الجمعة، 1 مايو 2020


جوهرة سيناء بقلم الدكتور سليمان عباس البياضي


جوهرة سيناء بقلم الدكتور سليمان عباس البياضي

لا أحد ينكر أن للمرأة المصرية أدوار بطولية عبر العصور التاريخية المختلفة من أجل تحرير أرضها من العدو الغاصب وعلمت كل نساء العالم فنون التضحية في سبيل حب الوطن وفي هذه الأيام نحتفل بذكرى عزيزة علي القلوب غالية في النفوس وهي ملحمة الأبطال حرب أكتوبر .

قدمت في أعظم البطولات

فكانت للمرأة البدوية دوراً رائعاً وقدمت في أعظم البطولات في مساعدة القوات المسلحة في شبه جزيرة سيناء بعد وقوعها تحت الإحتلال الإسرائيلي ونجد ذلك السيدة البسيطة راعية الأغنام تقوم بالعديد من العمليات الفدائية ومساعدة القوات المسلحة وهذه السيدة نموذج للعديد من السيدات في شبه جزيرة سيناء وهي " سالمة شميط " كانت تقوم برعي الأغنام ومارست العمل الفدائي بشجاعة فائقة وسرية تامة وكانت ساقٍ معدني لا ينحني ولا ينثني وكانت تحمل في المخلاة الألغام لتزرعها في طريق الأعداء بدلاً من أن تحمل فيها كسرة خبز ، فحب الوطن أن ينكسر في قلوب المناضلين ، وكانت تنقل تلك الألغام التي يسلمها لها زوجها وأبنائها وزرعها في اقرب طريق لموقع العدو وثم تضع عليه علامة ليذهب الزوج والأبناء ليلاً لزرع الألغام في طريق المدرعات الإسرائيلية وهي تعلم تماماً أنهم قد يذهبون بلا عودة وهذا إحساس صعب علي أي أم وزوجة ولكنها كانت أصلب وخاصةً عندما وصلها نبأ إستشهاد زوجها في إحدى العمليات الفدائية وإبنها محمد في الأخرى وأسر إبنها الثاني موسى الرويشد في العملية الثالثة ومازال هو على قيد الحياة وقامت القوات الإسرائيلية استدعائها أثناء التحقيق مع إبنها موسى ولكنها لم تنهار لحظة واحدة وينهار إبنها بالدموع ولكنها تقول له كلمة موجزة تكتب فيها آلاف المجلدات " خليك راجل يا ولدي " أصيب ضابط المخابرات الإسرائيلية بالصدمة إلا أن أحدهم لم يعلم أن هذه السيدة البدوية البسيطة هي أم البطل " موسي الرويشد " فيجب علينا أن نقول لكل من يشكك في بطولات أبناء سيناء إقرأوا التاريخ .
لم يكونوا أبناء سيناء في لحظة من اللحظات خونة بل ساعدوا القوات المسلحة في تحرير سيناء في أعظم نصر في التاريخ المعاصر حرب العزة والكرامة ، و المصري دائماً غيوراً علي وطنه وعرضه فألف مليون تحية لنساء مصر فهن نموذج للفخر والعزة في كل العصور ، ونجد المرأة البدوية تضحي في الماضي والحاضر ، فجوهرة سيناء ضحت من أجل وطنها لكي نعيش في عزة وكرامة ، فنساء مصر في قلب الوطن ، والوطن في قلوب نساء مصر ، سلاماً علي روحك الطاهرة يا جوهرة سيناء قد متتِ تاريخ نضالي طويل ونموذجاً للمرأة البدوية الشجاعة