السبت، 2 مايو 2020

تعرف علي قصة مدفع الإفطار في رمضان

قصة مدفع الإفطار في رمضان

ولقد ارتبط بأذهان المصريين قصة مدفع الإفطار اعتادوا قبل الآذان سماع صوت دوي المدفع الذي ينطلق قبل الإفطار بلحظات ، واستخدم المدفع لتنبيه لأوقات الإفطار والسحور ، وهو أسلوب إعلان عن موعد الإفطار والسحور وهو تقليد متبع في مصر بوجه خاص والعديد من الدول الإسلامية بشكل عام ، ويشير التاريخ إلي أن المسلمين في شهر رمضان أيام الرسول " صلى الله عليه وسلم " ويشربون من الغروب حتى وقت النوم وعندما بدأ استخدام الآذان الذي اشتهر بلال وعبد الله بن أم مكتوم ومع زيادة رقعة الإسلام ابتكروا العديد من الوسائل المختلفة للإشارة إلى موعد الإفطار وكانت القاهرة أول العواصم الإسلامية الذي ينطلق منها مدفع الإفطار .

الروايات حول تاريخ مدفع رمضان 

تعرف علي قصة مدفع الإفطار في رمضان
واختلف المؤرخون والرواة في تأريخ قصة مدفع رمضان وتقول إحدى الروايات إن والي مصر في العصر الإخشيدي كان يجرب مدفعاً جديد أهداه له أحد الولاة ، وكان ذلك في وقت غروب الشمس في أول يوم في شهر رمضان ومع توافد العديد من العلماء والأهالي علي قصر الوالي لتناول إفطار رمضان انتهزوا هذه الفرصة ليعبر بشكره للعلماء والأهالي ، فقام بإطلاق مدفع الإفطار ولكن الوالي أعجب بهذه الفكرة فأصدر قراراً بإطلاق مدفع الإفطار يومياً وقت آذان المغرب في رمضان .
وتقول رواية أخرى أن محمد علي مؤسس مصر الحديثة كان مهتماً بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي للدفاع عن مصالح البلاد ، وأثناء تجربة أحد المدافع المستوردة من ألمانيا انطلقت قذيفة وقت آذان المغرب وكانت سبب في بهجة وإسعاد الناس الذين اعتبروا ذلك مظهر مهم بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان ، وفي عهد الوالي عباس حلمي الأول في منتصف القرن التاسع عشر كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة الأول من القلعة والثاني من سراي عباس الأول بالعباسية .
وفي عهد الخديوي إسماعيل بدأ يطور فكرة إنطلاق مدفع رمضان بإسلوب إبداعياً في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته إلى عدد كبير من الناس في القاهرة واستقر وضعه في جبل المقطم ، وكانوا يحتفلون قبل بداية رمضان بخروج المدافع من القلعة على عربة ذات عجلات ضخمة ثم يعود يوم العيد إلي مخزن القلعة مرة أخرى ، ويذكر أنه كان في القاهرة خمسة مدافع للإفطار وإثنين في القلعة وواحد في العباسية وحلوان ومصر الجديدة وكل مدفع كان له رمزاً ، ونجد أن مدفع الإفطار في القلعة هو المدفع الرئيسي ويسمى الحاجة فاطمة ، وتوقف مدفع الإفطار عن العمل لفترة من الزمن وكان الناس يفطرون علي صوته المسجل في الإذاعة ، حتى عاد مرة أخرى على أوامر من وزير الداخلية أحمد رشدي الذي أمر بتشغيله مرة ثانية من المكان نفسه فوق سطح القلعة طوال شهر رمضان .
وبدأت فكرة مدفع الإفطار تنتشر في بلاد الشام ، ومنها انتقل إلى بغداد ثم انتقلت إلي الكويت حيث كان أول مدفع إفطار في الكويت ، وفي عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1907 ثم انتقلت إلي سائر أقطار الخليج ، وكذلك بلاد القرن الإفريقي ثم وصلت إلي بلاد غرب إفريقيا مثل : تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ عمل أول مدفع إفطار في أندونيسيا عام 1944 م .
وأصبحت فكرة مدفع الإفطار متعلقة بأذهان الملايين من المسلمين حتى الآن ، وقد أعترضت وزارة الآثار لأن مدفع الإفطار يهز جدران القلعة والمساجد والمتاحف الموجودة في المكان ، فوافقت وزارة الداخلية على نقله مرة أخرى من القلعة إلي جبل المقطم ، وحالياً يوجد مدفعان كبيران على هضبة المقطم للعمل بالتناوب في شهر رمضان وأيام العيد ، بينما المدفع الثالث يوجد أمام متحف الشرطة في منطقة القلعة ، وقد انتقلت هذه العادة إلي محافظات مصر لأنها تضفي البهجة والسرور والسعادة على قلوب الناس طوال هذا الشهر ، ويخصص لكل مدفع مجموعة من الضباط الأكفاء حتى لا تتقدم أو تتأخر الأوقات ويكون تحت إشراف الجهات الأمنية ، وهكذا استمرت قصة مدفع الإفطار عبر مئات من السنين يستمتع بها الملايين من المصريين من خلال دوى المدفع أو سماع صوته عبر الإذاعة .
يالها من قصة محفورة على جدار الزمن