الثلاثاء، 12 مايو 2020

هل سينجو البدو من كورونا ؟


هل سينجو البدو من كورونا بقلم محمد علي الحويطي

بقلم محمد علي الحويطي

كورونا هي حديث الصباح و المساء في جميع أنحاء العالم، وفرضت نفسها جائحة عالمية على عناوين الأخبار في كافة الدول، وتسعى الحكومات جاهدة إلى اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لوقاية شعوبها من هذه الجائحة حتى تتوصل البشرية إلي تطعيم مضاد لها أو أكتشاف علاج للمرضى المصابين بها.
و البدو كجزء من شعوب عدة دول، يتميزون بنمط حياة مختلف عن الحياة المدنية يجعلنا نتسأل عن مدى تأثير هذا النمط على تفشى هذه الجائحة بينهم ؟
و الإجابة على هذا السؤال تستلزم العودة للذاكرة التاريخية، لمعرفة مدى تفشي الأوبئة في المجتمعات البدوية، و ما دلت عليه بعض الكتب التي أطلعنا عليها أن البدو في الغالب و نتيجة سكنهم بالصحراء بعيدا عن المجتمعات الحضرية أقل إصابة بهذه الأوبئة و مثال على ذلك تفشى الكوليرا و الطاعون في مصر في أوائل القرن التاسع عشر، فتشير الكتب التاريخية عن هذه الفترة أن البدو لم يصابوا بهذه الأوبئة، في حين أنها فتكت بالقاهرة و بالمجتمعات الريفية، أيضا لا تحمل الذاكرة البدوية المصرية إيه أخبار حول تفشى الأوبئة بها.
أما عن جائحة كورونا الحالية، فأغلب النصائح التي تبثها الحكومات و التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية تشدد على مسألة التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا، وبتطبيق ذلك على المجتمعات البدوية المحضة نلاحظ أن التباعد الإجتماعي قائم بالفطرة، فلا يوجد إزدحام في هذه المجتمعات، كما أن البدو و بمجرد سماعهم بهذه الجائحة قاموا بإحياء عادة السلام بالعين تجنبا للمصافحة التي قد ينتقل من خلالها فيروس كورونا.

 مسألة الحجر للمصابين فيعرفها البدو بإسم الحجبة و مدتها أربعين يوما

و وفقا للبيانات الرسمية للحكومة المصرية فإن محافظة شمال سيناء لم تسجل بها أي حالات لكورونا كما أن محافظة جنوب سيناء لم نسمع بها عن حالات أصابت بدو، و تعتبر هاتين المحافظتين من أبرز المحافظات البدوية في مصر، كما أنه وفقا لما سمعناه من أشقائنا بالأردن فإن منطقة جنوب الأردن و هي المنطقة التي يتركز بها البدو بالدولة لم يسجل بها إية حالات.
و تعرف عادات الطب البدوية تعاملا خاصا مع الأعراض المشابهة لكورونا، أما مسألة الحجر للمصابين فيعرفها البدو بإسم الحجبة و مدتها أربعين يوما لمن يصاب بمرض معدي، و يظل المريض في مكان بعيد منفردا ويسمى محجوب و يتعامل معه شخص واحد لتقديم الطعام و العلاج.
و في النهاية ندعو الله أن ينحصر هذا المرض اللعين و نتمنى السلامة لكل العالم و لكافة المجتمعات بدوها وحضرها، و ندعو الله بالتوفيق للعلماء للتوصل إلى مصل لهذا المرض في اسرع وقت.