السبت، 25 أبريل 2020

الجاعد كيف يستفيد البدوي من كل شئ  حولة

الجاعد كيف يستفيد البدوي من كل شئ  حولة

البادية اليوم : حسن سلامة
نشر الموضوع في صحيفة البادية اليوم الورقيه

(الجاعد) مدفئ الشتاء وحوض سقاية الإبل ومائدة طعام الولائم في الصحراء

الجاعد أحد مفردات التراث البدوي يعرفه القاصي والداني من أبناء البادية على مستوى شبه جزيرة سيناء يثوراته أبناء الصحراء جيل لا يستغنون عنه لا صيفاً ولا شتاءً وقد ساهمت هذه القطعة التي من جلد الضأن في خدمة أبناء البادية بطول البادية وعرضها وضعت فرشاً فوق ظهور الإبل وغطاء أثناء النوم وحوض سقاية إذ تندر عدم وجود شئ يصب الماء عليه ومائدة طعام للبدوي أثناء الولائم الصحراوية هذه خصائص اكتسبها ( الجاعد ) من خلال تفاعلاته مع أبناء البادية .
والجاعد لمن لا يعرفه هو قطعه جلد خروف او نعيمه وتحفظ بعد اللحم حتى تستخدم بعد أن تنظف وتنشف وهو غطاء جيد في الشتاء . ومازال منذ مئات السنين حافظاً لمكانته في صدارة المجالس وعلى ظهور الاصايل وعلى أكتاف آباءنا إلى وقت أطول لذلك اهتم البدو بالجاعد وجعلوه رمزاً تراثياً وغطاءً شتوياً وواقياً للعوامل الجوية ومدفئتا في البرد القارص .

كيفية صناعة الجاعد

الجاعد كيف يستفيد البدوي من كل شئ  حولة

بعد أن يسلخ جلد الضأن ينظف جيد من الشوائب والدهون المتبقية فيه ويغسل جيداً من ثم يوضع على تل من الرمال ويترك فى الشمس لمدة أسبوع ويفرك بالدقيق لإبعاد الرائحة الدهنيه عنه وبعد ذلك يتم دباغه الجلد بالرمان ليطهر من كل ما علق به من شوائب و يترك لمدة اسبوعين فى الهواء والشمس حتى يجف الجلد تماماً وبعد ذلك يدهن بالزيت حتى يظل طرياً وبهذه الصورة من الدباغة يبقى ( الجاعد ) سنين على ما هو عليه يلين فى الشتاء ويبقى فى حرارة الصيف ، ويظل ليناً اطول فترة ممكنه .
وبعد عملية الدباغ يربط بحبل صغير من مكان ذراعى الشاه ويعلق على ظهر الرجل او تحت الابط ايضاً قديماً كانت تكثر الصحراء عمليات ولائم بين القبائل وكانت فى السابق يتم تقسيم اللحم على الحضور فى ما يطلق عليه ( التبويب ) وكل شخص يأخذ رغيف من الخبز وعليه قطعه من اللحم وهو جلوس فى حلقه دائريه وبذلك يستدير البدوى جاعده من على ظهره ويضع الطعام فوقه و ايضاً اثناء سراحتهم مع الإبل لا يجدون انائاً يحلبون فيه فيقوم بوضع الجاعد على كوعه فى شكل اناء و يحلب الناقه عليه .
وما زال الجاعد مرافقاً للبدو ومازال فى مكان يسمح للناظر إليه حتى يستمر واقفاً امام هذه القطعة من جلد الضأن التي أخذت تصول وتجول وتذهب من وادى الآخر تارة على ظهر ذلك الساكن فى البادية وتارة فرشاً وغطاءً وتارة اخرى مائده فقد حصل ( الجاعد ) على كل شئ تعاطفاً وحباً ورمزاً ومهابتاً ...