الجمعة، 5 يونيو 2020

السيره الذاتية للصحفي السيناوي "عياد بركات "



السيره الذاتية للصحفي السيناوي "عياد بركات "


" عياد بركات " واحد من جيل الرواد الذين حفروا في الصخر وصنعوا اسما لامعا في بلاط صاحبة الجلالة تفخر وتعتز البادية اليوم بأن تفتح صفحاتها له يروى قصته وما تحمله من دروس وعبر عل جيل اليوم يجد فيها ضالته يستلهم منها طاقة أمل ونور في غد مشرق ... يحكي ويروى كيف كانت البدايات وما كان يقطعه من مسافات سيرا علي الاقدام من اجل تحصيل العلم .... في شخص عياد نقدم التحية والتقدير إلي الآباء الرواد في كل المجالات ممن رفعوا اسم البادية واكدوا ان ارض الفيروز صانعة للرجال ...
شق عياد طريقه من الصفر وصولا للتميز واعلى مراتب المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة.
رحلة طويلة بدأت من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم خاض غمارها بداية من البحث عن العلم فى محط رحال أسرته برفح ثم الزحف للمدن المجاورة والهجرة للقاهرة ثم سلوك محطات متنوعة فى عالم الصحافة داخل مصر وخارجها .
يوميات تجسد معاناة بدوى من سيناء لم يمنعه عائق ان يحقق مايريد بجلد وصبر وصدق .. وتتشرف منصة " البادية اليوم "، بنشرها على حلقات

من "صنع غزالة " برفح سيناء إلى " قاهرة المعز
رحلة المشي على الجمر لتحصيل العلم
تركت دراسة الطب البيطري من أجل عيون الصحافة
تعلمت الفلسفة على يد معلم كيسنجر في جامعة هارفرد

ولدت عام١٩٥٢في نجع يسمي صنع غزالة ..يقع في منتصف المسافة بين مدينتي رفح والشيخ زويد..ويتبع رفح إداريا
الأسرة التي ولدت بها تتشابه مع الأسر البدوية المجاورة في قلة حظها من التعليم..ولكنها محبة للعلم..الوالد احتك بالحضر في العريش ورأي كيف هو العلم يرفع أقواما فآمن بالعلم وظل يحرض أطفاله علي العلم..والأم البدوية شيخة العرب "صابحة"تحتضن أبناءها وتحثهم على العلم وتحبيبهم فيه
ولا يريدون تكرار تجربة الابن البكر"عيد"الذي التحق بمدرسة الشيخ زويد الابتدائية واستمر بها رغم قلة الزاد والزواد حيث الذهاب للمدرسة سيرا على الأقدام ..وأنهى الصف الخامس الابتدائي ولم يكمل "عيد"له شأن كبير في تعليمي وأخي الأستاذ غيث بركات بل في فك أمية جميع شباب النجع والنجوع المجاورة
رعيت الأغنام مع جيراني صغيرا و يالها من حياة أتوق إليها حيث الحرية بلا حدود.. والمسؤولية أيضا..فأنت طفلا..ولكنك مسؤول عن الأغنام التي ترعاها وربما عن اغنام من هم معك من الجيران حيث المسؤولية تشاركية
في عام١٩٥٧اخذني شقيقي الأكبر مباشرة الاستاذ غيث بركات أخذني معه للكتاب،-بالشدة علي التاء وضم علي الكاف- وكانت الدنيا في عز القيظ..يوليو تقريبا في الصباح الأرض رطبة وعند الظهر رمضاء تشوي الأرجل الحافية..وفي العودة اجارك الله كأني أمشي على جمر..وفي مشهد انطبع في ذهني و لن انساها ما أن ابتعدت عن المدرسة بأمتار موحوحا من الرمضاء الا والدي عليه رحمة الله هل علينا وما أن راني حتي الحقني ظهره حتى البيت
الكتاب لشيخ فلسطيني اسمه موسى..كان أيضا أستاذا لأخي الأكبر عيد لم استمر كثيرا لكني احببت الدراسة والمدرسة خاصة أن شقيقي في الكتاب غيث عقد مقارنة بيني وبين من حضروا معي ذلك اليوم و وجد أنني حفظت وفهمت الدرس الأول أفضل منهم كثيرا. ..اي أن الأسرة رسخت في ذهني فكرة التفوق

المدرسة الصغرى

ثم تبدأ مرحلة أسميها مرحلة المدرسة الصغرى التي اسستني علميا ودراسيا وخلقيا..ذلك هو كتاب الشيخ"عيد بركات"شقيقي الأكبر..حيث تعلمت القراءة والكتابه لست أنا فقط بل معي مجموعة كبيرة من أبناء النجع والنجوع المجاورة
في كتاب شقيقي عيد تعلمت القراءة والكتابة على أصولها وهي تقريبا قراءتي الآن وقد زاملني فيها الكثيرون وهم أغلبهم اكبر سنا مني ومنهم الشيخ عيسي الخرافين شيخ مشايخ سيناء وعضو مجلس الشعب السابق.
شيخنا عيد بركات ال علي نفسه أن يلحق تلاميذ ه بالمدرسة الحكومية. وهو يعرف بنظرته الثاقبة أن لا مستقبل لنا الا في مدرسة نتخرج منها رسميا فعرض علي تلاميذه :سوف اقدم الي شقيقيّ غيث،وعياد من له رغبة يبلغني وبالفعل طلب ٤زملاء آخرين الانضمام لنا
وفي رحلة كفاح شاق خاضها استاذي ومعلمي عيد بين دهاليز مديرية التربية والتعليم بالعريش ومكاتب الصحة للتسنين و مدرسة رفح الابتدائية الاعدادية ..صيف كامل يتنقل بأوراق ال٦تلاميذ حتي انتهي من المهمة مع بدء دخول المدارس وكان في أكتوبر وليس سبتمبر كما الآن
قبل الدراسة بحوالي ١٥يوما احضر لنا ملابس المدرسة قميص بوبلين أزرق وبنطلون كاكي وتعالي يا عياد أعلمك اللبس..ولما تروح الحمام تعمل ايه؟تعمل كذا..ثم تلبس البنطلون كذا وتربط جزاكم كذا
وفي السبت٢٠اكتوبر كنا على باب المدرسة مدرسة رفح الابتدائية الاعدادية وناظرها الأستاذ شكري وسكرتيرها الأستاذ سعد(قبطيا),أنهى حياته في مدارس محافظة جنوب سيناء
قال شيخنا عيد هاهم التلاميذ يا استاذ شكري قاله..حاضر. تعالي يا استاذ فلان وأنت يا أستاذ فلان اختبرهم وفعلا تم اختبارنا وكانت النتيجة كما رتبها شيخنا:اثنان في الصف الخامس..غيث بركات وعودة سلامه
اثنان..في الصف الرابع. عياد بركات وعبد القادر جمعة
اثنان في الصف الثالث سعيد ابو العويس وسليمان عيد
من المجموعة الأولي لم يكمل تعليمه سوي غيث بركات وانسحب عودة من بداية الصف السادس
المجموعة الثانية استمر عبد القادر حتي نال دبلوم التجاره.. وواصلت أنا والمجموعة الثالثة خرج سليمان من الصف الرابع واستمر الشيخ سعيد حتى الثالث الاعدادي وقامت حرب٦٧اثناء امتحان الإعدادية ولم يكمل لظروف الحرب والاحتلال الإسرائيلي.
في العام الدراسي ١٩٦٠/١٩٦١ كنت تلميذاً بالصف الرابع الابتدائي، لازلت اذكر استاذ الفصل القدير ابن المنصوره "عوض" الذي يناديني مداعبا "إنت جيت لنا منين" حيث فوجئ بمستواي في القراءة .. والحساب حيث حل أي مسألة بما فيها الكسور العشرية والاعتياديه .

"التنمر"

كان عمري آنذاك ٨ سنوات أي أصغر من السن القانونية بعامين واعمار زملائي من البدو كانت تتراوح بين ١٥ عاما وأبناء الحضر و كان جُلهم من وادي النيل حيث كان يعمل اباؤهم مع قوات الطوارئ الدولية كانوا في سن ١٠ سنوات .
صغر سني هذا جعلني عرضة "للتنمر" حيث زملاء الفصل كلهم اكبر مني سناً بل إن أحدنا وهو الصديق "حسن سليمان أبومليح" ترك المدرسة وقتها لمدة شهرين ليلتحق بفرقة للحرس الوطني بالعريش وعاد لنا مرة اخرى

" سيراً علي الاقدام "

من بيتنا في صنع غزاله وحتى رفح يوميا ذهابا وعوده علي الاقدام ليس معنا سوى تلميذ واحد هو " سعيد ابو العويس " وهي رحله شاقه علي ولدين صغيرين ولكنه الإصرار على الاستمرار في التعليم تحت اي ظرف مهما كان قاسياً

"مطلق ناصر غيث"

ولا أنسى تشجيع البعض لنا مثل العم "مطلق ناصر غيث " الذي كان يعمل سائقا على عربة مياه لنقل المياه للتجمعات البدوية المتناثرة عم مطلق كان يحضر المياه من رفح وكنا نعرف عربته جيداً فإذا قابلنا في الطريق ونحن عائدون من المدرسة وهو ذاهب لرفح ليحضر المياه يشير لنا بيده : أن انتظروا هنا ! فننتظر ١٠ دقائق او ربع ساعه فيعود لنركب معه في الكابينة . محيياً ومتعاطف معنا لانه يعشق العلم ويرى أن البادية لم تأخذ حقها في التعليم
وقد ظل هذا الرجل إلى ان مات يفرح كلما رأى بدويا يذهب الى المدرسة حتى انه اسس جمعية فيما بعد تعمل على تشجيع أبناء البادية على التعليم .

" السبت عيد"

كان سوق رفح الاسبوعي هو يوم السبت كان لنا و شقيقي " غيث " عيداً حيث يذهب اخي الاكبر " عيد " بحماره إلي السوق ليحضر مستلزمات الاسبوع فنركب الحمار بدلا منه حتي المدرسة مما يجعلنا نعتبر يوم السبت يوما غير عادي

"وما ادراك ما الفول "

المدرسه كانت تصرف لنا وجبه غذائيه قوامها رغيف بلدي و قطعة جبن رومي وقطعة حلاوة طحينية نأخذ الرغيف ونتجه للفناء حيث برميل الفول المدمس او الفاصوليا البيضاء نفتح الرغيف يضع لك فيه كبشة كبيرة أول يوم اكلت فيه الفول تقيأته .. صحراوي لم يتعود على المدمس ولكن مع الايام اصبح الفول وجبة شهية للغاية ليس افضل منه ألا حين يستبدل بالفاصوليا البيضاء تعوم في السمن النباتي .
كان من أساتذتي في المدرسة الاستاذ " اسماعيل سلام "شقيق الدكتور "صلاح سلام " عضو المجلس القومي لحقوق الانسان والاستاذ "محمد يوسف عابد " ناظر مدرسة رفح وعضو مجلس الشعب السابق .

"أول الغيث .. ٤ بركات "

كان أول الغيث الذي اشار إلى ان طريقي يتجه للصحافة هو شغفي بالخطابة المدرسية , بين يوم وآخر كنت ألقي كلمة المدرسة وكان كابتن الطابور الصباحي "موسي سلام عياد " يبدأ تقديمي هكذا : الطالب عياد بركات يلقي كلمة الصباح" ٤ سقفات ابتدي" والتكرار ما يقوله يوم بعد يوم فإذا به مرة يقول في كلمة الصباح يلقيها الطالب "عياد سقفات ٤ بركات ابتدي " واذكر انه من بين زملائي الذين سبقوني بصف واحد المجاهد الكبير " حسن علي خلف " بطل منظمة سيناء العربية اطال الله عمره وأعطاه الصحة والعافية .

"كوكاكولا"

عام ١٩٦٦ حصلت على الشهاده الاعداديه وذهبت منفردا بملفي إلى المدرسة الثانوية بالعريش وكانت تجاور مسجد الرفاعي في الميدان الرئيسي بالعريش وكان ناظرها مربياً فضلا أعطاه الله بسطة في الجسم وفي العقل وهو الأستاذ "عبد الحميد بدور" ولما تقدمت بأوراقي واطمأنت انني قُبلت طالبا بالمدرسة اتجهت إلى الميدان الرئيسي وجلست علي قهوه كبرى وكأنها استراحة المحارب وطلبت زجاجة " كوكاكولا" و كانت احلى زجاجة اشربها ربما حتى الان وكان الميدان امامي يعج بالحركة والحياة وامام القهوة مباشرة يقف الاتوبيس لمن يرغب في السفر الى القاهرة التي كانت مبتغاي وامنيتي وكانت أجرته "٩٩ قرشاً " .. يالها من ايام !

إلى قاهرة المعز

في يوم الثلاثاء ١٩٧١/٤/٢٧ ظهرا عبرت قناة السويس مع الصليب الأحمر .. وكنت قد أنهيت الصف الثاني الثانوي في مدرسة العريش الثانوية .. والتحقت بمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة طالبا منتظما في فصل ١٤/٣ .
وهناك شخصية أثرت في وتأثرت بها وهو الأستاذ "محمود المنوفي" مدرس اللغه العربيه وقد كان يعرف سيناء شعبا وتقاليد وكأنه يقرأ في كتاب مفتوح وقال لي : هل تعرف د. درويش مصطفى الفار قلت له : اعرفه قال لي انه شخصيه جديره بالاحترام .. وابنه زميل لك في المدرسة ولكن الموت اختطفه منذ حوالي شهرين وقد كان للاستاذ " محمود المنوفي" ملاحظه بعد تخرجي من المدرسة فقد قابلني بجوار المدرسه وانا ذاهب إلي الكليه فقال لي : " دخلت كلية ايه ياعياد " قلت له الاعلام فلم تعجبه اي انه كان يريدني دخول كليه عمليه كالطب مثلا . وبعد أن تخرجت وعملت صحفيا في المساء وقابلته في ميدان الجيزة اين انت الان يا عياد قلت له صحفيا في المساء فلم يتمالك نفسه وهجم عليّ تقبيلا واصر ان يعزمني علي فنجان قهوة في مقهى بالجيزة وشرح لي كيف انه عمل مصححا لسنوات طويلة في جريدة المصري (ابو الفتح ) .
تخرجت من السعيدية عام ١٩٧٢ بمجموع ٧٣ % وتقدمت بأوراقي الى مكتب التنسيق وقبلت بكلية "الطب البيطري" بالزقازيق وكشفت طبيا بالكلية .. وفجأه إذا بإعلان في الصحف عن قبول دفعة من حملة الثانوية العامة في " معهد الإعلام " بحد ادني في المجموع ٦٥ % وبنسبة ٧٠ % في اللغات ومن يرغب يتقدم "بوصل" مكتب التنسيق وكان عدد المتقدمين ١٢٥٠ طالبا أجروا لنا الاختبارات التجريبيه وإذا بأسمي بينهم ضمن ال ٨٥٠ طالبا نجحوا في التحريري وهؤلاء مطلوب منهم الحضور على دفعات للاختبار الشفوي؛ وقد جرت الاختبارات لنا بعد الإفطار حيث كنا في شهر رمضان المبارك
وفي اليوم المحدد للاختبار ذهبت وكان يتم دخول الطلاب كل ثلاثه معاً وكان زميلي في الاختبار د. عمرو عبدالسميع الصحفي بالأهرام - عليه رحمة الله وزميله اخرى اسمها " فاطمه" ، ودخلنا الى غرفة بها تقريبا لا يقل عن ١٠ أساتذة أجلاء طبعا لم اكن اعرف احدا منهم وان كنت عرفت فيما بعد الأستاذ محمد حسنين هيكل من بينهم وأستاذنا القدير الأستاذ جلال الدين الحمامصي وعميد المعهد د . إبراهيم إمام وهو من يقوم بالسؤال .. وسكرتيرة الجلسة التي تسجل تقدير الاساتذه للدرجات وكانت تقف ولا تجلس وهي الدكتورة عواطف عبدالرحمن وكانت آنذاك مدرساً أي تحمل درجة الماچستير - وقد تعرفت عليها فيما بعد .
سألوا " عمرو عبد السميع " من هو أشهر عمرو في تاريخنا قال : عمرو بن العاص
هل هناك معالم تحمل اسمه في القاهرة قال : نعم جامع عمرو بن العاص بالقاهرة .. وهل زرته يا عمرو قال نعم زرته وصليت به
ثم جاء الدور علي: وانت يا عياد هناك حادثة جمعت بين عمرو بن العاص هذا وابا موسى الاشعري هل تذكرها قلت نعم قال قلها لنا فقلت واقعة التحكيم التي تلت موقعة " صفين" وشرحت لهم الاتفاق قال : ومانتائج هذا الاتفاق قلت لهم كذا و كذا قالوا ماشي يا عياد ثم سألوا فاطمة عن أشهر فاطمة في التاريخ .. المهم انني لم اشاهد فاطمة في الكليه .
بعد حوالي ١٥ يوما ذهبت للكلية وكلي شوق لأعرف النتيجه وإذا بأسماء ٤٥٠ طالبا قد تم قبولهم واسمي في الكشف رقم ١٥٢ وحمدت الله كثيرا على ان حقق املي في الدراسة التي اهواها والطريق التي أريد .


تعرضت للظلم في عام الحزن وتعاطف معي العميد عودة والدكتور عجوة
عندما نشر اسمي للمرة الأولي اشتريت 20 نسخة من صحيفة المساء
9 اشهر من الاعمال الشاقة بلا مقابل قبل ان احصل علي اعلي مكافأة في الصحيفة
رشحني رئيسى مندوبا في المطار ليبدأ مشوار الود المشوب بالحذر مع فهيم ريان


دخلت معهد الإعلام الذي تحول بعد إلى كلية الإعلام ونحن في السنة الثانية .. وفي السنتين الاولى والثانيه حظينا بما لم يحظ به غيرنا من طلاب الكليات الاخرى او طلاب الاعلام فيما بعد، لقد استعان المعهد بألمع الأساتذه كل في تخصصه لتأسيس الطلاب في سنواتهم الأولى بالعلوم الاجتماعيه .. ولم نكن نعرف قيمة هؤلاء الأساتذة الا فيما بعد أن غادرنا الكلية .. او لمغادرتهم همم التدريس لنا لسبب او لأخر ومن ضمن الأساتذة التي شرفت بتدريسهم لي هو الدكتور حامد ربيع أستاذ العلوم السلوكية وأستاذ ومؤسس علم النفس الاجتماعي ومنشأ العلم نفسه في أمريكا وقد عرفت مؤخرا انه له باعا في " التصوف الإسلامي " .. ومن اولئك الاساتذة أيضا د . عز الدين فوده أستاذ العلوم السياسية المشهور .. وفي الصحافة الاستاذ جلال الدين الحمامصي الرجل الدقيق الرقيق الذي يطلق عليه "مهندس الصحافة" وهو خريج كلية الهندسة ولكنه فور استلامه شهادة الهندسة وضعها في مكان لم يعد إليه إلى اليوم !!
في السنه الاولي رسبت في مادتين إحداهما مادة علم النفس الاجتماعي والثانيه لا أذكرها لأنها ليست من مواد التخصص الصحفي وفي السنه الثانيه تشرفت بالتتلمذ على يد أحد كبار أساتذة الفلسفة وهو د. عثمان امين وقد نال في باريس درجة الدكتوراه عن الفيلسوف "ديكارت" وقد عاد بزوجة فرنسيه أيضا وهو إبن قرية " مزغونة" بالجيزة
د. عثمان هذا له نظرية فلسفية بأسمه اسمها " الجوانية " وكان له عبارات لا تزال منطبعة في ذاكرتي مثل : " إنني أعيش مع عمرو وعثمان وعلي ... وديكارت " وهو معنى لا أظنه يحتاج إلي شرح وعبارة اخرى " لقد كان هنري كيسنجر تلميذا مثلكم امامي هكذا يجلس امامي في قاعات جامعة هارڤارد" وكلامه صحيح لأنه كان استاذا للفلسفة في جامعة هارڤارد وكيسنجر كان آنذاك نجما لامعا يدير مع السادات مفاوضات فض الاشتباك الثاني بين مصر وإسرائيل .
وقتها لم نكن نقدر قيمة هؤلاء الأساتذه .. هم يتخيلون انهم يدرسون لإعلاميين .. ونحن لم نكن اكثر من طلاب لم يمضي على تخرجهم عام واحد من الثانويه العامه .
وقد غضب د. عثمان أمين وترك الكلية نهائيا بسبب نقاش مع أحد الطلاب رأي الأستاذ وهو محق في ما يعد تجاوزا من الطالب في حقه وتركنا في منتصف العام الدراسي وتركنا نتحسر عليه وعلى ما اصابنا من تناوب أساتذة الفلسفة علينا ذلك العام وهو الذي كان يؤكد لنا : كلكم ناجحون الا من أبى أن يستخدم عقله .. لا كتب .. لا محاضرات لا شراء .. لا بيع .
وفي العام الثاني أيضا وهو الذي يسبق عام التخصص - السنه الثالثة لابد ان يخرج الطالب نظيفا اي ناجح بلا مواد ، واذا رسب في مادة واحد فعليه أن يعيد السنه كلها على هذه المادة
من ضمن المواد التي درستها في السنة الثانية مادة الاقتصاد والاقتصاد السياسي كان يدرس لنا الماده استاذاً قديراً اسمه أحمد رشاد موسى وهو من عرب الفيوم .
عرفت ذلك فيما بعد ولم أكن أعرف أن هذا الأستاذ لا ينجح طلابه جميعا في مادته لابد من التضحية بنسبة .. عرفنا ذلك من زملائنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكان يجمعنا مبنى واحد الاقتصاد والإعلام
امتحنت مادته وكنت راضيا عن اجابتي وفوجئنا بأن ٥٢ طالبا رسبوا في المادة .. وكانت نسبة كبيرة غير عادية و ذاكرت الماده مرة أخرى وذهبنا للإمتحان الدور الثاني وكان في سبتمبر وفي شهر رمضان .. امتحنت ورضيت عن اجابتي جدا وضامن بعون الله النجاح بلا مشاكل .. وبعد اسبوع ظهرت النتيجه واذا ب ٥١ نجحوا ورسب واحد فقط هو العبد الفقير لله وكان وقع الخبر علي كالصاعقة ولجأت إلى كل الوسائل الممكنة وأول من لجأت إليه هو (الله سبحانه وتعالى ) .. ثم ذهبت إلى د. علي عجوة وهو شخصيه محترمه وابن مدينة الاسماعيلية المجاورة لنا في سيناء وهو أستاذ العلاقات العامة والمشرف على الكونترول قلت له ما الحل يا دكتور قال: والله انا ذهبت بورقة إجابتك للدكتور رشاد وقلت له حرام عليك يا اخي نحن في رمضان وهذا الطالب ليس معه مادة اخرى ليس الا هذه المادة .. حاول أن تنصفه أو تساعده ولكنه قال لا !!
ذهبت إلي العميد د. عبدالملك عوده قال لي : انا متعاطف معك للغايه ، ان سألني اي طلب انت تطلبه : فقلت اريد مراجعة المادة قال علي عيني " اكتب لي طلب " و كتب الطلب وسلمته للعميد قال عد لي بعد يومين ثلاثه
عُدت آلية طلب السكرتيره أحضرت ورقة إجابتي قال : راجع ورقتك بنفسك إذا كان سؤال لم يتم تصحيحه أو حتى جزء من سؤال قل لي سوف أأمر بتصحيحه وراجعت الاسئله والاجابات واذا بها كلها مصححه ولم يترك شيئا الاستاذ إلا وقد صححه يا اما بالصفر يا اما بدرجات هزيله قلت للعميد لكن انا اشك في إنصافي في التصحيح قال : هذا خارج عن عملنا ليس من حقنا أن نحكم على تصحيحه نحن من حقنا هل نسي سؤالا او جزء من سؤال لم يصححه ساعتها سوف نصحح بأستاذ آخر أما وقد صحح فلا تعقيب علي تصحيحه
قلت له : انا مظلوم يا سيادة العميد قال إذا كان ظلمك فحسابه عند الله .. قلت استطيع ان اجيب عن اسئلة الامتحانات أمام سيادتك شفويا قال : هذا خارج عن الاختصاص وكان محقا بالفعل
عُدت للدكتور علي عجوة ما العمل يا استاذ ؟ قال اذهب بنفسك اليه علّ وعسى !
وبحثت عنه حتى وجدته
- صباح الخير يا دكتور
- صباح النور يا ابني
- ازيك يا ابني
- والله الحمدلله ..انا يا دكتور لى عندك مظلمة :
- خير .. مظلمة ايه يا ابني
- انا من جعلته يرسب في مادتك ظلما
- قال شوف يا ابني احنا سقطنا بنات السادات في الآداب .
فهمت منه انه يقولي خليك في حالك هو انت ابن مين في البلد ؟!
- قلت يا دكتور هذا ظلم واضح وانا جاوبت في المادة ومستعد ان اجاوب امامك شفويا .. يعني ترضى لي ان اعيد سنه كامله على مادة واحدة ؟!
- قال هذا يخصك انت ولا يخصني انا .
تشاء الايام وانا رئيس قسم المحافظات وتأتي سيرة هذا الأستاذ والله لم يعلم احد بقصتي معه ومن غير المعقول احكيها لمراسل ولكن كنا نقرأ خبرا عن تعيين د. احمد رشاد موسى في منصب اقتصادي مهم في الحزب الوطني قال لي الزميل المراسل انا اعرفه قلت تعرفه منين قال لي دائما يجلس امام بقالة في الفيوم وأمامه زجاجة من اللي بالي بالك ولا يقوم غير وهو .. طينة !. قلت لايمكن قال هذا صحيح
المهم في استنتاجي لما حدث معي في هذه المادة من قبل هذا الاستاذ انه في طبيعته لابد أن يرسب في مادته الطلاب من ٤٠٠ سقّط ٥٢ ومن ال ٥٢ لابد ان يسقط أحد فضحى بواحد ربما ظن أن ديانته لا تسمح له بالصوم في رمضان وربما تشابهت الأسماء عليه
وإذا كان مالا يدرك كله لا يترك كله وقد ذهبت يوما لادارة الامتحانات التي بشارع " امين سامي " بالمنيره ودخلت الفناء الذي كان خاليا تماماً الا من شخص واحد هو د . احمد رشاد موسى الذي ما أن رآني إلا وكأني نزلت عليه من السماء يا اهلا وبالأحضان طبعا تفسيري : انه لايعرف شيئاً عن المادة ولكنه افتكر اني احد تلاميذه .. وأنه تعامل معي في موقف ما في يوم من الايام ولما قابلني بالترحاب لابد أن اقابلة في ترحاب اكثر وانت فين يا دكتور قال لي والله انا عائد من اليمن سألته خيراً قال كنت ملحقا ثقافيا لمصر لمدة ٥ سنوات انتهت أخيرا وها أنا قد عدت وقال لي "انت فين" قلت له أنا صحفي في المساء رد يا مرحب يا اهلا وسهلا وكان سعيدا للغاية وخرجنا من مبنى ادارة الامتحان يداً في يد وعلى وعد بزيارتي في صحيفة المساء أصبح فيما بعد رئيسا للجنة الاقتصادية في الحزب الوطني حتى انتهاء عهد حسني مبارك

" عسى ان تكرهوا شيئا "

عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
سميت ذلك العام عام الحزن إلا أنه العام الذي غير مستقبلي إلى ما أراده الله لي وليس ما أردته لنفسي .. كيف ؟ قبل نهاية العام الدراسي الثاني يسلموننا ورقة الرغبات نسجل فيها رغباتنا في القسم الذي نود الالتحاق به فكتبت الإذاعة والتلفزيون ثم الإذاعة والتلفزيون ثم الصحافه يعني لوكنت نجحت في الماده اياها لدخلت قسم الاذاعه والتلفزيون وهو بالقطع لم يكن طريقي ولم اكن ادرك ذلك أن ذاك .
لمدة عام كامل،لم أذهب للكلية ،ولم افتح كتاب الاقتصاد..أي كتاب اقتصاد.. وحتي الدكتور"رشاد"ترك التدريس في الإعلام ،ولا أعرف مادة الاستاذ الجديد،ولا مذكراته،بل لم أعرف اسمه حتى الان..دخلت الامتحان في المادة ونجحت..وغيرت رغباتي إلى:صحافة..ثم صحافة..ثم اذاعة وتليفزيون..وتخرجت عام١٩٧٧ وبعد تخرجي بحوالي٢٠يوما ذهبت للكلية..وأنا أنظر اسمي في كشوف الناجحين واذا بإعلان صغير بخط اليد معلق بجوار كشوف الناجحين مكتوب فيها من أراد العمل في جريدة المساء عليه أن الذهاب للجريدة مقابلة الاستاذ عبد الوهاب عبد ربه..وفي اليوم التالي كنت امام الاستاذ عبد الوهاب..وهو شخصية متفردة ابن بلد من السيدة زينب..
وكانت المساء قد عين لها رئيس تحرير جديد هو الأستاذ أحمد عادل..كان صحفيا مرموقا في الاهرام..بعث به الأستاذ يوسف السباعي الي المساء تمهيدا لعودته رئيسا لتحرير الاهرام..قال لي الاستاذ عبد الوهاب مطلوب منا العمل في بابين جديدين طلبهما رئيس التحرير أحدهما هو :خطوات إلى أعلى ..وتلتقي فيه بشخصيات واعدة في مجالها
وباب أوراق من كراستي وفيه انسان يتحدث عن تجاربه ورقة..ورقة
قلت له:ماشي..وبدأت علي بركة اللة اجهز من البابين ماتيسر..وبدأ اسمي ينشر في صحيفة المساء بشكل شبه يومي..وأول يوم رأيت فيه اسمي اشتريت٢٠نسخة ولا أعرف ماذا سوف أعمل بهذه النسخ واعتقد انه يوافق١٠/٢٠عام٧٧
وجاء اكثر من٢٠زميلا من الإعلام ولكن لم يستمر سواى وزميل آخر ليس من خريجي الإعلام.
طوال٩ شهور كنت أعمل من نار ولكن لم اتقاضي مليما واحدا..كنا وزميلي نطالب الأستاذ عبد الوهاب من ان لاخر أن يعمل لن مكافأة..وفجأة واذا لكل منا مكافاة٢٠جنيها..وهي أعلي مكافأة بالجريدة..كانت مكافأة جميع الزملاء الذين يعملون معنا من اعلام اوغير اعلام ٥جنيهات فقط..غالبا يرجع ذلك إلى أن الأبواب التي نعمل فيها وزميلي طلبها رئيس التحرير الجديد..كما ان الأستاذ عبد الوهاب مقرب منه
وكان يأخذني في يده من ان لاخر يقدمني لرئيس التحرير شاكرا جهودي
بعد مرور عام او اكثر..بدأنا نطلب من الأستاذ عبد الوهاب التعيين ونلح عليه وان وراءنا التزامات وخلافه وهو يكتب أمامنا طلب التعيين ويقدمه لرئيس التحرير..وتكررت المحاولة اكثر من مرة..إلا أنه لم يتم تعيين أحد منذ دخولنا الجريدة عام٧٧،وانتهت عام٧٨بدون فائدة..وكدت أيأس وفي فبراير٧٩اصبت بأنفلونزا شديدة..رقدت علي اثرها لمدة اسبوع فأكثر..وفي يوم جمعة. وانا في دور النقاهة..وإذا بباب شقتي يخبط..فتحت فإذا هو زميلي الذي يعمل معي في نفس الأبواب..وهو لا يعرف مكان سكني وظل يسأل حتى وصل المهم لقيته مبتهج وفرحان..ولم يكن في ذهني ابدا التعيين قال لي ابشر اتعينا قلت معقول مش ممكن..قال لي والله
الاستاذ محسن محمد مضي القرار من حوالي ٥ايام وهذه لسته بالأوراق المطلوبة..كعب عمل فيش وتشبيه ،شهادة المعاملة العسكرية..الخ..الخ
بدأت في تحضير الاوراق..ونسيت أنني في غمرة العمل لم اكن قد تقدمت لأداء الخدمة الإلزامية.. بعد حوالي٢٠يوما تقدمت بالأوراق لشئون العاملين كاملة..عدا شهادة الخدمة قالو لي اذهب للتجنيد وحقك محفوظ..والي مكتب التجنيد في الزقايق وقدمت نفسي ومعي مؤهلي..وكان هناك ضابط ذو وجه سمح يتعامل معنا قال مافيش تجنيد ليك النهاردة تعالي بعد٦أيام
قلت اعطني ما يثبت قال:حاضر وبالفعل كتب على نموذج يؤجل تجنيده لمدة٦أيام. .قلت واضف له يعمل به كمسوغ للتعيين قاللي:حاضر
وأخذت النموذج لا اعرف سيحل المشكلة ام لا..والي شؤون العاملين بنموذج التجنيد قالت لي الموظفة:معقول نعينك بتأجيل تجنيد لمدة ٦ايام قلت هذا ما عندي والباقي علي الله
قالت سنحول ورقك علي سيادة المستشار رئيس الشؤون القانونية
يوم او اخر واذا بواحد بينده في صالة التحرير فين عياد بركات قلت انا خيرا قال سيادة المستشار عبد الفتاح العيسوي عايزك..وذهبت موقنا أنه سيقول هذه الورقة لا تكفي لتعييينك..دخلت ورأيته بشوشا حيث كنا نراه حادا وصارما وما ان دخلت من الباب حتى قال لي:انت عياد بركات قلت نعم قال والله يا ابني حاعينك..لو معاك تأجيل يوم واحد بس من حقك تتعين..احلي واجمل مقابلة..وقد سري تعييني يوم٣/١٨عام٧٩
"ملاحظة "
كنت ضمن مجموعة من الشباب أبناء سيناء .. يشغلنا احتلال اسرائيل لبلدنا ..ويشغلنا معاناتنا ومعاناة اهالينا من جراء الاحتلال بعبارة أخرى كانت سيناء تسيطر على تفكيرنا .. فإذا كنت صحفيا لابد ان اكتب عن سيناء وشعرت انني في حصار اسمه سيناء وإن لم افك هذا الحصار فلن اتقدم في مشواري العملي ولقد نضيت هذا الثوب عني وانطلقت في عملي صحفيا مصريا ينتمي لمصر وسيناء في القلب - واعتبرت ان سيناء محافظة من محافظات مصر ولااريد ان اترك هذه الصفحه دون أن اشيد بمحافظ سيناء منذ الستينات في القرن الماضي وحتى بعد تحريرها عام ١٩٧٣ وهو اللواء محمد عبد المنعم القرماني لقد كان انسانا وكفى .. وكانت تربطني به علاقة مودة وحب متبادل وكنت إذا أتيت لمقر محافظة سيناء في "عين شمس " بالقاهره ما من مرة طلبت مقابلته حتى استجاب وعلى الفور وعلى عكسه ولن ازيد - المدعو العميد محمد فاضل عبد الدايم الذي ما دخلت مكتبه إلا وخرجنا على غير وفاق ومن اسف انني اخرج من مكتبه إلى مكتب المحافظ الإنسان فيستدعيه فيأتي ويؤدي التحية العسكرية ويقول له نفذ ما طلبه عياد .. فينفذ بالأمر
وفجأه تغيرت القيادات الصحفية ومنها جريدة "المساء " وذهب أحمد عادل للاهرام محررا لا رئيسا للتحرير وكان يوسف السباعي قد اغتيل في قبرص وجاء التغيير بقيادة " شبابية المساء استمرت لأكثر من ٢٠ عاما " حتى أصبحت " كهله "
ولم يكن بيني وبينها انسجام خاصة وانني لم اتعود " النفاق " ولا أستطيعه .. ولا اهضمه وقد توسمت في تلك القياده خيرا فكان أول قرار صدر في عهدها الميمون تعييني مندوبا للجريده في مطار القاهرة وهو نفس المكان الذي كانت تعمل فيه هذه القيادة قبل تعيينها رئيسا للتحرير .
المهم ذهبت للمطار واعطاني رئيس التحرير لسته بكل شخصيات المطار وتليفوناتهم
وفي الأسبوع الأول لعملي في المطار كان وزير القوى العاملة آنذاك " سعد محمد احمد " مسافرا لألمانيا قالو للوزير وانا اسمع - الطائرة حتتأخر ساعتين غضب الوزير وقال كنتم ابلغتموني .. كنت أخرت وصولي .. هاتولي ريان !
وريان هذا هو محمد فهيم ريان رئيس مصر للطيران - آنذاك وكان الرجل الثاني مع حسني مبارك في حرب اكتوبر لم أكن أعرف ذلك وقتها ، عرفته فيما بعد .. وهو من هذا الموقع كان لسان حاله يقول : " يا ارض اتهدي ما عليكي قدي !!
وفعلا جاء ريان يقدم رجلا ويؤخر اخرى
وكتبت الخبر وعنوانه " سعد محمد يستعدي ريان ولا تعدى الخبر ٤ سطور ويا داهيه دقي ازاي يقول "يستدعي " وبالامانه بأن من وافق على نشر الخبر هو رئيس التحرير .. وهو في نفس الوقت صديق حميم لريان
ثاني يوم لنشر الخبر قلت اروح اتعرف علي اللواء ريان وكان رئيس التحرير قد أوصاني به
دخلت علي السكرتيره - وانا ولا على بالي قالت لي السكرتيره : هو معاه تليفون ودخلت له بورقه عليها اسمي وجريدتي وكانت المكالمة مع رئيس التحرير الذي قال له : وقابله !! ولما دخلت كان ينهي المكالمة فبادرني بانفعال مين كتب الخبر الذي نشرته المساء واستمر مخاطبا لي ولنفسي - وانا ملتزم الصمت - : حد يقدر يستدعيني انا محمد فهيم ريان !! مالكو جرالكو إيه وبعد شوية صمت قال ماذا تريد يا ابني ؟ قلت له : اريد التعرف بسيادتك .. انا فلان محرر المساء الجديد في المطار قال : اتفضل ومن يومها حتي تركت المطار ونحن في ودّ مشوب بالحذر !!

عندما التقيت شيمون بيريز .. ونجوم الميكروفون .. وانفردت بنشر قصص ترحيل القذافي ل١٥٠ الف سوداني

ومن ذكريات المطار ايضا ان سيادة السفير عصمت رضا رئيس الجانب المصري في مفاوضات الجلاء الاسرائيلي عن مدينة رفح -بلدي- كان يسافر اسرائيل عبر المطار وقد ارتاح لي وأحبني فكان فور وصوله للمطار ويراني واسلم عليه ليقول لي النهارده نتفاوض على كذا وكذا وكذا و ولم يعرف حتى اليوم أنني انتمي للمنطقة التي يقود مفاوضات تسليمها ويشرح لي لي : تصور يا عياد ان سلك الحدود يقسم بعض البيوت إلى قسمين ولم أشأ ان اقول له : ان هذه البيوت بنيت أثناء الاحتلال الاسرائيلي اما قبل الاحتلال فكان هناك حدا فاصلا بين منازل رفح مصر ورفح فلسطين وكنت اوالي جريدتي اولا بأولا بما يمدني به من اخبار وفي يوم من الايام ابلغني بأنه في السفريه القادمه لن يسافر من مطار القاهرة لكنه سيغادر من مطار ألماظة العسكري طبعا مندوب أ . ش . أ لابد ان يبلغ خبر مغادرة الوفد فوراً والمسجل في سجلات مطار القاهرة .. ان الوفد سيغادر من مطار القاهره وارسلت الى الجريدة خبر مغادرة الوفد وكانت المساء تطبع آن ذاك ١٢ ظهرا وصدر الجرنال وفيه خبر مغادرة السفير فغضبت مني الزميلة اميمه عليها رحمة الله لان الوكاله عاتبتها عتابا شديداً علي عدم نشر الخبر قالت عرفت ازاي يا عياد ؟! ولماذا لم تخبرني واعتذرت لها انني كنت هاقولك ولكن "مشوفتكيش " !
وفي أحد الصباحات واذا بشيمون بيريز وزير خارجية اسرائيل آنذاك فجأه في صالة كبار الزوار وانجليزيتي كانجليزيته " لحم حصيني " وهات يا اسئله وهات يا اجابات " والمساء " ينشر في ساعته وحينه في الصفحة الأولى .
احد الايام كان موعد زيارة الچينرال رفائيل ايتان رئيس الأركان الإسرائيلي ولما كان الفريق عبدرب النبي حافظ رئيس الاركان المصري لم يصل المطار بعد فأمرت غرفة مراقبة المطار بعدم نزول طائرة رئيس الأركان الإسرائيلي حتى وصل الفريق حافظ .
وهناك حادثة ظلت الصحف ووسائل الإعلام تتناقلها لأيام ومن بينها الـ BBC وكانت ترحيل الرئيس القذافي ل١٥٠ ألف سوداني لرفضهم الانضمام لجيش الخلاص السوداني ولما كنت كعادتي في المطار ٧ صباحا وفي هذه الساعه لا يوجد محرر آخر سواي لان الصحف الصباحية يتوافد مندوبيها ومحرروها من ال ١ ظهرا وفي صالة الترانزيت وجدت مجموعه من السودانيين يصل عددهم الى ٥٠ سودانيا يفترشون الأرض ووجدت ايضا ان ضابط امن البوابه وكأنه لايريد ان يقترب منهم احد وقررت الاقتراب اخذت جوله سريعه في المطار وعدت إليهم وسألتهم وشرحوا لي بالتفصيل أنهم جزء من ال ١٥٠ الف سوداني قرر القذافي ترحيلهم سألتهم اين الباقي قالوا : الباقي يعودون عبر خطوط اخرى - مالطه الخرطوم - روما الخرطوم - عَمان الخرطوم- ونحن جزء من الذين عادوا إلى القاهرة ولنا مشكله ياريت تحلها وتكتب عننا قلت : اكتب ونص . وامليت الخبر للجريدة ان القذافي طرد ١٥٠ الف سودانيا وذهبت الى البيت فورا ونمت حتى العصر وفي العصر ذهبت الى ميدان التحرير وكان الباعة زمان ينادون على بضاعتهم فوجدت بائع الصحف ينادي بأعلي صوته اقرأ الخبر" القذافي يطرد ١٥٠ الف سوداني " ونظرت فإذا الخبر بجريدة المساء باللون الاحمر ورجعت الى البيت مساءا فإذا الاذاعات الاجنبية تذيع الخبر وتنسبه الى المساء و طلبت مني ادارة الجريدة الاستمرار في تغطية هذا الموضوع وكان مانشيت المساء في اليوم الثاني عن نفس الموضوع وباسمي ايضاً
يومها قال لي الزملاء ان الفريق كمال حسن علي وزير الخارجية آنذاك اتصل برئيس التحرير الذي كان جالسا على الديسك وقال له انتو جيبتو الاخبار دي منين رد عليه رئيس التحرير نحن لنا مصادرنا وانتم ما عليكم الا ان تتأكدوا من هذا الموضوع بوسائلكم الدبلوماسية نحن لانكتب الا ما نثق في صحته
وقطعا لم اكن من رجال القيادة الجديدة خاصة بعد اصطدامي في المطار بأصدقاء بهذه القيادة أُبلغت بأنه غير مرغوب استمراري في المطار من قبل رئيس التحرير .
وبدأت مرحلة اخرى كان يقودها استاذ فاضل وهو الاستاذ محمد فوده - شفاه الله وعفاه - وكان معارا لليمن لمدة خمس سنوات وما ان عاد حتى تم تعيينه مديرا لتحرير المساء أي أنه الرجل الثاني في الجريده .
وكان رجلاً كفؤا وعلى خلق ويعرف الناس بسيماهم وفور ان تعرفنا فأنه فهمني ١٠٠% خاصة وأن أحد أبناء سيناء الكرام وهو الاستاذ كمال الحلو كان زميلا مقربا له طوال فترة عمله في اليمن .
الاستاذ كمال الحلو  ودائما ما تأتي سيرته بالخير مع الاستاذ فودة وتشاء الصدف انني اعرف الاستاذ كمال الحلو شخصيا وقد حضرت حفل زفافه اوائل عام ١٩٦٧ حيث كنت صديقا صدوقا لشقيق زوجته "محاسن " الاستاذ يحيي احمد يعقوب وقد تكون الحسنة الكبرى لقيادة المساء هي تعيين الاستاذ فودة مديرا للتحرير حيث لا ظلم ولا اظلام رجل يعرف الله ويقف مع الحق حتى ولو على رقبته .
اختلفت القيادة الكبيره مع رئيس قسم المحافظات ونائب رئيس تحرير المساء الاستاذ سالم اباظة وهو خلاف مالي وليس له علاقة بالفن الصحفي فأقصاه رئيس التحرير وطلب من فوده ترشيح آخر وكنت اقضي اجازتي الصيفية بين اهلي في سيناء واذا بالاستاذ فوده قد رشحني لـ أتولى القسم ولما لم اكن من المقربين لرئيس التحرير صدر قرار بتعينيي نائبا لرئيس قسم المحافظات في ١٩٩٠/٨/٢ وادرت القسم كما يجب .. وبغض النظر عن بعض الألاعيب الصبيانية من الذين اعلنو تعاطفهم مع رئيسهم المُقال الا انني تجاوزت ذلك بنجاح مما اسعد الاستاذ فوده الذي اثبت ان اختياره في محله وظللت ادير القسم وانشر صفحة المحافظات لمدة ٤ شهور وفجأه تصالح الرجلان رئيس التحرير ورئيس القسم المُقال .
وفوجئت برئيس القسم العائد يطلبني للقائه وذهبت إليه وكان له مكتبا خاص قال لي يا عياد نريد ان نتعاون معاً انت في مكانك وانا رئيس للقسم اريدك ان تعمل معي قلت له اسف لا استطيع .. مبروك عودتك كما كنت تعمل .. اعمل !
وسألني الاستاذ فوده لماذا لا تعمل معه ؟ قلت لا أستطيع .. كنت اتعامل مع المراسلين كرئيس للقسم وتعاملي معهم الان يجعلني مهزوزاً في أعينهم .
عملت في عدة أقسام بالجريدة..في قسم الاخبار تنقلت بين عدة وزارات النقل،الاسكان والتعمير حتى قسم الفن عملت به ..إلا أن منظر رأيته بين مخرج مسرحية.وممثله في كواليس المسرح العائم بالمنيل جعلني أقرر ترك هذا القسم ألي الأبد.
ثم مندوبا للمساء في الاذاعة و التليفزيون..حيث تعرفت على مشاهير الميكروفون ومنهم الأستاذ فهمي عمر رئيس الاذاعات الاقليمية وصاحب فكرتها وقد كان وقتها رئيسا لاذاعة الشعب التي أولد منها إذاعة القاهرة الكبري..الي باقي الإذاعات الإقليمية ثم أصبح بعد ذلك رئيسا للاذاعة. ..خلفا للسيدة صفية المهندس.
كما تعرفت في الاذاعة علي الإذاعي القدير الاستاذ حلمي البلك-بلدياتي-كان وقتها يشغل نائبا لرئيس اذاعة صوت العرب..وكانت علاقتي بالأستاذ حلمي البلك علاقة اعجاب من طرف واحد..كنت من محبي صوته واستمع إليه منذ كنت طالبا في الاعدادية وأول ان جئت القاهرة أرسلت رسائل للصحف وللأستاذ حلمي وفور وصول رسالتي أذاعها في برنامج يقدمه لا أذكر اسمه تحديدا غالبا رسالة من مستمع" ولما ذهبت للإذاعة مندوبا المساء..كان مكتبه وقلبه مفتوحان لي علي الدوام..والمكتب المقابل له..كان مكتب الاستاذ أمين بسيوني رئيس شبكة صوت العرب آنذاك وقد عرفني الاستاذ حلمي عليه وقد تولى فيما بعد هو والأستاذ حلمي البلك-عليهما رحمة الله-رئاسة الإذاعة على التوالي بعد الأستاذ فهمي عمر.
فهمي عمر أيضا كان بيننا كيمياء خاصة هو صعيدي مأصل من قرية الرئيسية بنجع حمادي وبدوي هو العبد لله
وفي مكتب الأستاذ فهمي عمر تعرفت على شخصية ممثل الفكاهة"أبو لمعة"
اسمه الحقيقي محمد أحمد المصري وقد تسلم مدرسة السعيدية الثانوية مديرا فور تركي لها عام١٩٧٢،قبلها كان يشغل مدير مدرسة البدرشين الاعدادية بالجيزة.
أود أن أقول إن قسم المحافظات يظل هو القسم الذي قضيت فيه معظم سنوات عملي..حيث عدت رئيسا له اوائل عام١٩٩٥ بعد تعيين زميل اخر رئيسا للقسم قبلي لمدة٤شهور..ظللت رئيسا للقسم حتى منتصف١٩٩٧ ليتم تعيين رئيس آخر للقسم..الي ان فاحت روائح غير طيبة فتقرر إقالته وفوجئت ذات أمسية من فبراير عام٢٠٠٠بالأستاذ محمد فودة يطلبني في المنزل بعد عودتي من العمل..ياعياد هل تقبل العودة للعمل رئيسا لقسم المحافظات.قلت ما دام أنت اخترت أقبل
وظللت في رئاسة القسم حتي اكتوبر٢٠١٠.

رغبتي في القراءة حسمت الصراع فألقيت الولاعة وعلبة السجائر في النيل وأنفقت المال في شراء مجلة

حين اختلفت مع قيادة شابة للمساء تلميذة نجيبة للقيادة"الكهلة"التي اشرت اليها سابقا
تركت القسم سعيدا خاصة أن قيادته أسندت لزميل عزيز وصديق غالي الاستاذ سيد أحمد-رحمه الله-أكن له كل التقدير والاحترام..وكان فاضلا كفؤا فاحسست وكأن القسم معي.
وكلفت بأن استمر عضوا في مجلس تحرير المساء أكلف بكتابة التكليفات اليومية التي يجب أن يقدمها الصحفيون لعدد الغد..وهو ما أقوم به حتى الآن بعد أن تعاقدت معي الجريدة على الاستمرار بعد خروجي على المعاش عام٢٠١٢.
بعد وفاة الأستاذ سيد أحمد وكنت علي المعاش"عرض علي أكثر من مرة العودة لرئاسة قسم المحافظات ولكني كنت أرفض آليت على نفسي عدم العودة للقسم تحت أي ظرف.
وفي عهد أحد رؤساء التحرير-الضعاف-تم تعيين أحد مراسلي القسم رئيسا للقسم..وفوجئت بالزميل المحترم ينشر موضوعا عن رؤساء قسم المحافظات السابقين-ولا اعرف كيف وافق له رئيس التحرير المهزوز علي ذلك-يعني هم رؤساء جمهورية سابقين
المهم فوجئت ان الموضوع يتجاهلني..وغضبت مرتين مرة لنشر موضوع لا يستحق..وأخري لتجاهلي رغم انه تم التصحيح في اليوم التالي بعد مكالمة مني للمهزوز الا انني قررت قبول رئاسة القسم إذا عرضت علي
المهم اكتشفت قيادة المساء الجديدة أن ذلك المراسل الالكتروني لايصلح رئيسا للقسم..فعرضوا علي الاشراف على القسم فوافقت ومستمر حتي كتابة هذه السطور

كريمة زكي مبارك

من الشخصيات التي قابلتها في الاذاعة سيدة فاضلة هي المذيعة كريمة زكي مبارك ابنة الأديب المعروف الدكاترة زكي مبارك صاحب"ليلى المريضة في العراق"
كانت تتعامل معي كأخت كبرى لي..ولما كنت مدخنا شرها آنذاك..فلم تكن تتردد في نصحي مرة وراء الأخرى في أن أترك هذه العادة السيئة
كانت تقول:كفاياك حرق لمالك وصحتك.

وأقلعت عن التدخين

عام١٩٨٨وكنت عائدا من زيارة أستاذي وزميلي في المساء الأستاذ عبد الفتاح موسى-ابن الدقهلية-وهو أستاذ فطحل في اللغة العربية وهو من علم الشقيقين د. اسامة الباز وشقيقه د.فاروق اللغة العربية في منزلهما..ذو شخصية قوية لايلام في الحق لومة لائم..وفي صالة التحرير لا يجرؤ أحد على رد رئيس التحرير سواه..فإذا. تفوه رئيس التحرير بعبارة ليست في محلها بادره بالرد بعبارات قوية لا لبس فيها ولا غموض.
ولما كانت بيننا صفات مشتركة-ليس من بينها افحام رئيس التحرير-فقد تصادقنا بمعنى الكلمة ..وكنت أزوره في بيته كابن له وقد كان ابناؤه صغارا لأنه تزوج علي كبر-عليه رحمة الله-.
وبعد زيارتي له في الهرم ذهبت إلى المنيل لأخذ مواصلات حلوان وفي المنيل كان هناك "فرشة جرايد"مشهورة. وجدت مجلة تختص بنشر الكتب . وقررت شراءها..وكان ثمنها مساو تقريبا ثمن علبة السجائر و فجأة تراجعت عن الشراء وقلت خللي ثمنها للسجائر ..وأكملت طريقي فوق كوبري الملك الصالح متجها لشارع الكورنيش..فوق الكوبري توقفت وقد اتخذت القرار..أخرجت العلبة من جيبي وألقيت بها في النيل..والولاعة بنت عم السجائر أخرجتها وألقيت بها في النيل. .وعدت لفرشة الجرايد اشتري مجلة النشر كمكافاة فورية لي على قراري.
و اجتزت المرحلة التي يقولون عنها انها صعبة تلك التي تعقب التدخين اجتزتها بكل سهولة..اصبحت بعدها احتقر كل مدخن ..يخنع للسيجارة ولا يتحرر!!

البداوة و الحضر

ولان هذه الصحيفة اسمها "البادية"فسوف أختم بالعلاقة بين الحضر والبادية خاصة في سيناء ومايقال عن حساسيات بينهما
أولا:نحن نعترف ونقر ان الحضر سبقونا بمراحل في مجال التعليم والحضارة..وأن كثيرا منهم ساهم في تعليمنا..والأخذ بيدنا
هذا لا يمنع ان بعض زملائنا الذين سبقونا للعلم في العريش أحدهم قال انه كان يذهب الي المدرسة حاملا معه"شبريته"لتحرش زملائه الحضر به لأنه كالشاة الزرقاء بينهم
ومن قال ذلك هو المعلم والمربي الفاضل مسلم أبو شيخة الذي كان مرافقا الحاج عيد ابو جرير-طيب الله ثراهما-
ولما كان الحضر قد سبقونا في التعليم فقد سبقونا أيضا في تبوؤ الوظائف والمناصب..ونحن ما العمل وقد خاصمنا التعليم والتعليم ايضا خاصمنا.
ثانيا:ان الحياة في سيناء لا يمكن ان تقوم على فصيل بعينه بدوا وحضرا..بمعنى لو ان الجزيرة ليس بها حضر..لاستحضرناهم..فالحياة في سيناء بدونهم لا معنى ولا طعم لها
وعادات اهل سيناء بدوا وحضرا فيها ما هو مشترك أكثر مما فيها لفريق بذاته.
حتى الهجرات كانت متبادلة بين الطرفين..من البادية للحضر في موسم البلح ومن الحضر للبادية في موسم الحصيدة"الحصايد".
في أيام الحصايد هذه يذهب الطرفان للسام لكي يبدعا ويبدعا-بالضمة على الياء-كل منهما يقول ما عنده من كلام مسل مضحك ويرد عليه الآخر بكلام مسل مضحك ليقضيا سهراية جميلة تم فيها الترفيه عن النفس بعد يوم مليء بالعمل الشاق.

لقاء في المطار مع الحاج أسعد جمعة حماد)

في المركز الصحفي بمطار القاهرة..وهو المكتب الذي يتبع هيئة الاستعلامات ويختص باستقبال الصحفيين أجانب وغير اجانب ذهبت للمكتب فوجدت فيه رجلا سمح المحيا طيب الملامح سلمت عليه وعرفونا علي بعضنا أسعد جمعة حماد..عياد بركات. .مندوب المساء وسيناوي هو سمع كلمة سيناوي وقام يسلم علي مرة أخرى وبالاحضان..وكأننا نعرف بعضنا من سنين. سالني عن احوالي في العمل..قلت له جيدة والحمدلله قال لي لماذا لا تبحث عن فرصة عمل في الخليج قلت له :ربما لم يئن الأوان بعد..قال:لي قريب يعمل في مجال الاعلام في عمان"مسقط"هو الاستاذ سلمي جهامة سوف اكتب له عنك اعطني عنوانك فكتبت له العنوان وطلب مني قبول هدية قاروصتين من السجائر فرفضت
تقريبا في حدود شهر من ذلك اللقاء وإذا برسالة لطيفة تصلني من الاستاذ سلمي جهامة قال لي فيه انه سيبذل جهده في البحث لي عن عمل وأنه يعمل في مجال الإعلان لا الاعلام..واعتقد اني رددت عليه انني لامجال لي في عمل الاعلانات.

الي مسقط وان طال السفر

جريدة الوطن العمانية لصاحبها عبد الله الطائي كانت تدار تحريرا وطباعة في المساء بدار التحرير ثم تنقل بالطائرة الى عمان للتوزيع..توفي عبد الله الطائي وآلت الجريدة إلى ابن شقيقه محمد بن سليمان الطائي ومدير تحريرها في الحالتين هو زميلنا في المساء الأستاذ محمد جبريل الذي انتقل إلى مسقط في عهدها الجديد يديرها ويحررها من الجلدة للجلدة وحيدا..منفردا وأراد المالك الجديد تغيير سياستها ومدها بمحررين جدد..وهو ربما كان يقابل ببعض الممانعة من مديرها الأستاذ محمد جبريل..وهو الأديب المعروف
من كان مقربا من الاستاذ جبريل وهو رجله وموضع ثقته هو ساع في المساء اسمه حلمي المليجي عم حلمي كانت هناك كيمياء خاصة بيني وبينه ..جاءني يوما قائلا: مش عايز تسافر ياعياد؟قلت ياريت ..ولكن فين ؟قاللي:الاستاذ جبريل بيبحث عن صحفيين للعمل معه في عمان قلت له موافق قال بينا مساء نزور الاستاذ جبريل في منزله في النزهة بمصر الجديدة وعلى الاستاذ جبريل وقد كانت علاقتي به سطحية للغاية يجمعنا حبنا لحلمي المليجي
قال لي ياعياد حتيجي بكرة عليا هنا نذهب سويا لمقابلة محمد الطائي صاحب الجريدة في فندق شيراتون هليوبوليس بطريق المطار وفعلا ذهبنا في اليوم التالي جبريل وأنا الي الفندق ووجدت اكثر من٢٠من الزملاء بعضهم من الاخبار والاهرام وروزا اليوسف..وأخذت دوري في المقابلة. وقابلت الاستاذ الطائي المهم فاز في المقابلة اثنان واحد زميل لي في المساء استمر في الجريدة اكثر من٢٠عاما ولما عاد لمصر حالفه الحظ وأصبح رئيسا لتحرير المساء وكان لا يفيق من الكأس إلا..ليفيق وزميل آخر من روز اليوسف..وأبلغني الطائي انني علي دكة الاحتياطي في اول طلب قادم ان شاء الله
قطعا كان اختيار الطائي موفقا إلى حد كبير كان المطلوب محرر يجيد سكرتارية التحرير أي رسم الصفحات وإخراجها ولم يكن لي سابق معرفة بأمور السكرتارية ولكن الزميل من المساء كان له أكبر الخبرة في ذلك بل ان بركاته حلت علي مدير التحرير السابق الاستاذ جبريل..فلم يمض على وصولها عدة شهور حتى كان جبريل مجبرا على ركوب الطائرة عائدا لمصر ولا يسلم له جوازه إلا في مطار السيب الدولي

"زنب"عابرة للبحار.

برجوع الأستاذ جبريل أصبح صاحب الجريدة اكثر حرية في رسم سياستها والنهوض بها دون تسفيه..من أحد فعين الزميل اياه القادم من المساء مديرا لتحريرها دون ظهور اسمه علي الترويسة على مبدأ اللي اتلسع من الشوربة الجبريلية...
وبدا بتدعيم الجريدة التي لم يكن بها سوي٣محررين أحدهما المدير والآخران في قسم المحليات كل منهم مسؤول عن تغطية١٥وزارة تقريبا والمحرر في مصر مسؤول عن وزارة واحدة فلابد من احضار محرر من القاهرة لتخفيف العبء عنهم ليكون كل محرر مسؤول عن١٠ او٨وزارات وكان المحرر المستقدم من القاهرة هو العبدلله
الزنبة التي اشرت اليها ان زميلي الذي أطار بالرؤوس حين وصل استغل معرفته بالخلاف الذي حدث بيني وبين رئيس التحرير"الكهلة"وتخيل أنه لا انتاج صحفي فلما علم قبل ان اعلم بحضوري أبلغ صاحب الجريدة العماني انه لا انتاج لي..وعليه أن يطلب دوسيه انتاج....
ذات صباح زارني في صالة المساء الاستاذ حسين مرسي. وهو كان يعمل اداريا في الوطن العمانية وعاد لمصرليقوم بالمهام التي تطلب منه ومنها تسفير المطلوبين أن يسافروا للعمل وتعرف علي :يا أستاذ عياد انت بتسافر الى مسقط فقط أحضر لي صورة من جواز السفر ..وأحضرت له جواز السفر وبعد حوالي٢٠يوماجاءني مرسي قال لي الطائي عايز منك دوسيه إنتاج قلت له بس انا كنت اطلعتة علي دوسيه انتاج لي حين تقابلنا من ١٠شهور قال معلهش يبدو ان حد قال له حاجة..احضرت له ملفا به بعض نماذج العمل وبعدحوالي٢٠يوما وإذا بمرسي يطلبني تليفونيا يا استاذ عياد جهز نفسك للسفر وبعدها بأيام سلمني التذكرة و الجواز والتأشيرة جاهزة للسفر وتذكرة الطيران محدد فيها وتاريخ الإقلاع الخميس٨٤/١٢/٢٧
صباح ذلك اليوم غادرت القاهرة الي مسقط حيث وصلتها عصرا نقلتني سيارة الجريدة من مطار السيب الدولي إلى قلب مسقط شارع الهوندا المجاور لشارع روي الشهير بالعاصمة...إلى الشقة التي سأقيم فيها. شقة الهوندا التي كانت مقرا للوطن سابقا قبل ان تنتقل لمقرها الثاني في"الوطية"
وفي الهوندا تعرفت على زميلين سأقيم معهم أحدهما أحد اثنين زملائي في المحليات والثاني زميل في الوطن لكني لم أره قبلا..وكان متخوفا مني هو يعمل مصححا في الجريدة وسر تخوفه انه اولا لا يعرفني..ثانيا زميلة في الشقة يردد أمامه كثيرا انه يعرفني -وهذاحقيقي-فأذن بما انه يعرفني فلا بد أن يكون اثنان علي واحد المهم كان هذا الزميل قد اعد لي غداء مصريا بمناسبة وصولي وشعرت ان الجو حولي غير مريح ..وتركت الأمور تسير في أعنتها ..ولا تبيتن الا وانت خالي البال..اليوم التالي كان يوم جمعة اغتسلت وتوضأت والي مسجد السلطان قابوس ..هناك لا تقام صلوات الجمعة في أي مسجد تقام الصلاة في الجامع الكبير فهم على المذهب الاباضي "عبد الله بن أباض"ولا أحد يتبع هذا المذهب من الدول سوي عمان والجزائر
صليت الجمعة في مسجد السلطان قابوس بن سعيد ثم اتجهت الي أحد المطاعم بروي وكان مديره-كالعادة-هنديا اسمه عبدالله يعج بالهنود حيث الساعة الواحدة موعد الغداء للجميع طلبت منه أكلا مصريا فدعا الجرسونات ودار بينهم حديث لا افهمه معناه ان جهزوا لهذا المصري خضار مصرية مع نص فرخة والشاي اوصاني ان اشربه بجانبه حيث انتمي انا لعبد الناصر وهو ينتمي الي جواهر لال نهرو ومن مطعم عبدالله الي موقف سيارات الأقاليم بروي وإذا بالمنادي يردد عبارة لم أفهمها حتى اليوم"براناروود..براناروود"سألت عن سيارة الي ولاية"المصنعة"إحدى ولايات الساحل العماني. حيث بلدياتي وابن قبيلتي محمد ابراهيم عياد مدرس المرحلة الإلزامية هناك وليس معي عنوانه سوي انه في المصينعة وقد تجلت طيبة الشعب العماني وعراقته في هذا الموقف فقد كانت العربة تاكسي : السائق وشقيقه في الأمام و٣ركاب في الخلف وما أن شعروا اني غريبا حتى أصروا على الحفاوة بي وابلاغي ما اريد معززا مكرما سالوا المارة في المصنعة الا تعرفون سكن للمدرسين المصريين فدلوه على عنوانهم وذهبوا إلى هناك وسألوا عن مدرس مصري اسمه كذا قالوا لهم انه يقيم في كذا دقائق وإذا بالسائق يهبط من السيارة ويدق الباب واذا بقريبي يفتح الباب..
ظن الرجل وأطفاله اني هابط عليهم من السماء استقبال و فرحة لا توصف خاصة انه كان واسرته جارا لي بالهرم وأطفاله يعرفونني معرفة جيدة المهم ظللت معهم حتى ظهر السبت وغادرت الي مسقط..وكنت تعرفت مساء وصولي علي شأب من كشمير يعمل صحفيا يقيم في الشقة المقابلة للشقة التي أقيم بها في الهوندا والتي كانت مقرا لصحيفة عمان تايمز والتي تصدر باللغة الانجليزية ومسكنا لصحفييها سألته هل تعرف شخصا اردنيا اسمه سلمي جهامة..قال نعم ..كل من يعمل في الإعلام يعرفه قلت له هل معك تليفونه قال نعم قلت اريد تليفونه اخذت التليفون وطلبته فرد علي قلت له:أنا فلان ..فرحب بي ترحيبا منقطع النظير..أين أنت؟قلت في شقة الهوندا ..قال:١٠دقائق اكون عندك...وقبل الدقائق الموعودة وإذا بالمازدا الحديثة تقف أمام العمارة ويترجل منها شخص حسن الهيئه وسيم في بساطة..يلبس الزي البدوي التقليدي الجلابية وفوقها جاكيت سبور..ثم اللاسة والعقال العريق..وصعد الي الشقة وبالاحضان يا حبايب-اللهم ارحمه واغفر له-رجل لطيف وطيب المعشر..ودود حبوب..سألني عن أحوالي قلت جئت الخميس وامس توجهت لزيارة قريب لي في المصنعة واليوم هانحن
سألني هل استلمت العمل؟قلت لم استلم ولن أستلم حتى يعود"الطائي"من الامارات قال:لا مانع..الأمر مفوض لك
المهم وجه لي الدعوة للغداء في منزله في الغد حاولت ان اعتذر..ووجدته جادا مصمما .وفي اليوم التالي تلفن لي لأستعد ودقائق كان بعربته أمام الهوندا نزلت إليه واتجهنا لمنزله العامر. .ووجدت عنده بعض الشخصيات المعزومة علي شرفي..منهم رجل طيب من العريش اسمه حسن عيد القصاص..وهو ليس حسن القصاص عضو مجلس النواب السابق الذي كان مهندسا بينما الأستاذ حسن الذي أعنيه خريج حقوق عين شمس
وجاء الغذاء الذي لا أنساه..خروف محشو باللوز والجوز والصنوبر ومالذ وطاب على طاولة مرتفعة والأكل واقفا على عادة أشقائنا الأردنيين
كان الأستاذ سلمي مديرا و صاحبا لوكالة عمان للاعلان كيف؟في عمان الناس بسطاء ليس لهم في الاعلان او الاعلام او حتى المطاعم الرخصة تصدر باسم العماني ثم يتعاقد مع المتخصص علي مبلغ كذا يتقاضاه سنويا مقابل الرخصة دون أن يعتب الوكالة حتى برجله ونجاح الوكالة أو فشلها مسؤولية مديرها الذي هو مالكها فعلا كالاستاذ سلمي..ومن موقعه هذا فإن رابطة من نوع خاص تربطه بجميع الصحف خاصة او حكومية

ظللت حتى يوم الإثنين حين جاء صاحب العمل..تقابلت معه وحياني وسألني لماذا لم تستلم العمل؟قلت قبل العمل لا بد من مقابلة صاحب العمل واستلم عقد العمل قال يا أخي عقدك مكتوب من بدري لم نكن لنعرف احضارك بدون عقد عملك فطلب المدير الاداري -هندي- سلم عياد عقد العمل فذهبت معه واستلمت عقد العمل جعلني أوقع فوجدت توقيعا سابقا لي..قطعا لم اقم به ..ربما وقعت على ورقة يوم مقابلة شيراتون هليوبوليس

وبدأت العمل حيث ترك الزميلان المصريان لي الوزارات التي خبروها والتي لا يخرج منها شغل الا بصعوبة ..والقصد اظهاري بمظهر الفاشل وانهم هم البريمو..وقد كانوا يفاوضون صاحب العمل علي رفع مرتباتهم وهو يرفض -والان وقد جئت لهم مثل اللقمة في الزور-فان مصلحتهم هي فشلي ليثبتوا انهم محقون في طلباتهم..

ولكن انت تريد وأنا اريد والله يفعل مايريد

ومن ترجي الله ماخاب. .بدأت العمل والتعارف في الوزارات واذا اخباري تظهر دون أن تخلو الجريدة يوما منها..ولله الحمد
وبعد مرور شهور قليلة كلفني-الطائي-بكتابة رأي الوطن وهو مقال في الصفحة الأولي من يكتبه كأنه يمشي علي حد السيف لأنه في الحقيقة يعبر عن رأي الدولة الرسمي..وكانت الاذاعة العمانية تقراه تقريبا يوميا

(صحف الشخص الواحد)

وقد يصاب الإنسان بالدهشة حين يقال ان ٣محررين ومدير تحرير يصدرون جريدة..هناك ما هو اغرب هناك صحيفة أو مجلة أسبوعية في مسقط كان يحررها من الجلدة للجلدة شخص واحد وهوليس صحفيا محترفا مثلنا ولكنه هاو وهو بلدياتي من عائلة البلك..وإن كنت لم التق به ابدا.
في بداية عملي ركزت على إجراء حوارات مع شخصيات تتولي مناصب رفيعة في مواقعها أجريت حوارا احتل صفحة كاملة مع خميس بن احمد المسافر..مدير التليفزيون العماني..واصبح جميع مذيعي التلفزيون اصدقائي...ثم حوارا بصفحة كاملة مع علي بن عبدالله المجيني مدير الإذاعة العمانية.

(مرعي..يعاديني)

الشخصية التي ناصبتني العداء كان مذيعا مصريا معارا من اذاعة صوت العرب اسمه محمد مرعي..هذا المذيع كان يمثل مركز قوة في الإذاعة العمانية
فاندهش كيف أجري هذه الأحاديث دون ان امر عليه وانا اصلا لم اكن اعرف بوجوده وحتى لو كنت اعرف وجوده لم اكن لأعره انتباها
حدثني في الجريدة تليفونيا وبنبرة غير ملائمة فرددت له الصاع صاعين..و علمته الادب..ولم نلتق حتى الآن لا في عمان ولا خارج عمان..وهو شقيق الممثل المعروف أحمد مرعي وهما اصلا من بني سويف..واعتقد انه بعد عودته لمصر عمل مديرا لإذاعة الإسماعيلية.ومن الشخصيات التي أجريت معها حديثا "الشنفري"وزير البترول العماني الذي اعترف لي في الحوار انه لا يفك الخط ولكن ثقة-سيدي- تعادل أعلي الشهادات..وسيدي تعني جلالة السلطان.
تعرفت على شخصيات عمانية عادية وصعودا الى اعلى المراتب والطبقات وكلها تتسم بالطيبة والسلام مع النفس ومع الاخرين..والتواضع والصدق..يذكرونك بالقامات العربية الأصيلة التي نقرأ ونسمع عنها ..فإذا هي أمامك بشحمها ولحمها
وقد تعرفت على افراد من الاسرة الحاكمة"البوسعيدي"ووجدتهم كباقي الشعب في الأصالة والتواضع ولا يميزهم عن الآخرين سوى لقب"السيد"الذي يسبق أسماءهم وقد ترحمت علي عبد الناصر أكثر من مرة الذي اعطي هذا اللقب لجميع المصرييين..حتي شعرت بمدى الدهشة التي لا بد وتبدو علي رجال البريد العماني وهم يقرأون على ظهر خطاباتنا اسماءنا مسبوقة بكلمة السيد
وقد تعرفت على الكثيرين من أسرة البوسعيدي في وظائفهم المتنوعة مديرين ووكلاء وزارات..لا يتقدم أحد إلى موقع إلا بخبرته لا باصله وفصله.وقد قمت بجولات وهم معي واكلنا اللحم في الاناجر يفتتونه لنا بايديهم..كرما عربيا يزيلون به وحشة الغريب
حفظ الله عمان واهلها الطيبون.

حكاية لقائي مع الراحل ياسر عرفات

كان والدي رحمه الله من اشهر زراع البطيخ خاصة البطيخ "المركاني"واذكر انه باع اوائل الستينات عربة نقل كبيرة بطيخ ب٥جنيهات وكان مبلغا كبيرا في حينه..
ولا أنسى يوم ٢١مارس عام١٩٦٨وكناهو وأنا نقوم بعملية "براش وتنقيط"البطيخ في أرضنا المجاورة لطريق رفح -الشيخ زويد. والمسماة ارض المردوشي..ومعي راديو كبير اسمه توشيبا وفتحته على اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية من عمان..و الراديو يذيع علي انغام الموسيقي العسكرية التي اشتهر بها الأردن على يد موسيقار مصري هو عطية شرارة..يذيع البيانات العسكرية عن معركة الكرامة الخالدة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية بقيادة البطل ياسر عرفات وبدعم من الجيش الاردني البطل..ومن السابعة صباحا وحتى عدنا ووالدي لمنزلنا في صنع غزالة والراديو معي اتابع منه المعركة أولا بأول..وسعادتي لا توصف بالملحمة الكبرى وبنصر الله لرجال المقاومة البواسل والجيش الأردني المغوار
فيما بعد عرفت أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يتابع المعركة أيضا لحظة بلحظة..وقد اعترف رجال فتح فيما بعد ان مصر هي من أرسلت إليهم قبل المعركة بعدة ايام ان الجيش الاسرائيلي سوف يهجم عليكم يوم كذا فاستعدوا لمعركة يرى الإسرائيليون أنها فاصلة

تحيا مصر
لقائي مع ياسر عرفات.

وبمناسبة ياسر عرفات ومعركة الكرامة..فقد كنت اسمع عنه قبل الكرامة ولم اكن اعرف انه كان يقود الفدائيين بنفسه في تلك المعركة إلا فيما بعد
كنت بعد نكسة يونيو استمع الى الاذاعة الاسرائيلية من قبيل معرفة ما يجري وكانت من يوم لآخر يلقون القبض علي فدائي من الذين يدخلون عبر غور نهر الأردن وينوهون إلى أن مقابلة مع احد المخربين-كما كانوا يسمون الفدائيين-ستذاع بعد نشرة أخبار الظهيرة
ومن الاسئلة التي تطرح مين دربك؟فيرد ياسر عرفات ابوعمار..وما من فدائي يضبط ويسأل هذا السؤال إلا ويرد:ياسر عرفات..ابوعماروقتها لم نكن نعلم عنه شيئا ولم يصبح رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية..رسخ اسمه في ذهني وزاد حبنا له فيما بعد..وحين أرسلت من مسقط للدوحة في مهمة صحفية رسمية بدعوة رسمية من ادارة الاعلام بوزارة الإعلام القطرية التي خصصت لي جناحا بفندق الانتركونتننتال بالدوحة مع سائق بسيارة معي من الصباح الباكر حتى اسمح له بالذهاب..وكان أن زرت إدارة الإعلام هذه. ووجدت رئيسها فلسطينيا اعتقد ان اسمه مصطفى العايدي قال لي ان له بيتا في قرية الشلاق بالشيخ زويد..وفعلا طلع كلامه صحيح وعرفني على مجموعة موظفيه اكبرهم ،"سعدي"قلت ياسعدي انا شفتك قبل ذلك قاللي ايوة انا "الفة"فصل أولى ثانوي ثالث العريش الثانوية عام٦٧/٦٦وانت كنت معي قلت هذا صحيح ولاني صريح فقد صارحته قائلا: بس والله انا كنت اظنك عريشيا ولم اعرف انك فلسطينيا مقيما في العريش الا اليوم.
المهم في استقبال الفندق كان هناك موظفا لطيفا حرِكَا لعبت الكيمياء الإنسانية دورها بيننا
.سالني انت منين قلت مصري قال بس اللهجة بدوية قلت نعم من اي قبيلة قلت له قال وأنا بدوي اردني وذكر لي اسم قبيلته واصبحنا اصدقاء في يوم آخر انتحى بي جانبا .. اقول لك ياأخي قلت هات ما عندك قال :تحب تعمل مقابلة مع ياسر عرفات. فظننته يمزح قلت له ياريت..ايدي علي كتفك.قاللي هو يصل الدوحة اليوم وانا اظبطلك موعد للحديث بس اخر النهار خليك متواجد..أكملت رحلتي وعدت ظهرا وتناولت غذائي في الفندق وابلغت السائق البدوي انني قد اطلبه آخر النهار وأنا مستلق على سريري حوالي العصر وإذا والتليفون يرن واذا به صاحبنا الأردني قال لي استعد موعد حوارك مع ابو عمار ٥عصر اليوم سألته فين قال في القصر الأميري"الصنوبر"شكرته
غير مصدق بس قلت ما المانع؟طلبت السائق قلت له تعالالي عالفندق ولبست ونزلت اليه قلت له عارف القصر الاميري الصنوبر قاللي طبعا قلت:بينا عليه وقبل الباب بحوالي١٠٠متر قاللي انا هنا اخري قلت له انا حانزل وانت بالسلامة واتجهت لباب القصر : السلام عليكم لي موعد مع ياسرعرفات
قالوا ما اسمك؟
قلت:عياد بركات .. وفتح سجلا امامه قاللي ايوة..مرحبا بك ..اتفضل وسرت مشياً علي الاقدام حوالي١٠دقائق الي ان وصلت داخل القصر واجلسوني في غرفة استقبال الى ان جاءني من يدعوني الى لقاء ابو عمار في صالة أخري..

 الشخصيات السيناوية التي اعجبت بها

ومن الشخصيات السيناوية التي اعجبت بها ولا أزال شخصية د.درويش مصطفى الفار ابن سيناء الذي يصر في كتاباته أن جذوره بدوية وانه ينتمي لقبيلة بدوية ونحن يشرفنا ذلك..انه العالم الجيولوجي المشهور ومكتشف فحم المغارة وقد تربي في الباديه وتشبع بجو الصحراء مع والده الذي كان يعمل جنديا في سلاح الحدود المصري..لذلك فهو حضري تربي في البادية فأصبح أفقه من أهلها لسانا وشعرا
شكلا هو صغير الحجم يميل الي القصر ينطبق عليه بيت الشعر البدوي:
لنيه اصغير.. مقعدي قنطار.
كان مديرا للمتحف الجيولوجي بالقاهرة المجاور لمجمع التحرير زرته وانا طالب في كلية الإعلام..رحب بي أيما ترحيب..كان تفكيري مشغولا آنذاك بإصدار صحيفة باسم سيناء..عرضت عليه الفكرة قال لي فكرة جيدة. .ولكن عليك الآن التركيز في دراستك وحين تتخرج لكل حادث حديث..ووجدت علي مكتبه مظروفا قادم من الخارج سألته عنه قال هذا من تلميذي وزميلي وصديقي د.فاروق الباز
وبمناسبة صحيفة لسيناء التي كان تسيطر علي تفكيري أثناء الدراسة..اعترف انه لولا ان ساعدني الله في التخلص من هذا الخاطر..لما استطعت التقدم مهنيا.

"ملاحظاتي عما يكتب في الصحف عن سيناء وأهلها"

نعترف جميعا أننا مصريون محافظتنا ذات وضع خاص..ولكن محافظة أسوان أيضا لها وضع خاص
لم اسمع او اقرا في عنوان ان اسوانيا مهربا للحشيش يقال:تم ضبط حسن يقوم بتهريب كذا
أما أبناء سيناء فقد تم ضبط بدوي يتاجر في كذا
مما جعل المجتمع يأخذ فكرة خاطئة مفادها أن بدو سيناء تجار كذا وكذا فهم علي هذا القياس مجرمون في حق الوطن..ولكن في الحقيقة ان ابسط بدوي في أقصى نجع يحمل من الوطنية وحب مصر ما تنوء به الجبال..بعضهم يعرف وربما يتجاهل.
وبمناسبة د.درويش مصطفى الفار لم أكن أعرف ان له اعداء للنجاح ابرزهم كان أستاذا له في علوم القاهرة حين سمع باكتشاف الفار فحم المغارة اعلن انه هو مكتشف الفحم..وهو لم يطأ بقدميه أرض سيناء..بجرة قلم يريد ان ينسب لنفسه نصرا لم يبذل في سبيله قطرة عرق
د.الفار ظل وعماله سنوات يعيش وعماله في خيمه ف الصحراء متحملا حر الصيف وقر الشتاء..أما حجة صاحبنا الذي ادعي انه اكتشف ذلك أنه ذكر في أحد محاضراته على طلبته وبينهم د.الفأر.أن سيناء بها فحما
الغريب ان هذا الاستاذ المدعي الاكتشاف من منازلهم هو عم المراسل الذي ترأس قسم المحافظات في غفلة من الزمن ونشر موضوعا عمن تولوا رئاسة القسم ..وقد اشرت الى ذلك سابقا
اختلف مع اخرين اراهم واسمعهم يقولون لا بد ان نترك لاولادنا شقق كذا وفلوس كذا وفيهم من يجهد نفسه وبعضهم يقسو عليها ليحقق لأولاده ذلك..اختلف مع هؤلاء..لأن من خلقهم وهو الله أولى بهم مني..وكما رزقني برزقهم فإنه سيرزقهم ..خرجنا للدنيا واهلنا يدبرون لنا مصاريفنا بالكاد.. او بطلوع الروح..ولم يترك لنا اهلنا الا السيرة الطيبة التي لا يعادلها مال..أصبحنا الحمدلله في حال أحسن..تفوق حال أهلنا وما حدث معنا سيحدث مع ابنائنا لأن المعطي واحد هو الله وأنا تركت لأولادي الله ورسوله وقد اعتمدوا على أنفسهم ولم يطلب أحد منهم مساعدتي بواسطة وخلافة..وكلهم في وظائف مرموقة..أحدهم بالبنك الأهلي..،مدرس تربية رياضية ومدرب في عدة اندية، مدرستان وطبيبة..اللهم لك الحمد والشكر
لا تمنيت ولا كرهت ان يكون احد اولادي صحفيا..ذلك ان الصحافة مهنة شاقة وعائدها المادي ايضا قليل نسبيا بالمهن الأخرى..وكنت اشفق علي اولادي ان يرى أحدهم أن يسير نفس طريق أبيه.

الكتاب في زمن الانترنت

في مجال الثقافة لا اعترف بالانترنت الا مضطرا..ولا يملأ بيتي شيئ كما تملاه الكتب..ومن حسن حظي وحظ باعة الكتب أن طريقي اليومي إلى العمل يمر بمربع الإسعاف بالقاهرة..حيث الكتب رخيصة ومتنوعة وشرائي منهم يكاد يكون يوميا ..ويوم الأحد هو يوم السوق الأسبوعي لباعة الكتب بمربع الإسعاف..حيث يأتي للمكان باعة جدد..وكتب جدد متنوعة..شيئ يشرح النفس والصدر
وحتى خروجي للمعاش عام٢٠١٢لم أكن قرأت من قصص نجيب محفوظ صاحب نوبل إلا أقل القليل فاشتريت جميع قصصه وقراتها جميعا من جديد حتي ما سبقت قراءته .. وكنت قد قرأت عدة قصص ليوسف ادريس فاشتريت جميع قصصة وقراتها واستطيع ان أقول انه"غول" القصة القصيرة ..ولا زلت اشتري حتى اليوم ثاني ايام عيد الفطر المبارك ابتعت كتابين الاول:الغريب والنهر لعبدالرشيد صادق محمودي..ويوميات عالم متجول للدكتور كمال شرقاوي غزالي..وانتهيت أمس واليوم من قراءة قصة تاريخية كتبها جرجي زيدان مؤسس دار الهلال اسم القصة اسير المهدي وفيه يشرح حركة درويش سوداني سمي نفسه المهدي المنتظر وهو جد الصادق المهدي زعيم حزب الامة السوداني وهو الذي حارب الوجود المصري والإنجليزي في السودان بدراويشه.
الصحف القومية استلمها يوميا من مكتبي"بالمساء"..اما جريدتي المفضلة فهي "المصري. اليوم"واعتقد ان صديقي الاستاذ عبدالله الجعيل..اهتدى إليها قبلي..
أما الصحف القومية..فان الأهرام لا يعلى عليها..ويوم الأحد من كتابه المفضلين الذين احرص على القراءة لهم اسبوعيا الكاتبة الاستاذة سكينة فؤاد ومصطفى السعيد الذي أعجب بمتابعته لقضايانا القومية المعاصرة
لا استطيع مقاطعة الإنترنت فعبرها اتواصل مع زملائي المراسلين عبر تطبيق الواتس اب..كما أتصفح الصحف على تطبيق الـ Pdf

العلاقة مع رفح

علاقتي مع رفح أشبه بعلاقة التوأم الملتصق من الصعب فصلهما إلا بعمليات معقدة وفي مستشفيات متخصصة ولدت على أرضها الطاهرة..ننام ونصحو علي ترابها الطاهر..يزرع اهلنا ارضها شتاء بالشعير وصيفا بالبطيخ..