الاثنين، 1 يونيو 2020

الصحفي السيناوي "عياد بركات "
سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم على حلقات

" عياد بركات " واحد من جيل الرواد الذين حفروا في الصخر و صنعوا اسما لامعا في بلاط صاحبة الجلالة تفخر وتعتز البادية اليوم بأن تفتح صفحاتها له يروى قصته وما تحمله من دروس وعبر عل جيل اليوم يجد فيها ضالته يستلهم منها طاقة أمل و نور في غد مشرق ... يحكي و يروى كيف كانت البدايات و ما كان يقطعه من مسافات سيرا علي الاقدام من اجل تحصيل العلم .... في شخص عياد نقدم التحية والتقدير إلي الآباء الرواد في كل المجالات ممن رفعوا اسم البادية و اكدوا ان ارض الفيروز صانعة للرجال ...
شق عياد طريقه من الصفر وصولا للتميز واعلى مراتب المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة. رحلة طويلة بدأت من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم خاض غمارها بداية من البحث عن العلم فى محط رحال أسرته برفح ثم الزحف للمدن المجاورة والهجرة للقاهرة ثم سلوك محطات متنوعة فى عالم الصحافة داخل مصر وخارجها . يوميات تجسد معاناة بدوى من سيناء لم يمنعه عائق ان يحقق ما يريد بجلد وصبر و صدق .. وتتشرف منصة " البادية اليوم "، بنشرها على حلقات

الحلقة الثالثة :
الصحفى عياد بركات يكتب :
عندما التقيت شيمون بيريز .. ونجوم الميكروفون ..

 وانفردت بنشر قصص ترحيل القذافي ل١٥٠ الف سوداني

اقراء ايضا
و من ذكريات المطار ايضا ان سيادة السفير عصمت رضا رئيس الجانب المصري في مفاوضات الجلاء الاسرائيلي عن مدينة رفح -بلدي- كان يسافر اسرائيل عبر المطار و قد ارتاح لي و أحبني فكان فور وصوله للمطار و يراني و اسلم عليه ليقول لي النهارده نتفاوض على كذا و كذا و كذا  و لم يعرف حتى اليوم أنني انتمي للمنطقة التي يقود مفاوضات تسليمها و يشرح لي : تصور يا عياد ان سلك الحدود يقسم بعض البيوت إلى قسمين و لم أشأ ان اقول له : ان هذه البيوت بنيت أثناء الاحتلال الاسرائيلي اما قبل الاحتلال فكان هناك حدا فاصلا بين منازل رفح مصر و رفح فلسطين و كنت اوالي جريدتي اولا بأولا بما يمدني به من اخبار و في يوم من الايام ابلغني بأنه في السفريه القادمه لن يسافر من مطار القاهرة لكنه سيغادر من مطار ألماظة العسكري طبعا مندوب أ . ش . أ لابد ان يبلغ خبر مغادرة الوفد فوراً و المسجل في سجلات مطار القاهرة .. ان الوفد سيغادر من مطار القاهره و ارسلت الى الجريدة خبر مغادرة الوفد و كانت المساء تطبع آن ذاك ١٢ ظهرا و صدر الجرنال وفيه خبر مغادرة السفير فغضبت مني الزميلة اميمه عليها رحمة الله لان الوكاله عاتبتها عتابا شديداً علي عدم نشر الخبر قالت عرفت ازاي يا عياد ؟! و لماذا لم تخبرني و اعتذرت لها انني كنت هاقولك و لكن "مشوفتكيش " ! 
و في أحد الصباحات واذا بشيمون بيريز وزير خارجية اسرائيل آنذاك فجأه في صالة كبار الزوار و انجليزيتي كانجليزيته " لحم حصيني " و هات يا اسئله و هات يا اجابات " والمساء " ينشر في ساعته و حينه في الصفحة الأولى .
احد الايام كان موعد زيارة الچينرال رفائيل ايتان رئيس الأركان الإسرائيلي و لما كان الفريق عبدرب النبي حافظ رئيس الاركان المصري لم يصل المطار بعد فأمرت غرفة مراقبة المطار بعدم نزول طائرة رئيس الأركان الإسرائيلي حتى وصل الفريق حافظ .
و هناك حادثة ظلت الصحف و وسائل الإعلام تتناقلها لأيام و من بينها الـ BBC و كانت ترحيل الرئيس القذافي ل١٥٠ ألف سوداني لرفضهم الانضمام لجيش الخلاص السوداني و لما كنت كعادتي في المطار ٧ صباحا وفي هذه الساعة لا يوجد محرر آخر سواي لأن الصحف الصباحية يتوافد مندوبيها و محرروها من ال ١ ظهرا و في صالة الترانزيت و جدت مجموعه من السودانيين يصل عددهم الى ٥٠ سودانيا يفترشون الأرض و وجدت ايضا ان ضابط امن البوابه و كأنه لا يريد ان يقترب منهم احد و قررت الاقتراب اخذت جوله سريعه في المطار و عدت إليهم و سألتهم و شرحوا لي بالتفصيل أنهم جزء من ال ١٥٠ الف سوداني قرر القذافي ترحيلهم سألتهم اين الباقي قالوا : الباقي يعودون عبر خطوط اخرى - مالطه الخرطوم - روما الخرطوم - عَمان الخرطوم- و نحن جزء من الذين عادوا إلى القاهرة و لنا مشكله ياريت تحلها و تكتب عننا قلت : اكتب و نص . و امليت الخبر للجريدة ان القذافي طرد ١٥٠ الف سودانيا و ذهبت الى البيت فورا و نمت حتى العصر و في العصر ذهبت الى ميدان التحرير و كان الباعة زمان ينادون على بضاعتهم فوجدت بائع الصحف ينادي بأعلي صوته اقرأ الخبر" القذافي يطرد ١٥٠ الف سوداني " و نظرت فإذا الخبر بجريدة المساء باللون الاحمر و رجعت الى البيت مساءا فإذا الاذاعات الاجنبية تذيع الخبر و تنسبه الى المساء و طلبت مني ادارة الجريدة الاستمرار في تغطية هذا الموضوع و كان مانشيت المساء في اليوم الثاني عن نفس الموضوع و باسمي ايضاً 
يومها قال لي الزملاء ان الفريق كمال حسن علي وزير الخارجية آنذاك اتصل برئيس التحرير الذي كان جالسا على الديسك و قال له انتو جيبتو الاخبار دي منين رد عليه رئيس التحرير نحن لنا مصادرنا و انتم ما عليكم الا ان تتأكدوا من هذا الموضوع بوسائلكم الدبلوماسية نحن لا نكتب إلا ما نثق في صحته 
و قطعا لم اكن من رجال القيادة الجديدة خاصة بعد اصطدامي في المطار بأصدقاء بهذه القيادة أُبلغت بأنه غير مرغوب استمراري في المطار من قبل رئيس التحرير . و بدأت مرحلة اخرى كان يقودها استاذ فاضل و هو الاستاذ محمد فوده - شفاه الله و عفاه - و كان معارا لليمن لمدة خمس سنوات و ما ان عاد حتى تم تعيينه مديرا لتحرير المساء أي أنه الرجل الثاني في الجريده . و كان رجلاً كفؤا و على خلق و يعرف الناس بسيماهم و فور ان تعرفنا فأنه فهمني ١٠٠% خاصة وأن أحد أبناء سيناء الكرام وهو الاستاذ كمال الحلو كان زميلا مقربا له طوال فترة عمله في اليمن .ودائما ما تأتي سيرته بالخير مع الأستاذ فودة وتشاء الصدف انني اعرف الاستاذ كمال الحلو شخصيا و قد حضرت حفل زفافه اوائل عام ١٩٦٧ حيث كنت صديقا صدوقا لشقيق زوجته "محاسن " الاستاذ يحيي احمد يعقوب و قد تكون الحسنة الكبرى لقيادة المساء هي تعيين الاستاذ فودة مديرا للتحرير حيث لا ظلم و لا اظلام رجل يعرف الله و يقف مع الحق حتى و لو على رقبته .
اختلفت القيادة الكبيرة مع رئيس قسم المحافظات و نائب رئيس تحرير المساء الاستاذ سالم اباظة و هو خلاف مالي و ليس له علاقة بالفن الصحفي فأقصاه رئيس التحرير و طلب من فوده ترشيح آخر و كنت اقضي اجازتي الصيفية بين اهلي في سيناء و اذا بالاستاذ فوده قد رشحني لـ أتولى القسم و لما لم اكن من المقربين لرئيس التحرير صدر قرار بتعينيي نائبا لرئيس قسم المحافظات في ١٩٩٠/٨/٢ و ادرت القسم كما يجب .. و بغض النظر عن بعض الألعيب الصبيانية من الذين اعلنو تعاطفهم مع رئيسهم المُقال الا انني تجاوزت ذلك بنجاح مما اسعد الاستاذ فوده الذي اثبت ان اختياره في محله و ظللت ادير القسم و انشر صفحة المحافظات لمدة ٤ شهور و فجأه تصالح الرجلان رئيس التحرير و رئيس القسم المُقال . 
و فوجئت برئيس القسم العائد يطلبني للقائه و ذهبت إليه و كان له مكتبا خاص قال لي يا عياد نريد ان نتعاون معاً انت في مكانك و انا رئيس للقسم اريدك ان تعمل معي قلت له اسف لا استطيع .. مبروك عودتك كما كنت تعمل .. اعمل !
و سألني الاستاذ فودة لماذا لا تعمل معه ؟ قلت لا أستطيع .. كنت اتعامل مع المراسلين كرئيس للقسم و تعاملي معهم الان يجعلني مهزوزاً في أعينهم .
عملت في عدة أقسام بالجريدة..في قسم الاخبار تنقلت بين عدة وزارات النقل،الاسكان و التعمير حتى قسم الفن عملت به ..إلا أن منظر رأيته بين مخرج مسرحية.و ممثله في كواليس المسرح العائم بالمنيل جعلني أقرر ترك هذا القسم ألي الأبد.
ثم مندوبا للمساء في الاذاعة و التليفزيون..حيث تعرفت على مشاهير الميكروفون و منهم الأستاذ فهمي عمر رئيس الاذاعات الاقليمية و صاحب فكرتها و قد كان وقتها رئيسا لاذاعة الشعب التي أولد منها إذاعة القاهرة الكبري..الي باقي الإذاعات الإقليمية ثم أصبح بعد ذلك رئيسا للاذاعة. ..خلفا للسيدة صفية المهندس. كما تعرفت في الاذاعة علي الإذاعي القدير الاستاذ حلمي البلك-بلدياتي-كان وقتها يشغل نائبا لرئيس اذاعة صوت العرب..و كانت علاقتي بالأستاذ حلمي البلك علاقة اعجاب من طرف واحد..كنت من محبي صوته و استمع إليه منذ كنت طالبا في الاعدادية و أول ان جئت القاهرة أرسلت رسائل للصحف و للأستاذ حلمي و فور وصول رسالتي أذاعها في برنامج يقدمه لا أذكر اسمه تحديدا غالبا رسالة من مستمع" و لما ذهبت للإذاعة مندوبا للمساء..كان مكتبه و قلبه مفتوحان لي علي الدوام..و المكتب المقابل له..كان مكتب الاستاذ أمين بسيوني رئيس شبكة صوت العرب آنذاك و قد عرفني الاستاذ حلمي عليه و قد تولى فيما بعد هو و الأستاذ حلمي البلك-عليهما رحمة الله-رئاسة الإذاعة على التوالي بعد الأستاذ فهمي عمر.
فهمي عمر أيضا كان بيننا كيمياء خاصة هو صعيدي مأصل من قرية الرئيسية بنجع حمادي و بدوي هو العبد لله
و في مكتب الأستاذ فهمي عمر تعرفت على شخصية ممثل الفكاهة"أبو لمعة" اسمه الحقيقي محمد أحمد المصري و قد تسلم مدرسة السعيدية الثانوية مديرا فور تركي لها عام١٩٧٢،قبلها كان يشغل مدير مدرسة البدرشين الاعدادية بالجيزة.
أود أن أقول إن قسم المحافظات يظل هو القسم الذي قضيت فيه معظم سنوات عملي..حيث عدت رئيسا له اوائل عام١٩٩٥ بعد تعيين زميل اخر رئيسا للقسم قبلي لمدة٤شهور..ظللت رئيسا للقسم حتى منتصف١٩٩٧ ليتم تعيين رئيس آخر للقسم..الي ان فاحت روائح غير طيبة فتقرر إقالته و فوجئت ذات أمسية من فبراير عام٢٠٠٠بالأستاذ محمد فودة يطلبني في المنزل بعد عودتي من العمل..ياعياد هل تقبل العودة للعمل رئيسا لقسم المحافظات.قلت ما دام أنت اخترت أقبل و ظللت في رئاسة القسم حتي اكتوبر٢٠١٠.