الأحد، 31 مايو 2020


الصحفي السيناوي "عياد بركات "
سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم على حلقات

" عياد بركات " واحد من جيل الرواد الذين حفروا في الصخر و صنعوا اسما لامعا في بلاط صاحبة الجلالة تفخر وتعتز البادية اليوم بأن تفتح صفحاتها له يروى قصته وما تحمله من دروس وعبر عل جيل اليوم يجد فيها ضالته يستلهم منها طاقة أمل و نور في غد مشرق ... يحكي و يروى كيف كانت البدايات و ما كان يقطعه من مسافات سيرا علي الاقدام من اجل تحصيل العلم .... في شخص عياد نقدم التحية والتقدير إلي الآباء الرواد في كل المجالات ممن رفعوا اسم البادية و اكدوا ان ارض الفيروز صانعة للرجال ...
شق عياد طريقه من الصفر وصولا للتميز واعلى مراتب المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة. رحلة طويلة بدأت من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم خاض غمارها بداية من البحث عن العلم فى محط رحال أسرته برفح ثم الزحف للمدن المجاورة والهجرة للقاهرة ثم سلوك محطات متنوعة فى عالم الصحافة داخل مصر وخارجها . يوميات تجسد معاناة بدوى من سيناء لم يمنعه عائق ان يحقق ما يريد بجلد وصبر و صدق .. وتتشرف منصة " البادية اليوم "، بنشرها على حلقات



الصحفي السيناوي "عياد بركات " سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم الحلقة الثانيه


الحلقة الثانية
الصحفى عياد بركات يكتب :
تعرضت للظلم في عام الحزن وتعاطف معي العميد عودة والدكتور عجوة
عندما نشر اسمي للمرة الأولي اشتريت 20 نسخة من صحيفة المساء
9 أشهر من الاعمال الشاقة بلا مقابل قبل ان احصل علي اعلي مكافأة في الصحيفة
رشحني رئيسى مندوبا في المطار ليبدأ مشوار الود المشوب بالحذر مع فهيم ريان


و اقراء ايضا

دخلت معهد الإعلام الذي تحول بعد إلى كلية الإعلام و نحن في السنة الثانية .. و في السنتين الأولى والثانية حظينا بما لم يحظ به غيرنا من طلاب الكليات الاخرى او طلاب الاعلام فيما بعد، لقد استعان المعهد بألمع الأساتذه كل في تخصصه لتأسيس الطلاب في سنواتهم الأولى بالعلوم الاجتماعيه .. و لم نكن نعرف قيمة هؤلاء الأساتذة الا فيما بعد أن غادرنا الكلية .. او لمغادرتهم هم التدريس لنا لسبب او لأخر و من ضمن الأساتذة التي شرفت بتدريسهم لي هو الدكتور حامد ربيع أستاذ العلوم السلوكية وأستاذ ومؤسس علم النفس الاجتماعي ومنشأ العلم نفسه في أمريكا وقد عرفت مؤخرا انه له باعا في " التصوف الإسلامي " .. ومن اولئك الاساتذة أيضا د . عز الدين فوده أستاذ العلوم السياسية المشهور .. وفي الصحافة الأستاذ جلال الدين الحمامصي الرجل الدقيق الرقيق الذي يطلق عليه "مهندس الصحافة" وهو خريج كلية الهندسة ولكنه فور استلامه شهادة الهندسة وضعها في مكان لم يعد إليه إلى اليوم !!
في السنه الاولي رسبت في مادتين إحداهما مادة علم النفس الاجتماعي والثانية لا أذكرها لأنها ليست من مواد التخصص الصحفي وفي السنه الثانيه تشرفت بالتتلمذ على يد أحد كبار أساتذة الفلسفة وهو د. عثمان امين و قد نال في باريس درجة الدكتوراه عن الفيلسوف "ديكارت" و قد عاد بزوجة فرنسيه أيضا وهو إبن قرية " مزغونة" بالجيزة
د. عثمان هذا له نظرية فلسفية بأسمه اسمها " الجوانية " وكان له عبارات لا تزال منطبعة في ذاكرتي مثل : " إنني أعيش مع عمرو و عثمان و علي ... و ديكارت " وهو معنى لا أظنه يحتاج إلي شرح وعبارة اخرى " لقد كان هنري كيسنجر تلميذا مثلكم امامي هكذا يجلس أمامي في قاعات جامعة هارڤارد" وكلامه صحيح لأنه كان استاذا للفلسفة في جامعة هارڤارد وكيسنجر كان آنذاك نجما لامعا يدير مع السادات مفاوضات فض الاشتباك الثاني بين مصر وإسرائيل .
وقتها لم نكن نقدر قيمة هؤلاء الأساتذه .. هم يتخيلون أنهم يدرسون لإعلاميين .. و نحن لم نكن أكثر من طلاب لم يمضي على تخرجهم عام واحد من الثانويه العامه .
وقد غضب د. عثمان أمين وترك الكلية نهائيا بسبب نقاش مع أحد الطلاب رأي الأستاذ و هو محق في ما يعد تجاوزا من الطالب في حقه و تركنا في منتصف العام الدراسي و تركنا نتحسر عليه وعلى ما اصابنا من تناوب أساتذة الفلسفة علينا ذلك العام وهو الذي كان يؤكد لنا : كلكم ناجحون الا من أبى أن يستخدم عقله .. لا كتب .. لا محاضرات لا شراء .. لا بيع .
و في العام الثاني أيضا وهو الذي يسبق عام التخصص - السنه الثالثة لابد ان يخرج الطالب نظيفا اي ناجح بلا مواد ، وإذا رسب في مادة واحد فعليه أن يعيد السنه كلها على هذه المادة
من ضمن المواد التي درستها في السنة الثانية مادة الاقتصاد والاقتصاد السياسي كان يدرس لنا الماده استاذاً قديراً اسمه أحمد رشاد موسى وهو من عرب الفيوم .
عرفت ذلك فيما بعد و لم أكن أعرف أن هذا الأستاذ لا ينجح طلابه جميعا في مادته لابد من التضحية بنسبة .. عرفنا ذلك من زملائنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكان يجمعنا مبنى واحد الاقتصاد والإعلام
امتحنت مادته و كنت راضيا عن اجابتي وفوجئنا بأن 52 طالبا رسبوا في المادة .. و كانت نسبة كبيرة غير عادية و ذاكرت الماده مرة أخرى و ذهبنا للإمتحان الدور الثاني و كان في سبتمبر و في شهر رمضان .. امتحنت ورضيت عن اجابتي جدا و ضامن بعون الله النجاح بلا مشاكل .. و بعد اسبوع ظهرت النتيجه و اذا ب 51 نجحوا ورسب واحد فقط هو العبد الفقير لله وكان وقع الخبر علي كالصاعقة ولجأت إلى كل الوسائل الممكنة و أول من لجأت إليه هو (الله سبحانه وتعالى ) .. ثم ذهبت إلى د. علي عجوة و هو شخصية محترمة و ابن مدينة الاسماعيلية المجاورة لنا في سيناء و هو أستاذ العلاقات العامة والمشرف على الكونترول قلت له ما الحل يا دكتور قال : والله انا ذهبت بورقة إجابتك للدكتور رشاد و قلت له حرام عليك يا اخي نحن في رمضان و هذا الطالب ليس معه مادة اخرى ليس الا هذه المادة .. حاول أن تنصفه أو تساعده و لكنه قال لا !!
ذهبت إلى العميد د. عبدالملك عوده قال لي : انا متعاطف معك للغايه ، ان سألني اي طلب انت تطلبه : فقلت اريد مراجعة المادة قال علي عيني " اكتب لي طلب " و كتب الطلب وسلمته للعميد قال عد لي بعد يومين ثلاثه
عُدت آلية طلب السكرتيره أحضرت ورقة إجابتي قال : راجع ورقتك بنفسك إذا كان سؤال لم يتم تصحيحه أو حتى جزء من سؤال قل لي سوف أمر بتصحيحه وراجعت الاسئله والاجابات واذا بها كلها مصححه ولم يترك شيئا الاستاذ إلا وقد صححه يا اما بالصفر يا اما بدرجات هزيله قلت للعميد لكن انا اشك في إنصافي في التصحيح قال : هذا خارج عن عملنا ليس من حقنا أن نحكم على تصحيحه نحن من حقنا هل نسي سؤالا او جزء من سؤال لم يصححه ساعتها سوف نصحح بأستاذ آخر أما و قد صحح فلا تعقيب علي تصحيحه
قلت له : انا مظلوم يا سيادة العميد قال إذا كان ظلمك فحسابه عند الله .. قلت أستطيع أن أجيب عن أسئلة الامتحانات أمام سيادتك شفويا قال : هذا خارج عن الاختصاص و كان محقا بالفعل
عُدت للدكتور علي عجوة ما العمل يا استاذ ؟ قال اذهب بنفسك اليه علّ و عسى !
وبحثت عنه حتى وجدته
- صباح الخير يا دكتور
- صباح النور يا ابني
- ازيك يا ابني
- و الله الحمدلله ..انا يا دكتور لى عندك مظلمة :
- خير .. مظلمة ايه يا ابني
- انا من جعلته يرسب في مادتك ظلما
- قال شوف يا ابني احنا سقطنا بنات السادات في الآداب .
فهمت منه انه يقولي خليك في حالك هو انت ابن مين في البلد ؟!
- قلت يا دكتور هذا ظلم واضح وانا جاوبت في المادة ومستعد ان اجاوب امامك شفويا .. يعني ترضى لي ان اعيد سنه كامله على مادة واحدة ؟!
- قال هذا يخصك انت و لا يخصني انا .
تشاء الايام وانا رئيس قسم المحافظات و تأتي سيرة هذا الأستاذ والله لم يعلم احد بقصتي معه و من غير المعقول احكيها لمراسل و لكن كنا نقرأ خبرا عن تعيين د. احمد رشاد موسى في منصب اقتصادي مهم في الحزب الوطني قال لي الزميل المراسل انا اعرفه قلت تعرفه منين قال لي دائما يجلس امام بقالة في الفيوم و أمامه زجاجة من اللي بالي بالك و لا يقوم غير و هو .. طينة !. قلت لا يمكن قال هذا صحيح
المهم في استنتاجي لما حدث معي في هذه المادة من قبل هذا الاستاذ انه في طبيعته لابد أن يرسب في مادته الطلاب من 400 سقّط 52 و من ال 52 لابد أن يسقط أحد فضحى بواحد ربما ظن أن ديانته لا تسمح له بالصوم في رمضان و ربما تشابهت الأسماء عليه
وإذا كان مالا يدرك كله لا يترك كله و قد ذهبت يوما لادارة الامتحانات التي بشارع " امين سامي " بالمنيره و دخلت الفناء الذي كان خاليا تماماً الا من شخص واحد هو د . احمد رشاد موسى الذي ما أن رآني إلا و كأني نزلت عليه من السماء يا اهلا و بالأحضان طبعا تفسيري : انه لا يعرف شيئاً عن المادة و لكنه افتكر اني احد تلاميذه .. و أنه تعامل معي في موقف ما في يوم من الايام و لما قابلني بالترحاب لابد أن اقابلة في ترحاب اكثر و انت فين يا دكتور قال لي و الله انا عائد من اليمن سألته خيراً قال كنت ملحقا ثقافيا لمصر لمدة ٥ سنوات انتهت أخيرا و ها أنا قد عدت و قال لي "انت فين" قلت له أنا صحفي في المساء رد يا مرحب يا اهلا و سهلا و كان سعيدا للغاية و خرجنا من مبنى ادارة الامتحان يداً في يد و على وعد بزيارتي في صحيفة المساء أصبح فيما بعد رئيسا للجنة الاقتصادية في الحزب الوطني حتى انتهاء عهد حسني مبارك
" عسى ان تكرهوا شيئا "
عسى ان تكرهوا شيئاً و هو خير لكم ويجعل الله فيه خيرا كثيرا سميت ذلك العام عام الحزن إلا أنه العام الذي غير مستقبلي إلى ما أراده الله لي و ليس ما أردته لنفسي .. كيف ؟ قبل نهاية العام الدراسي الثاني يسلمون لنا ورقة الرغبات نسجل فيها رغباتنا في القسم الذي نود الالتحاق به فكتبت الإذاعة و التلفزيون ثم الإذاعة و التلفزيون ثم الصحافه يعني لو كنت نجحت في الماده اياها لدخلت قسم الاذاعه والتلفزيون و هو بالقطع لم يكن طريقي و لم اكن ادرك ذلك أن ذاك .
لمدة عام كامل،لم أذهب للكلية ،و لم افتح كتاب الاقتصاد..أي كتاب اقتصاد.. و حتي الدكتور"رشاد"ترك التدريس في الإعلام ،و لا أعرف مادة الاستاذ الجديد،و لا مذكراته،بل لم أعرف اسمه حتى الان..دخلت الامتحان في المادة و نجحت..و غيرت رغباتي إلى:صحافة..ثم صحافة..ثم اذاعة و تليفزيون..و تخرجت عام1977 و بعد تخرجي بحوالي 20 يوما ذهبت للكلية.

الصحفي السيناوي "عياد بركات " سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم الحلقة الثانيه

.و أنا أنظر اسمي في كشوف الناجحين وإذا بإعلان صغير بخط اليد معلق بجوار كشوف الناجحين مكتوب فيها من أراد العمل في جريدة المساء علية أن الذهاب للجريدة مقابلة الاستاذ عبد الوهاب عبد ربه..و في اليوم التالي كنت امام الاستاذ عبد الوهاب..و هو شخصية متفردة ابن بلد من السيدة زينب..
و كانت المساء قد عين لها رئيس تحرير جديد هو الأستاذ أحمد عادل..كان صحفيا مرموقا في الأهرام..بعث به الأستاذ يوسف السباعي الي المساء تمهيدا لعودته رئيسا لتحرير الاهرام..قال لي الاستاذ عبد الوهاب مطلوب منا العمل في بابين جديدين طلبهما رئيس التحرير أحدهما هو :خطوات إلى أعلى ..و تلتقي فيه بشخصيات واعدة في مجالها
و باب أوراق من كراستي و فيه انسان يتحدث عن تجاربه ورقة..ورقة قلت له : ماشي..و بدأت علي بركة اللة اجهز من البابين ماتيسر..وبدأ اسمي ينشر في صحيفة المساء بشكل شبه يومي..و أول يوم رأيت فيه اسمي اشتريت 20 نسخة و لا أعرف ماذا سوف أعمل بهذه النسخ واعتقد انه يوافق 20/10 عام 77
و جاء اكثر من 20 زميلا من الإعلام و لكن لم يستمر سواى وزميل آخر ليس من خريجي الإعلام.
طوال 9 شهور كنت أعمل من نار و لكن لم اتقاضي مليما واحدا..كنا وزميلي نطالب الأستاذ عبد الوهاب من آن لآخر أن يعمل لنا مكافأة..وفجأة و اذا لكل منا مكافاة٢٠جنيها..و هي أعلي مكافأة بالجريدة..كانت مكافأة جميع الزملاء الذين يعملون معنا من اعلام او غير اعلام 5 جنيهات فقط..غالبا يرجع ذلك إلى أن الأبواب التي نعمل فيها و زميلي طلبها رئيس التحرير الجديد..كما ان الأستاذ عبد الوهاب مقرب منه وكان يأخذني في يده من ان لاخر يقدمني لرئيس التحرير شاكرا جهودي بعد مرور عام او اكثر..بدأنا نطلب من الأستاذ عبد الوهاب التعيين و نلح عليه وإن وراءنا التزامات و خلافه و هو يكتب أمامنا طلب التعيين و يقدمه لرئيس التحرير..و تكررت المحاولة أكثر من مرة..إلا أنه لم يتم تعيين أحد منذ دخولنا الجريدة عام 77،و انتهي عام 78 بدون فائدة..و كدت أيأس و في فبراير79 اصبت بأنفلونزا شديدة..رقدت علي اثرها لمدة اسبوع فأكثر..و في يوم جمعة. و انا في دور النقاهة..وإذا بباب شقتي يخبط..فتحت فإذا هو زميلي الذي يعمل معي في نفس الأبواب..و هو لا يعرف مكان سكني و ظل يسأل حتى وصل المهم لقيته مبتهج و فرحان..و لم يكن في ذهني ابدا التعيين قال لي ابشر اتعينا قلت معقول مش ممكن..قال لي و الله الاستاذ محسن محمد مضي القرار من حوالي 5 ايام و هذه لسته بالأوراق المطلوبة..كعب عمل فيش و تشبيه ،شهادة المعاملة العسكرية..الخ..الخ
بدأت في تحضير الاوراق..و نسيت أنني في غمرة العمل لم اكن قد تقدمت لأداء الخدمة الإلزامية.. بعد حوالي 20 يوما تقدمت بالأوراق لشئون العاملين كاملة..عدا شهادة الخدمة قالو لي اذهب للتجنيد وحقك محفوظ..والي مكتب التجنيد في الزقايق وقدمت نفسي ومعي مؤهلي..وكان هناك ضابط ذو وجه سمح يتعامل معنا قال مافيش تجنيد ليك النهاردة تعالي بعد 6 أيام
قلت اعطني ما يثبت قال: حاضر و بالفعل كتب على نموذج يؤجل تجنيده لمدة 6 أيام. .قلت واضف له يعمل به كمسوغ للتعيين قاللي:حاضر
وأخذت النموذج لا اعرف سيحل المشكلة ام لا..و الي شؤون العاملين بنموذج التجنيد قالت لي الموظفة:معقول نعينك بتأجيل تجنيد لمدة  6 ايام قلت هذا ما عندي والباقي على الله قالت سنحول ورقك علي سيادة المستشار رئيس الشؤون القانونية يوم او اخر و اذا بواحد بينده في صالة التحرير فين عياد بركات قلت انا خيرا قال سيادة المستشار عبد الفتاح العيسوي عايزك..و ذهبت موقنا أنه سيقول هذه الورقة لا تكفي لتعييينك..دخلت ورأيته بشوشا حيث كنا نراه حادا و صارما و ما ان دخلت من الباب حتى قال لي:انت عياد بركات قلت نعم قال و الله يا ابني حاعينك..لو معاك تأجيل يوم واحد بس من حقك تتعين..احلي و اجمل مقابلة..و قد سري تعييني يوم 18/3عام79
"ملاحظة "
كنت ضمن مجموعة من الشباب أبناء سيناء .. يشغلنا احتلال اسرائيل لبلدنا ..و يشغلنا معاناتنا و معاناة اهالينا من جراء الاحتلال بعبارة أخرى كانت سيناء تسيطر على تفكيرنا .. فإذا كنت صحفيا لابد ان اكتب عن سيناء و شعرت انني في حصار اسمه سيناء وإن لم افك هذا الحصار فلن اتقدم في مشواري العملي و لقد نضيت هذا الثوب عني و انطلقت في عملي صحفيا مصريا ينتمي لمصر و سيناء في القلب - و اعتبرت ان سيناء محافظة من محافظات مصر و لا اريد ان اترك هذه الصفحه دون أن اشيد بمحافظ سيناء منذ الستينات في القرن الماضي و حتى بعد تحريرها عام 1973 و هو اللواء محمد عبد المنعم القرماني لقد كان انسانا و كفى .. و كانت تربطني به علاقة مودة و حب متبادل و كنت إذا أتيت لمقر محافظة سيناء في "عين شمس " بالقاهره ما من مرة طلبت مقابلته حتى استجاب و على الفور و على عكسه و لن ازيد - المدعو العميد محمد فاضل عبد الدايم الذي ما دخلت مكتبه إلا و خرجنا على غير وفاق و من اسف انني اخرج من مكتبه إلى مكتب المحافظ الإنسان فيستدعيه فيأتي و يؤدي التحية العسكرية و يقول له نفذ ما طلبه عياد .. فينفذ بالأمر
و فجأه تغيرت القيادات الصحفية و منها جريدة "المساء " و ذهب أحمد عادل للاهرام محررا لا رئيسا للتحرير و كان يوسف السباعي قد اغتيل في قبرص و جاء التغيير بقيادة " شبابية المساء استمرت لأكثر من 20 عاما " حتى أصبحت " كهله "
و لم يكن بيني و بينها انسجام خاصة و انني لم اتعود " النفاق " و لا أستطيعه .. و لا اهضمه و قد توسمت في تلك القياده خيرا فكان أول قرار صدر في عهدها الميمون تعييني مندوبا للجريدة في مطار القاهرة و هو نفس المكان الذي كانت تعمل فيه هذه القيادة قبل تعيينها رئيسا للتحرير .
المهم ذهبت للمطار و اعطاني رئيس التحرير لسته بكل شخصيات المطار و تليفوناتهم و في الأسبوع الأول لعملي في المطار كان وزير القوى العاملة آنذاك " سعد محمد احمد " مسافرا لألمانيا قالو للوزير و انا اسمع - الطائرة حتتأخر ساعتين غضب الوزير و قال كنتم ابلغتموني .. كنت أخرت و صولي .. هاتولي ريان !
و ريان هذا هو محمد فهيم ريان رئيس مصر للطيران - آنذاك و كان الرجل الثاني مع حسني مبارك في حرب أكتوبر لم أكن أعرف ذلك وقتها ، عرفته فيما بعد .. و هو من هذا الموقع كان لسان حاله يقول : " يا ارض اتهدي ما عليكي قدي !!
و فعلا جاء ريان يقدم رجلا و يؤخر اخرى و كتبت الخبر و عنوانه " سعد محمد يستعدي ريان و لا تعدى الخبر ٤ سطور و يا داهية دقي ازاي يقول "يستدعي " و بالامانه بأن من وافق على نشر الخبر هو رئيس التحرير .. و هو في نفس الوقت صديق حميم لريان
ثاني يوم ل نشر الخبر قلت اروح اتعرف على اللواء ريان و كان رئيس التحرير قد أوصاني به دخلت علي السكرتيره - و انا و لا على بالي قالت لي السكرتيره : هو معاه تليفون و دخلت له بورقه عليها اسمي و جريدتي و كانت المكالمة مع رئيس التحرير الذي قال له : و  قابله !! ولما دخلت كان ينهي المكالمة فبادرني بانفعال مين كتب الخبر الذي نشرته المساء واستمر مخاطبا لي ولنفسه - وانا ملتزم الصمت - : حد يقدر يستدعيني انا محمد فهيم ريان !! مالكو جرالكو إيه و بعد شوية صمت قال ماذا تريد يا ابني ؟ قلت له : اريد التعرف بسيادتك .. انا فلان محرر المساء الجديد في المطار قال : اتفضل و من يومها حتى تركت المطار و نحن في ودّ مشوب بالحذر !!