خرافات عن بدو مصر
الخرافة هي معلومة لا أساس لها من الصحة، و عدم المعرفة يوفر بيئة خصبة لإنتشارها و ترسخها، و خطورة الخرافة تكمن في أنها تخلق وعي مزيف.و الخرافات المنتشرة عن البدو لدى الغير تساهم في رسم صورة ذهنية مزيفه عنهم، لذلك فإن من مصلحتنا مواجهتها من خلال إظهار الحقائق، و الخرافات ليست كلها من نوع واحد فهي تتنوع بحسب موضوعها سواء أكان تاريخي أو غير ذلك.
و الحقيقة أننا لا يمكننا مناقشة كل الخرافات المنتشرة عن البدو في مصر بمقال قصير لكننا سنعطي أمثلة فقط، و من الخرافات التاريخية، ربط تواجد البدو العرب بمصر بالفتح الإسلامي، و هي معلومة خاطئة لإن البدو العرب في مصر متواجدين بسيناء منذ عهد الفراعنة و كانوا يطلقون عليهم لفظ هيرو شاتيو إي أسياد الرمال و ظل هذا التواجد حتى الفتح الإسلامي و إلي اليوم، كما أن العرب موجودين بوادي النيل قبل المسيحية و الإسلام و قد أثبتت ذلك وثائق بطلمية تتحدث عن حي العرب الذي يسكنه العرب بمدينة الفيوم في عام 200 قبل الميلاد.
و من الخرافات إيضا المنتشرة لدى البعض هو الإعتقاد أن البدو لا يدخلون الجيش أو الشرطة و هو أمر خاطئ تماما، و السبب في هذه الخرافة هو إعفاء البدو قديما من التجنيد الإجباري لإنهم كانوا محاربين بطبيعتهم و كان يتم إستدعاؤهم للحرب مباشرة من خلال شيوخ قبائلهم فلم يكونوا بحاجة إلي التجنيد، و عندما ألغي قانون العربان في أواخر الإربعينات أصبح يسري على البدو التجنيد الإجباري كغيرهم من المصريين، و من أبناء القبائل عشرات اللواءات الذين تقلدوا أرفع المناصب بالجيش و الشرطة.
إيضا يعتقد الكثيريين أن البدو بمصر أو بالإحرى أبناء القبائل يعيشون في سيناء و مطروح فقط، و هي معلومة خاطئة لإن أبناء القبائل يعيشون تقريبا في كافة المحافظات المصرية سواء أكانوا بدو أو شبه بدو أو حضر و تشكل هذه الفئات الثلاثة نسبة كبيرة من عدد السكان في مصر.
و أخيرا يتصور البعض أن أهل سيناء مجتمع بدائي، و يعتقدون أن جميعهم يسكنون الخيام و يعيشون على الرعي في حين أن الواقع غير ذلك تماما حيث يمتهن الكثير منهم مهن مرموقه كالطب و الهندسة و المحاماة و غيرها من المهن الزراعية و الصناعية فضلا عن عمل البعض بالسياحة و الحقيقة أن الإعتماد على الحياة الرعوية كمصدر وحيد للرزق منحصر في عدد قليل.
هذه هي بعض نماذج الخرافات المنتشرة عن البدو، و لا شك أن هناك خرافات أخرى كثيرة تحتاج إلي معالجة لكننا أردنا فقط أن نسلط الضوء على هذه المسألة لما لها من أهمية في إعادة تشكيل الوعي بصورة صحيحة عن البدو في مصر.