الخميس، 4 يونيو 2020

عياد بركات يكتب   حكاية لقائي مع الراحل ياسر عرفات


الصحفي السيناوي "عياد بركات "
سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم على حلقات

" عياد بركات " واحد من جيل الرواد الذين حفروا في الصخر و صنعوا اسما لامعا في بلاط صاحبة الجلالة تفخر وتعتز البادية اليوم بأن تفتح صفحاتها له يروى قصته وما تحمله من دروس وعبر عل جيل اليوم يجد فيها ضالته يستلهم منها طاقة أمل و نور في غد مشرق ... يحكي و يروى كيف كانت البدايات و ما كان يقطعه من مسافات سيرا علي الاقدام من اجل تحصيل العلم .... في شخص عياد نقدم التحية والتقدير إلي الآباء الرواد في كل المجالات ممن رفعوا اسم البادية و اكدوا ان ارض الفيروز صانعة للرجال ...
شق عياد طريقه من الصفر وصولا للتميز واعلى مراتب المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة. رحلة طويلة بدأت من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم خاض غمارها بداية من البحث عن العلم فى محط رحال أسرته برفح ثم الزحف للمدن المجاورة والهجرة للقاهرة ثم سلوك محطات متنوعة فى عالم الصحافة داخل مصر وخارجها . يوميات تجسد معاناة بدوى من سيناء لم يمنعه عائق ان يحقق ما يريد بجلد وصبر و صدق .. وتتشرف منصة " البادية اليوم "، بنشرها على حلقات

عياد بركات يكتب   حكاية لقائي مع الراحل ياسر عرفات

الحلقة السادسه

عياد بركات يكتب 

حكاية لقائي مع الراحل ياسر عرفات


و اقراء ايضا
كان والدي رحمه الله من اشهر زراع البطيخ خاصة البطيخ "المركاني"واذكر انه باع اوائل الستينات عربة نقل كبيرة بطيخ ب٥جنيهات وكان مبلغا كبيرا في حينه..
ولا أنسى يوم ٢١مارس عام١٩٦٨وكناهو وأنا نقوم بعملية "براش وتنقيط"البطيخ في أرضنا المجاورة لطريق رفح -الشيخ زويد. والمسماة ارض المردوشي..ومعي راديو كبير اسمه توشيبا وفتحته على اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية من عمان..و الراديو يذيع علي انغام الموسيقي العسكرية التي اشتهر بها الأردن على يد موسيقار مصري هو عطية شرارة..يذيع البيانات العسكرية عن معركة الكرامة الخالدة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية بقيادة البطل ياسر عرفات وبدعم من الجيش الاردني البطل..ومن السابعة صباحا وحتى عدنا ووالدي لمنزلنا في صنع غزالة والراديو معي اتابع منه المعركة أولا بأول..وسعادتي لا توصف بالملحمة الكبرى وبنصر الله لرجال المقاومة البواسل والجيش الأردني المغوار
فيما بعد عرفت أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يتابع المعركة أيضا لحظة بلحظة..وقد اعترف رجال فتح فيما بعد ان مصر هي من أرسلت إليهم قبل المعركة بعدة ايام ان الجيش الاسرائيلي سوف يهجم عليكم يوم كذا فاستعدوا لمعركة يرى الإسرائيليون أنها فاصلة
تحيا مصر 
لقائي مع ياسر عرفات.
وبمناسبة ياسر عرفات ومعركة الكرامة..فقد كنت اسمع عنه قبل الكرامة ولم اكن اعرف انه كان يقود الفدائيين بنفسه في تلك المعركة إلا فيما بعد كنت بعد نكسة يونيو استمع الى الاذاعة الاسرائيلية من قبيل معرفة ما يجري وكانت من يوم لآخر يلقون القبض علي فدائي من الذين يدخلون عبر غور نهر الأردن وينتهون إلى أن مقابلة مع احد المخربين-كما كانوا يسمون الفدائيين-ستذاع بعد نشرة أخبار الظهيرة
ومن الاسئلة التي تطرح من دربك؟ فيرد ياسر عرفات ابوعمار..وما من فدائي يضبط ويسأل هذا السؤال إلا ويرد:ياسر عرفات..ابوعمار وقتها لم نكن نعلم عنه شيئا ولم يصبح رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية..رسخ اسمه في ذهني وزاد حبنا له فيما بعد..و حين أرسلت من مسقط للدوحة في مهمة صحفية رسمية بدعوة رسمية من ادارة الاعلام بوزارة الإعلام القطرية التي خصصت لي جناحا بفندق الانتركونتننتال بالدوحة مع سائق بسيارة معي من الصباح الباكر حتى اسمح له بالذهاب..وكان أن زرت إدارة الإعلام هذه. ووجدت رئيسها فلسطينيا اعتقد ان اسمه مصطفى العايدي قال لي ان له بيتا في قرية الشلاق بالشيخ زويد..وفعلا طلع كلامه صحيح وعرفني على مجموعة موظفيه اكبرهم ،"سعدي"قلت ياسعدي انا شفتك قبل ذلك قال لي ايوة انا "الفة"فصل أولى ثانوي ثالث العريش الثانوية عام٦٧/٦٦وانت كنت معي قلت هذا صحيح ولاني صريح فقد صارحته قائلا: بس والله انا كنت اظنك عريشيا ولم اعرف انك فلسطينيا مقيما في العريش الا اليوم.
المهم في استقبال الفندق كان هناك موظفا لطيفا حرِكَا لعبت الكيمياء الإنسانية دورها بيننا 
.سالني انت منين قلت مصري قال بس اللهجة بدوية قلت نعم من اي قبيلة قلت له قال وأنا بدوي اردني وذكر لي اسم قبيلته واصبحنا اصدقاء في يوم آخر انتحى بي جانبا .. اقول لك ياأخي قلت هات ما عندك قال :تحب تعمل مقابلة مع ياسر عرفات. فظننته يمزح قلت له ياريت..ايدي علي كتفك.قاللي هو يصل الدوحة اليوم وانا اظبطلك موعد للحديث بس اخر النهار خليك متواجد..أكملت رحلتي وعدت ظهرا وتناولت غذائي في الفندق وابلغت السائق البدوي انني قد اطلبه آخر النهار وأنا مستلق على سريري حوالي العصر وإذا والتليفون يرن واذا به صاحبنا الأردني قال لي استعد موعد حوارك مع ابو عمار ٥عصر اليوم سألته فين قال في القصر الأميري"الصنوبر"شكرته
غير مصدق بس قلت ما المانع؟طلبت السائق قلت له تعالالي عالفندق ولبست ونزلت اليه قلت له عارف القصر الاميري الصنوبر قاللي طبعا قلت:بينا عليه وقبل الباب بحوالي١٠٠متر قاللي انا هنا اخري قلت له انا حانزل وانت بالسلامة واتجهت لباب القصر : السلام عليكم لي موعد مع ياسرعرفات
قالوا ما اسمك؟ 
قلت:عياد بركات .. وفتح سجلا امامه قاللي ايوة..مرحبا بك ..اتفضل وسرت مشياً علي الاقدام حوالي١٠دقائق الي ان وصلت داخل القصر واجلسوني في غرفة استقبال الى ان جاءني من يدعوني الى لقاء ابو عمار في صالة أخري..
عياد بركات يكتب   حكاية لقائي مع الراحل ياسر عرفات
عياد بركات بعد العوده من مسقط

الدكتور درويش مصطفي الفار 

ومن الشخصيات السيناوية التي اعجبت بها ولا أزال شخصية د.درويش مصطفى الفار ابن سيناء الذي يصر في كتاباته أن جذوره بدوية وانه ينتمي لقبيلة بدوية ونحن يشرفنا ذلك..انه العالم الجيولوجي المشهور ومكتشف فحم المغارة وقد تربي في الباديه وتشبع بجو الصحراء مع والده الذي كان يعمل جنديا في سلاح الحدود المصري..لذلك فهو حضري تربي في البادية فأصبح أفقه من أهلها لسانا وشعرا
شكلا هو صغير الحجم يميل الي القصر ينطبق عليه بيت الشعر البدوي:
لنيه اصغير.. مقعدي قنطار.
كان مديرا للمتحف الجيولوجي بالقاهرة المجاور لمجمع التحرير زرته وانا طالب في كلية الإعلام..رحب بي أيما ترحيب..كان تفكيري مشغولا آنذاك بإصدار صحيفة باسم سيناء..عرضت عليه الفكرة قال لي فكرة جيدة. .ولكن عليك الآن التركيز في دراستك وحين تتخرج لكل حادث حديث..ووجدت علي مكتبه مظروفا قادم من الخارج سألته عنه قال هذا من تلميذي وزميلي وصديقي د.فاروق الباز
وبمناسبة صحيفة لسيناء التي كان تسيطر علي تفكيري أثناء الدراسة..اعترف انه لولا ان ساعدني الله في التخلص من هذا الخاطر..لما استطعت التقدم مهنيا.

"ملاحظاتي عما يكتب في الصحف عن سيناء وأهلها"

نعترف جميعا أننا مصريون محافظتنا ذات وضع خاص..ولكن محافظة أسوان أيضا لها وضع خاص
لم اسمع او اقرا في عنوان ان اسوانيا مهربا للحشيش يقال:تم ضبط حسن يقوم بتهريب كذا أما أبناء سيناء فقد تم ضبط بدوي يتاجر في كذا
مما جعل المجتمع يأخذ فكرة خاطئة مفادها أن بدو سيناء تجار كذا وكذا فهم علي هذا القياس مجرمون في حق الوطن..ولكن في الحقيقة ان ابسط بدوي في أقصى نجع يحمل من الوطنية وحب مصر ما تنوء به الجبال..بعضهم يعرف وربما يتجاهل.
وبمناسبة د.درويش مصطفى الفار لم أكن أعرف أن له أعداء للنجاح ابرزهم كان أستاذا له في علوم القاهرة حين سمع باكتشاف الفار فحم المغارة اعلن انه هو مكتشف الفحم..وهو لم يطأ بقدميه أرض سيناء..بجرة قلم يريد ان ينسب لنفسه نصرا لم يبذل في سبيله قطرة عرق
د.الفار ظل وعماله سنوات يعيش وعماله في خيمه ف الصحراء متحملا حر الصيف وقر الشتاء..أما حجة صاحبنا الذي ادعي انه اكتشف ذلك أنه ذكر في أحد محاضراته على طلبته وبينهم د.الفأر.أن سيناء بها فحما
الغريب ان هذا الاستاذ المدعي الاكتشاف من منازلهم هو عم المراسل الذي ترأس قسم المحافظات في غفلة من الزمن ونشر موضوعا عمن تولوا رئاسة القسم ..وقد اشرت الى ذلك سابقا