الأحد، 26 أبريل 2020

قصة جديرة بالقراءة وكتاب خير لا ينضب معينه

محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة
شققت طريقي من الصفر
رفعت أعلى علم في غياثي.. وأخطط للأعلى في الإمارات

لبيت نداء الوطن وقدَّمت 500 بيت جاهز للمخيمات في الأردن
أقمت أول مزاين للمجاهيم في غياثي.. وشارتنا مستمرة منذ 4 سنوات
أدعو رجال الأعمال لدعم التراث.. فالهجن تعلم الرجولة والقيم النبيلة
شقَّ طريقه وسط الصعاب، ليصل إلى هدفه، الذي لم يكن جمع المال فحسب، وإنما كيف يخدم بلده ومجتمعه، ويسهم في تقديم صورة ناصعة للإنسان الإماراتي، المحب للخير.. محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

حوار : عبدالله الجعيل 

الموضوع منشور في النسخة الورقية من مجلة الهجن العربية عام 2016

ضيفنا رجل الأعمال الإماراتي المتميز محمد بن عشير المزروعي، الملقب بسفير الغربية للأعمال الخيرية.
لم يولد بن عشير وفي فمه ملعقة من ذهب، بل شقَّ طريقا رسمة بوضوح لنفسه، معتمداً على نفسه، ليبدأ من سائق حافلة، مروراً بالوظيفة، وانتهاءً بمجموعة بن عشير التي تحتوي على عشرات الشركات.
يؤكد بن عشير أنه يعشق بلاده، ويجل شيوخها وحكامها، ويؤكد أن قدوته في الحياة هم شيوخ الإمارات الكرام، من الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، مؤسس الإمارات الحديثة، وصاحب السمو رئيس الدولة ونائبه، وولي عهد أبوظبي، وممثل الحاكم في المنطقه الغربية.
وقد عبر بن عشير عن حبه للإمارات برفع أعلى علم في المنطقة الغربية، ويستعد لرفع العلم الأعلى، على مستوى الدولة، إضافة إلى مركز تحفيظ لكتاب الله في غياثي، ومساهمات في فك سجن الغارمين، وتقديم مساعدات سخية في إيواء اللاجئين السوريين، في الأردن والكثير غير المعلن.
باختصار محمد بن عشير المرزوعي، قصة لم تقرأ، وكتاب لا تنتهي صفحات الخير فيه، وفي غياثي كان اللقاء والحديث عن رحلة رجل الخير..
* بداية من هو محمد بن عشير المزروعي.. كيف تعرف نفسك؟
** محمد بن عشير المزروعي، إماراتي من المنطقه الغربية، وتحديداً مولود في حبشان، جبل الظنة. وفي السبعينات كنا نعيش فيها، قبل إنشاء مدينة الرويس، ومنذ صغري أحترم قيمة العمل، وبدأت مبكراً، حيث كانت لدي سيارة أعمل عليها بنفسي، وهذه المرحلة موثة بالصور عام 1976، وبإنشاء مدينة الرويس عام 1979 انتقلت مع الشركات للعمل فيها، وتم تعيني في ديوان ممثل الحاكم لشؤون الرويس وجبل الظنة، وكنت متزوجاً في هذه السنة، وبدأت عملي في ديوان ممثل الحاكم صباحاً، وفي المساء أتابع عملي الخاص مع الشركات، لتنميته، لذلك أسست مؤسسة بن عشير للنقل والمقاولات عام 1983 ومقرها الرويس، وبدأت أطور الشركة منذ ذلك التاريخ، إلى أن أصبحت مجموعة شركات متنوعة الأنشطة، وأول نشاط بدأت فيه هو النقليات، وعندما رأيت المنطقة في حاجة إلى أنشطة أخرى مثل المقاولات، أضفتها، وكذلك خدمات حقول البترول، ومد خطوط الأنابيب، وكانت هواية العمل أهم بالنسبة لي من الربح المادي، لذلك انتقلت عام 1992 إلى أبوظبي وافتتحت مكاتب للشركة، وتطور نشاط شركتي، وتعاقدت مع البلدية، وصارت الشركة تعمل في أكثر من موقع، مثلاً من أبوظبي إلى الغربية، وأصبحت الأنشطة متنوعة، والحمد لله وعندما رأيت أن المنطقة الغربية تحتاج إلى مصانع متخصصة، أسست مصنعاً للأسفلت في الرويس إنتاجه 220 طناً في الساعة، ولله الحمد نغطي حاجة الشركات التي لا تملك مصانع لللأسفلت ولديها أعمال في المنطقه الغربيةـ إضافه إلى حاجة شركتنا والآن أخطط لإنشاء مصنع خرسانة جاهزه في الرويس.
*الإمارات المكان والقيادة.. كيف أثرت في تكوين بن عشير؟
** لا شك أن الإمارات كوطن، تمثل لي الكثير وأعتز بقيادتنا الرشيدة، وشيوخنا الكرام، من مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، لأن شيوخنا الكرام قدوتنا وفخرنا، ونتعلم منهم العطاء والبذل ومساعدة الآخر ونجدته، والأعمال الخيرية، وبالطبع تأثرت بهذه القيادات الفذة، التي أبهرت العالم بقيمها وعطائها، وفي مجال الاستثمار نجد أن الإمارات مكان متميز للأعمال التجارية، فالمشاريع مفتوحة، والبنوك مفتوحة للتمويل، والحمد لله رأيت ذلك بنفسي، عندما زرت بقصد الاستثمار بعض الدول، ولمست الفرق بيننا وبين الآخرين، فالإمارات تظل رائدة على مستوى العالم، في هذا المجال، لأنني كنت أود فتح فروع في بعض الدول المجاروة لشركتي، لكنني لم أجد التسهيلات الموجودة في دولة الإمارات. 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

*عندما يذكر اسم محمد بن عشير المزروعي.. يتبادر إلى الذهن رجل البر من خلال بناء بيوت جاهزة لإيواء اللاجئين.. فما تعليقك؟
** الحمد لله نحن نلبي نداء شيوخنا دائماً، لدعم الأعمال الخيرية، ومساعدة اللاجئين من إخواننا السوريين، وعندما أطلقت الدولة مبادرتها، لبينا وذهبت بنفسي، وزرت مخيم الزعتري في الأردن، واتفقت مع مصنع الكرفانات، واتصلت بسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي، وأبلغت سموه بوجودي هناك، وبأنني اتفقت مع المصنع على تصنيع كرفانات، فقال لي: توكل على الله والله يوفقك، ومنحنا دعماً معنوياً، والحمد الله صنعت الكرفانات، وأشرفت على تسليم نحو 500 كرفان للمخيمات، والحمد الله، وسيستمر دعمنا اللاجئين، إن شاء الله، ونطالب رجال الأعمال بأن يبادروا ويسهموا في أعمال الخير، لأنها ليست مسؤولية الدولة فحسب، وإنما مسؤليتنا جميعاً، بالوقوف إلى جانب إخواننا المسلمين في سوريا والأردن والعراق، بل في كل دول العالم، وكل درهم ينفق في الأعمال الخيرية، يعوضه الله بعشرة، حتى يصل إلى سبعمئة ضعف، ونحن والحمد الله في خير وأمان، أطال الله أعمار شيوخنا، وأهم شيء عندنا الأمان، الحمد الله ننام وبيوتنا مفتوحة.
*ماذا عن سمو الشيخ حمدان بن زايد ودوره في تنمية الإنسان في الغربية؟
** سمو الشيخ حمدان بن زايد، أطال الله عمره، مجلسه مفتوح، لموظفي المنطقة الغربية وغيرهم، ولم ولن يقصر، وسموه مهتم بصفة شخصية بالتنمية والاستثمار، والإنسان في صلب أولويات سموه، والمنطقة تغيرت أشياء كثيرة فيها، وقصره مفتوح لكل محتاج، من المنطقة الغربية وغيرها. 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

*للأمن دور في الاستثمار في رأيك.. وهل يساعد في نمو وازدهار رأس المال؟
** نعم الأمن استثمار في حد ذاته، وهو أهم استثمار، فمن دونه لا اسثمار ولا تنمية، والأمن اليوم في الإمارات، في أعلى درجاته، والحمد الله، وأسال الله أن يديم الأمن والأمان ويوفق ولاة أمرنا.
* مشاركاتك الاجتماعية ومواقفك الإنسانية حاضرة بقوة، خاصة في المنطقة الغربية.. فما هي فلسفتك؟ وما الذي تريد أن تقوله للدولة والمجتمع؟
**المنطقة الغربية تمثل لي الكثير ففيها ولدت وتربيت وترعرت، سكانها كلهم أهلي وربعي وإخواني، ولابد أن يستفيدوا من دعمنا للتراث، ودعمنا لمراكز تحفيظ القرآن الكريم والمساجد وهذا ما أفخر وأعتز به.
*معروف أنكم رجل أعمال ناجح، وشركاتك له اسمها وحضورها في السوق.. كيف ترى مناخ الاستثمار في الإمارات؟
** الحمد الله الاستثمار جيد، وهناك فرص واعدة في دولة الإمارات، خاصة في المنطقة الغربية، والدولة جاذبة للاستثمار، وتذلل الصعاب أمام الراغبين فيه.
*وما المشروع الذء مثل لك علامة فارقة؟
** الحمد لله شركة بن عشير للمقاولات العامة، حصلت على شهادات تقدير من شركات عالمية ومحلية، إضافة إلى أنها تملك اسماً لامعاً في المنطقه الغربية، والمشروع الذي مثل انطلاقة شركة بن عشير تحديداً في منطقة الرويس، كان مع شركه سامسونج الكورية، بتوسيع مصفاة الرويس، وهذا المشروع دفعنا دفعة قوية، والحمد لله بعده استمر العمل من نجاح إلى آخر. 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

*ما النطاق الجغرافي لنشاط شركة بن عشير؟
** أعمال شركاتي في الإمارات، وتحديداً في المنطقة الغربية، لأن الإمارات فيها فرص واعدة، فكيف نتركها؟! والغربية خصوصاً فيها فرص واعدة ومشروعات كبيرة للدولة، لأن تنميها هدف أصحاب السمو الشيوخ.
*ما طموحك في الأيام المقبلة؟
** تطوير مشاريعي الخاصة، وأيضاً تلك التي تخدم المجتمع، مثل التعليم ومساندة ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم سباقات الهجن في المنطقه الغربية.
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة
 
*وما سر نجاح شركات بن عشير؟
** أما عن سر النجاح والحمد لله، فيتمثل في المصداقية في تنفيذ المشاريع، ومواعيد التسليم، فمن يصدق ينجح.
*ما نصيحتك للشباب، الذي يود أن يخوض تجربة الأعمال، وما مقومات النجاح؟
** أنصح الشباب بالتوجه للأعمال الحرة، فعندنا شباب على مستوى عال في الدراسة والتخصص، سواء في جامعات الدولة أو خارجها، ولا تعارض بين أن تكون موظفاً ويكون لك عملك الخاص، بعد الدوام الحكومي، لأن واجبك أن تخدم وطنك، واليوم دولتنا مفتوحة، والمشروع أو الفكرة المدروسة تنجح، وعلى الشاب أن يتعب اليوم ولا يكتفي بدخل الوظيفة، فبعد 25-30 سنة يتقاعد ويظل على راتب التقاعد رغم أنه متعلم ولديه أسلحة النجاح والتفوق.
وأنصح الشباب بالتوجه للأعمال الحرة، فالدولة تشجع على تطوير الأعمال عبر صناديق وأيضاً البنوك تعطي تمويلاً، لكن دراسة الجدوى وحاجة السوق مهمتان جداً لكل من يريد خوض غمار العمل الخاص.
*ماذا تقول لأصحاب السمو الحكام؟
** الله يطول في أعمارهم ويبارك لنا فيهم، ويديم على الإمارات الأمن والأمان.
*تحرص دائماً على التعبير عن حبك وولائك للوطن، فمثلاً تستعد لرفع أعلى علم في الدولة، وكنت صاحب السبق والريادة برفع أعلى علم في المنطقة الغربية.. فما هو المغزى؟ 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

**هذه دولتي ولابد أن أعتز بها، رفعت أطول علم في غياثي في المنطقة الغربية وكان طوله 33 متراً، والآن أدرس رفع أعلى علم في الإمارات، وإن شاء الله عندما أصل لبلورة المشروع، سأتقدم بطلب للحصول على الموافقات اللازمة، لأن العلم يمثل لي ولأبناء الإمارات مصدر فخر واعتزاز وتعبيراً عن الهوية الوطنية، وعندما أرى علم بلادي أشعر بسعادة، وأوصي الشباب بالاهتمام بالعلم، كما أوصي بإنشاء مراكز جديدة لتحفيظ القرآن الكريم.
*شارة بن عشير للهجن مستمرة لدورات أربع، وأول مزاين في غياثي.. فما علاقتك بالإبل؟
** أقمت مزاين سنة 2005 في غياثي، وبعدها صرت أدعم سباقات الهجن، كل سنة أدعم مهرجانات سباقات الركض، لأنني أرى إخواننا يحبونها، وأبناء الغربية عشاق للناموس، أما عن علاقتي بالإبل فأنا أملك مجاهيم وعمانيات، لكنني لا أشارك بها، وأنجالي الحمد لله متعلقون بها، ومن يتعلق بالإبل فهو نشمي، لأن الإبل تعلم الرجولة.
أما بخصوص مزاين غياثي للمجاهيم، فكانت أول مزاين تقام في غياثي والحمد لله حظيت بإقبال كبير، وأهل غياثي والمنطقة الغربية عموماً، ملاك إبل مجاهيم، وسعدت بأن يسجل لي التاريخ أنني أسهمت في إقامة أول مزاينة في غياثي، واليوم الحمد لله استمر أهل المجاهيم في إقامة الفعاليات الخاصة بالمجاهيم، وأسأل الله أن يوفقهم، ويبارك لهم في حلالهم.
*ماذا تقول لرجال الأعمال والأثرياء، من أبناء الغربية، بخصوص التراث وسباقات الهجن؟ 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

** أقول لهم: ادعموا التراث في المنطقة الغربية، وفي كل مناطق الدولة، فالآن أنت عندما تقيم شارة في ميدان ويشتري أحدهم مطية بـ50 أو 30 ألفاً، يبيعها بـ 300 ألف بسبب شارتك أو دعمك، إضافة إلى أن الملاك استطاعوا تعويض إنتاجهم.
أقمنا في كل ميدان شارة سنوية، منذ أربع سنوات، وأنا مع المشاركة، وعدم قصر الشارة على ميدان بذاته، حتى تكون هناك منافسه، فهذا يبيع وهذا يشتري والحمد لله صدى الشارة التي أقمتها كان قوياً. 
محمد بن عشير المزروعي: أعتز بقيادتنا الرشيدة

*تميزت شارتك بإضافة أشواط للإنتاج، تماشياً مع مبادرة سمو الشيخ منصور بن زايد..
** مبادرة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شوؤن الرئاسة، ممتازة وتشجع على الإنتاج، لأن هناك أناساً غير قادرين على الشراء ويرغبون في الناموس، فوفرت لهم المبادرة فرصة الوصول إلى منصات التتويج، وهذا العام الشارة فعلاً أضافت أشواط إنتاج والحمد لله دعم شيوخنا للتراث وفر له حماية وصانه ونحن على خطاهم.
*ما سر تعلُّق الشباب بالتراث عموماً، ورياضة سباقات الهجن خصوصاً؟
** الشباب متعلق بتراث أجداده، ونحن عندما نزور ميادين الهجن، نجد شباباً عمرهم 16 أو 17 مهتمون بالركض، ويعرفون كل ما يخص المطية، يعرفون أباها وأمها وسنها، واليوم عندنا في المنطقة الغربية كثيرون من الشباب اتجهوا لسباقات الهجن ومولعون بها، وبعد المدرسه يذهبون إلى العزبة، لأنهم وجدوا تشجيعاً من آبائهم، لأن هذا تراثهم، وهناك مقولة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان: "من ليس له ماض ليس له حاضر" ونحن في المنطقة الغربيو الشباب ولله الحمد اتجهوا إلى سباقات الهجن وتربيتها ومتابعة سلالاتها، وعرفوا الزمول المنتجة، وهذا الأمر جيد، ويتعلم الشباب منه ما يفيدهم ويشجعهم في السير على نهج الآباء والأجداد.
*كلمة توجهها من خلال مجلة الهجن العربية، سواء لشباب الأعمال أو شباب التراث في سباقات الهجن؟
**الله يوفقهم، ويوفق مجلة الهجن العربية، ويوفق الشباب المتعلقين بسباقات الهجن، وأقول لكم ولهم: فالكم الناموس والسبق والبيعات، والله يوفقكم في خدمه الوطن، وجزاكم الله خيراً.