الاتحاد من تحديات والتى لا يمكن أن تغفلها السجلات ولا اعين المشاهدين فمن يستطيع ان ينكر او ينسى انجازات الاتحاد المصرى؟ منذ انتخابة حيث اصبحت رياضة الهجن فى عهدهم لها طعم ونكهة خاصة وبريق مختلف
وعندما نتحدث عن تطور رياضة الهجن والسباقات بين أبناء القبائل فى مصر، لابد ان نذكر هنا دولة الإمارات العربية المتحدة ،والدعم الكبير التى تقوم به لإحياء تراث الآباء والأجداد فى وطننا العربى الكبير ، هذا الدعم تاتى ترجمته باتم المعانى فى يناير 2020 مهرجان شرم الشيخ التراثي والذي ارتدت له شرم الشيخ ابهى حلة وتزينت فيه بحضور فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، واخية ضيف مصر الكبير سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ، وتجددت بحضورهم لمحات الأمس ببريق من نور الشمس بريق يعانق رمال سيناء وجمالها فى احضان ميدانها ميدان شرم الشيخ
هذا هو تراثنا البدوي الذي نجدد فيه رياضة الآباء والأجداد سباقات الهجن العربيه الاصيله والتى بدأت فى مصر بهذا الشكل الذى نراها فى ميادين السباقات فى أوائل التسعينات وإنشاء الانديه الخاصة برياضة الهجن فى محافظات مصر والمنظمة للاتحاد المصرى للهجن
يجب دعم كافة الجهود التي من شأنها أن تدعم أبناء القبائل في الحفاظ على هذا التراث العربي العريق والاعتناء به، أن مثل هذه المهرجانات تشجع ملاك الهجن ومضمريها على العناية بهجنهم والارتقاء بمكانتها والحفاظ عليها وعلى أنسالها وتشجع الأجيال على الاستمرار والاهتمام بهذه الرياضة العربية المحلية الأصيلة ، في ظل الاهتمام الكبير والمتواصل الذي تبذله الجهات المختصة في دعم وتشجيع رياضة سباق الهجن.
إن المنافسات بين أصحاب الهجن ومضمريها تعطي دلالات كبيرة وتحظى بالتشجيع والتكريم والرعاية من كافة المعنيين بالأمر،
و هذا التنافس يؤكد أصالة هذه الرياضة المحببة عند أبناء القبائل العربية بمصر والوطن العربي، ورياضة سباقات الهجن جاءت تعبيرا صادقا عن الاحترام والوفاء للماضي وللتراث الذي تجسده الهجن العربية الأصيلة وحرصا على إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار ، وتنمي روح الانتماء والارتباط بالتراث والبيئة.