الثلاثاء، 21 أبريل 2020


فى ذكرى تحرير سيناء ال38 لن ننسى ابطال مهدوا طريق الانتصار





بقلم : محمد سالمان
"إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه"
كلماتٌ يتردد صداها ونسترجع ذكراها في كل مناسبة تجمعنا بهذه الأرض المباركة. واليوم؛ حيث تطل علينا الذكرى الثامنة والثلاثون لتحرير سيناء، نتذكر فيها رجال سطروا بدمائهم أروع التضحيات. ليسجل لهم التاريخ أعظم تلك الكلمات.
كلمات تردد صداها في أرجاء ذلك المكان الذي جهزه موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مدينة الحسنة، كان يحلم هذا الماكر حُلم خبيث، أراد اجتثاث القلب من الجسد، أراد أن يفصل سيناء عن الوطن الأم، ولكن هيهات هيهات، فوراء سيناء رجالات لا يمر هذا المكر على عقولهم النبيهة.

في عيد تحريرها الثامن والثلاثون سيناء تعود بذاكرتها إلى الوراء.

تاريخ أبناء سيناء .. بطولات وتضحيات


ولنعود بالزمن إلى الوراء، إلى بداية القصة، فمنذ 51 عامًا، ألتقى موشي ديان بعدد من مشايخ سيناء، وحاول أقناعهم بفكرة تحويل سيناء إلى دولة مستقلة، وأغدق في ذلك الغالي والنفيس حتى يقنعهم بمخططاته.
لم يدرِ هذا الماكر أن رجال سيناء لا يبيعون وطنهم ولو أُنفق لهم ملؤ الأرض ذهبًا، فقد كانت تفاصيل هذا المخطط على مكاتب المخابرات المصرية فور عرضه عليهم.
تمت المشاورات وتم إتخاذ القرار، فقد قررت السلطات المصرية أن يقوم شيوخ القبائل بمجاراة وخداع الإحتلال الإسرائيلي في فكرتهم واظهروا لهم رغبة في ذلك، وأنهم على أتم الإستعداد للمطالبة بتدويل سيناء، وقد تولى الضابط السيناوي محمد اليماني التنسيق بين السلطات المصرية ومشايخ وعواقل القبائل في سيناء.
وفي اليوم الموعود الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر لعام 1968م حشد الإسرائليون الإعلام ووكالات الأنباء والقنوات العالمية في ظل تشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية التي أيدت بشدة هذا الإجراء ما دامت قبائل سيناء قد وافقت على ذلك.


وألتقى الجميع في ما عرف بعد ذلك بمؤتمر الحسنة وتم ترشيح أحد مشايخ سيناء ليلقي الكلمة نيابة عن البقية، وبينما الجميع ينتظرون لحظة التدويل وإعلان سيناء دولة مستقلة أعلنها الشيخ مدوية:
"إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه"
أعلنها لتكون صفعة في وجه المخططات الصهيونية التي لم تتوان في محاولاتها لتفتيت دول المنطقة، أعلنها لتكون عيدًا للولاء والإنتماء، أعلنها ليثبت للعالم أجمع أن أهل سيناء ارتباطهم بوطنهم الأم إنما هو ارتباطًا تاريخيًا لا تزعزه الإغراءات ولا تهزه التهديدات.
وكانت النتيجة قاسية على أهلينا في سيناء فقد تم اعتقال أكثر من 120 من المشايخ والمواطنين، وأتبعت إسرائيل اجراءات تعسفية تجاههم استمرت طوال فترة الاحتلال. وكلما زاد الاحتلال من طغيانه زادت معه مقاومة أهلنا في سيناء له، لتستمر تضحيات أبناء سيناء ومساعدتهم لرجال المخابرات المصرية حتى تم النصر المبين، وتبعه إعادة هذا الجزء الغالي علينا جميعًا.

يوم سطر فيه أهل سيناء أروع المثل على وطنية ترسخت بين جنباتهم 

اليوم تحيي سيناء ذكرى العيد القومي لتحريرها، يوم الخامس والعشرون من شهر إبريل 1982م، يوم سطر فيه أهل سيناء أروع المثل على وطنية ترسخت بين جنباتهم وإنتماء تغلغل في نفوسهم، رحم الله رجالا نصبوا أجسادهم جسرًا فعبرنا، وما العبور إلا صنيع رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوجب لهم الوفاء.