الجمعة، 14 أغسطس 2020



بنت البادية و قبيلة البياضية عائلة السموح تحصل علي درجة الدكتواره بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي.


- أول رسالة علمية جريئة تفند فكر كبار الفلاسفة وتطرح مفهوما جديدا لتوظيف الخيال العقلي في الإبتكار والإبداع اللغوي وتجميل الواقع في إطار فكر "ما بعد الحداثة" بعد محاورة فكرية فلسفية عميقة ومناقشات علمية ثرية استمرت لأكثر من 4 ساعات أدارها المفكرالكبير وأستاذ الفلسفة الدكتور مجدي الجزيري حصلت الباحثة حنان محمد سالم عمرو علي درجة الدكتوراه بتقدير ممتازمع مرتبة الشرف الأولي من كلية الآداب جامعة العريش قسم الفلسفة مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات المصرية.
جاءت الرسالة تحت عنوان (مفارقة الخيال بين اللغة والانطولوجيا " دراسة تفكيكية") وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من أ.د. مجدي الجزيري استاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب جامعة طنطا "مناقشا" وأ. د. عادل عوض استاذ المنطق وفلسفة العلوم كلية الآداب جامعة المنصورة "مناقشا" وأ. د. مجدي إبراهيم أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة العريش "مشرفا" وأ.د. محمد شاهين استاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس "مشرفا" وقد نوقشت الرسالة يوم الأربعاء 12أغسطس2020 بمقر جامعة قناة السويس بالقاهرة.
وقد أثنت لجنة الحكم والإجازة العلمية علي جرأة الباحثة العلمية واشتباكها مع فكر كبار الفلاسفة كديكارت وكانت وفرويد وهيجل، وغيرهم وتفنيد رؤاهم حول قضايا الخيال والتخييل والوجوديه ودنيا المثل واستشراف المستقبل.
ودعت الرسالة لإطلاق العنان للقدرات العقليه والفكرية لتوظيف الخيال العقلي في خلق تصورات إبداعية حول مستقبل أكثر نفعا لبني البشر وتطويع اللغة والفلسفة العصرية لخلق خطوط للتواصل الإنساني والإقناع والمساهمة في حل المشكلات العصرية، والسعي لتحسين وتجميل الواقع في إطار فكر ما بعد الحداثة.
استهدفت الدراسة إلقاء الضوء علي مشكلات الخيال الأنطولوجي، والتخييل اللغوي مثل: الوجود والعدم، المعقول واللامعقول عند كثيرا من الفلاسفة’ ومشكلات التخييل اللغوي في الفن والأدب مثل: الإقناع في الخطاب، والاستعارة والمجاز في النصوص الفلسفية، وأيضاً الأسطورة والرواية.
وأكدت أن موضوع الخيال من الموضوعات الملحة في عصرنا الحالي، فكل ما توصل إليه العقل البشري في الماضي من تطورات، وتغيرات، في جميع مجالات الحياة الإنسانية، في الفنون بأشكالها المختلفة والآداب، وفي جميع مجالات العلم، وحتي في الأنشطة الإنسانية العادية، وعبر الثقافات والحضارات المختلفة هو محض "خيال"، كانت مجرد أوهام، فأحلام، فأمنيات، فتجربة ،وكل مايحدث في الحاضر، ونحن علي مشارف منتصف الواحد وعشرون، فهو صناعة الخيال، بإرادة تفوق العقل البشري، تتخطي مرحلة الأوهام، والأحلام. لتحيل الواقع المؤلم، إلي عالم مختلف غير متوقع، وتذهب بالإنسان إلي لحظة مفارقة، لحظة مابعد الخيال، فيصدق كل مايحدث فيها، ويعيش ممارسة جديدة تسمي "التخييل".

وتوصلت الدراسة لعدة نتائج مهمة منها:

- أن للخيال أهمية كبيرة وخطيرة في آن واحد.
- أن الخيال يجسد اللغة بألفاظها ومعانيها في صورة مادية مبتكرة محسوسة وأحيانًا عقلية، ويرسخ لها في نفس وعقل المتلقي، مما يؤكدها ويقنع بها، فالخيال له القدرة علي التخييل وممارسة الإقناع ومن ثم يجعل الخطاب قويا ويتسم بالثراء والتنوع اللغوي.
كما يسهم في تطوير اللغة وذلك عن طريق استخدام معاني أقوي في الخطاب في حال التعبير عن العواطف والإنفعالات التي يمكن أن تقنع المتلقي ومن ثم تحديث مجال الخطاب اللغوي.
- كما يساعد الخيال علي كسر نمط التفكير الاعتيادي، واستثارة التفكير الابتكاري اللغوي، وإثارة العواطف، وتحقيق الإقناع ، ويكون بذلك التخييل ممارسة حياتية وأبلغ في توصيل الحقيقة.
- كما كشفت النتائج أن الخيال وممارسة التخييل وإن كانا يحققان تلك المميزات، ففي المقابل لا يخلوان من السلبيات منها الآتي:
- من عيوب التخييل والخيال في حد ذاته أنه يعرض المتلقي لسوء الفهم وفقاً لطبيعة تلقيه للخطاب وإقناعه به، فقد يغفل عن جوانب ويبرز جوانب أخري، حيث قد يستقبل معني غير موجود في اللغة المتكلمة وفقًا لسحر الخيال.
- التخييل يركز علي الصفات والمعاني الكامنة في الخطاب وتتراوح بين الوضوح والخفاء والهامشية، مما يقلل وضوح المعني للمتلقي وتتضائل قيمة الخطاب أو اللغة المتحدث بها، فيمثل نوعاً من الإيهام، والذي شبهه بعض الفلاسفة المسلمين به الخيال كظل أو وهم.
"التخیّل"و"التخییل"أخذًا بعدً سیكولوجیا عندالفلاسفة مركزاً على المتلقي مهملاً علاقته بالإبداع،كما ارتبط بالتوهم والخداع والتضلیل.
- وقد اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة عدة مناهج علمية منها المنهج الأركيولوجي للتنقيب عن جذور المصطلح وتطوره لغويا واصطلاحياً، ومشتقاته، ومرادفاته منذ ظهور المصطلح في الإرث الفلسفي اليوناني، مروراً بالعصور الوسطي وتحوله من مجرد مفهوم فلسفي إلي ممارسة عبر الفلاسفة العرب أمثال الكندي، الفارابي، ابن رشد، وابن سينا، فضلاً عن أهمية الخيال في المبحث العرفاني الصوفي ويمثله في الدراسة "ابن عربي" وحتي العصر الحديث، متجاوزاً ذلك إلي العصر الراهن.،كما اعتمدت علي المنهج التحليلي المقارن والمنهج التفكيكي.
وقدمت الباحثة دراسة تطبيقية كنموذج لمفارقة الخيال اللغوي من خلال رواتين قصيرتين لرموز الأدب العالمي.
لجديد بالذكر أن د.حنان محمد سالم هي بنت سيناء والبادية وتنتمي لقبيلة البياضية، عائلة السموح، بشمال سيناء والإسماعيلية بالقاهرة ودمياط