الثلاثاء، 21 أبريل 2020

 تقاليد شهر رمضان في سيناء قبل و بعد كورونا 

 تقاليد شهر رمضان في سيناء قبل و بعد كورونا

البادية اليوم : محمود حسن الشوربجي 
سيكون شهر رمضان 2020 مختلف كثيرا عن رمضان 2019 بسبب جائحه كورونا التي غيرت العادات و ابقت الكل يلزم بيته خوفا من انتشار الوباء و خروجه عن السيطره و في ظل مواجهة الدولة المصرية لفيروس كورونا المستجد كوفيد19، وبسبب الإجراءات الاحترازية غابت عن المشهد مظاهر التقاليد المتبعة والمتعارف عليها لاستقبال شهر رمضان المبارك بين كل من البادية والحضر في مدن سيناء، وأصبحت الشوارع والمساجد والمنازل تخلو من أي مشاهد توحي باستقبال شهر رمضان.
هذا وأصبح الإنترنت بشتى تطبيقاته هو الوسيلة الوحيدة الآن للتواصل بين الأسر والعائلات والقبائل، لكننا بمناسبة هذه الذكرى نود أن نحيي المظاهر والعادات القديمة والحديثة المتبعة على مر السنين بين الناس في سيناء.

يستذكر الأهالي عبر منصات التواصل ما كان يحدث كل عام قبل ظهور فيروس كورونا

 تقاليد شهر رمضان في سيناء قبل و بعد كورونا

ويستذكر الأهالي عبر منصات التواصل الآن ما كان يحدث كل عام قبل ظهور فيروس كورونا، من الاستعدادات التي تتم قبل قدوم هذا الشهر بأسابيع، وأصبحت في النهاية ذكرى اجتماعية لها طابع خاص.
وفي السطور التالية سنذكر مظاهر هذا الشهر وتقاليده لدى البادية والحضر.
بعادات وتقاليد متوارثة منذ مئات أو عشرات السنين يستقبل أهالي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء شهر رمضان المبارك بروح طيبة وفرحة عالية جداً ، منها القيام بتزيين الشوارع وخاصة شارعي 23 و 26 يوليو أشهر شارعين بالمدينة ، وكذلك الأطفال والصبية الصغار يحيون الليلة الأولى من بداية الشهر بإضاءة الفوانيس المختلفة الجاهزة منها والتي يصنعونها يدوياً .
وبروح هذه العادات يحيون لياليه الطيبة المباركة . فبرغم أن مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التي بدأت تتسلل إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الكمبيوتر وانتشار أجهزة الهاتف الجوال إلا أن الخيمة والمقعد يتمتعان بخصوصية شديدة طيلة شهر رمضان ، حتى أن غالبية المقاهي طبقتها أيضاً .
ولعل أشهر العادات أنهم لا يأكلون كل ما يتم صيده من البحر مثل السمك وغيره ويؤجلون أيضاً حفلات الزفاف والخطبة وغيرها من المناسبات ، ولهذا الشهر طبيعة خاصة عند أهل البادية وعند الحضر كبار السن منهم ، فهم يستطلعون ظهور هلاله من الأماكن المرتفعة أو القمم الجبلية العالية في الجنوب، والجدير بالذكر أنهم يلتزمون بما يقوله فضيلة المفتي في التصريح المذاع عن الرؤيا الشرعية، وحينما تثبت الرؤيا ويدركها الجميع يبدأن في تعليق الزينة في الشوارع وعلى تراث المنازل أو الأسطح ورأيت بعضاً من المنازل يرفعون الأعلام البيضاء للتعبير عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم ، وهناك من يخرج في الليلة الأولى وما قبلها لشراء لوازم الشهر الكريم من ياميش ومكسرات وغيرها من اللوازم .

 يحرص أبناء البادية وأبناء العائلات الحضر على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعي

 تقاليد شهر رمضان في سيناء قبل و بعد كورونا

هذا ومن العادات القديمة والتي بدأت في النقصان هذه الأيام أن طيلة شهر رمضان يحرص أبناء البادية وأبناء العائلات الحضر على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعي كنوع من التكافل الاجتماعي حيث يصطحب كل رجل أطفاله لتعويدهم على ذلك، ولا يبقى في المنزل سوى السيدات والفتيات والشيوخ كبار السن فيتناول الجميع الإفطار سويا، أما الضيف فيكون له اهتمام خاص، حيث تترك له مائدة مستقلة وقد رأيتها في قرى مدينة بئر العبد ، ويحرص الرجال والشباب قبيل ميعاد الافطار في تجهيز النيران والمواقد لتجهيز الشاي والقهوة لأنفسهم ومن يزورونهم أو من يعبرون عليهم ، وعند أذان المغرب يقومون للصلاة بعد توزيع التمر والمياه والعصائر ثم يقبلون على المائدة فيأكل كل فرد من جميع الأطباق الموجودة دون فارق. وعقب الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح السريعة وتكون عددها 8 ركعات تزدحم الشوارع بالعابرين وخاصة في وسط مدينة العريش لشراء اللوازم اليومية أو الفسحة أيضاً.