الأربعاء، 1 أبريل 2020

كلمات خالدة بقلم/ مسلم عبيد الضحاك المنصوري

كلمات خالدة بقلم/ مسلم عبيد الضحاك المنصوري


المقال  منشور في النسخة الورقية من مجلة الهجن العربية 

في  حياة الأمم والشعوب كلمات خالدة صاغتها بصدق وعبقرية شخصيات لها مكانتها التي تزداد رسوخا في قلوب الناس مع مرور الزمن وتظل هذه الكلمات محفورة في الذاكرة تسهم في تغيير الناس والمجتمعات إلى الأفضل ..
أعزائي القراء.... من منًا لم يسمع مقولة المؤسس المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) : " على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم أصبحوا أكثر اهتماماً ببلادهم وأكثر استعداداً للدفاع عنها "
هذه الكلمات غرست الاعتزاز بالتراث والهوية الوطنية في نفوس أبناء الوطن للحفاظ على تراث آبائهم وأجدادهم وتعزيز قيم الانتماء للعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وركزت على التراث كقاعدة تجعل النظرة إلى المستقبل أكثر قوة ووضوحاً في مواجهة التحديات.

 الإبل جزء مهم من التراث وقد احتلت مكانه خاصة عند أهل البادية

و الإبل جزء مهم من التراث وقد احتلت مكانه خاصة عند أهل البادية من أبناء الخليج، فكانت جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية وقد اعتمدوا عليها في حلهم وترحالهم، وكانوا يتحملون مشاق السفر ويتعرضون للإخطار للبحث السلالات الأصيلة من الإبل فيشترونها بأغلى الأثمان وينيخون أبلهم للفحول التي شاع صيتها، ونرى اليوم في الدولة سلالات أصيلة للإبل لم يهجن وذلك لكونه جزء من تراث الإمارات.
وامتدادا لرؤية والدنا المؤسس حرصت قيادتنا الرشيدة على إقامة مهرجانات مزاينة للإبل والتي تعتبر احتفالاً بكنوز الوطن التراثية تهدف إلى المحافظة على التواصل الحي مع ماضي الأجداد ونقله إلى الأحفاد، وتؤكد على قوة الترابط الاجتماعي بين أبناء المنطقة وكانت واضحة من المشاركات الواسعة لأبناء منطقة الخليج في هذه الرياضة التراثية التي قلما تشهدها في المهرجانات الأخرى، وأبرزت تكامل التنسيق بين المؤسسات الحكومية في تنظيم المهرجانات، وكذلك أظهرت الجهود التطوعية المشرفة للمواطنين مكملة للجهود الحكومية والتي تعد من الممارسات المرتبطة بكل معاني العطاء ودافع الرغبة من أجل خدمة الوطن والمجتمع، وأثبتت المهرجانات التراثية نجاحها في وضع المنطقة على خارطة السياحة التراثية التي تبلور المفهوم المستدام للتراث وعندما يكون التراث جوهر ما يقدم للسياح فحمايته وصونه أمر ضروري، ونحمد الله سبحانه وتعالى على مانراه اليوم من تقدم وأزدهار لدولتنا الغالية الإمارات العربية المتحدة مما جعلنا نتباهى بفخر انجازاتها النوعية وتنافسيتها على الساحتين الإقليمية والدولية.
وهذا يعود إلى الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة وبتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) للتراث والعادات والتقاليد والرياضيات التراثية ومتابعة سمو الشيخ محمد بن زايد أل نهيان ولي عهد ابوظبي في تسخير كل الإمكانيات المادية والفنية والتقنية لتعزيز نهج رعاية التراث.
وهذا يؤكد على ترابط العلاقة بين التراث والحداثة لرسم خارطة للسير نحو المستقبل من خلال تجديد الأفكار وتطوير الأساليب لتشكيل هوية وطنية تعمل كدرع واقي للمؤثرات الخارجية تستند إلى تراث أسلامي عربي متصل بالتاريخ يتفاعل مع متغيرات الحياة، حتى نتمكن من الحفاظ على ثوابت المجتمع والقدرة على استيعاب وامتصاص الثقافات الأخرى.
ولا يسعنا في الختام إلا أن ندعو بالرحمة للمؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان ولمن انتقلوا إلى رحاب الله من رفاقه المؤسسين. ونتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادة وشعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها بمناسبة العيد الوطني الأربعين ، متمنين دوام الأمن والازدهار.