الثلاثاء، 2 يونيو 2020


الصحفي السيناوي "عياد بركات "

سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم على حلقات

" عياد بركات " واحد من جيل الرواد الذين حفروا في الصخر و صنعوا اسما لامعا في بلاط صاحبة الجلالة تفخر وتعتز البادية اليوم بأن تفتح صفحاتها له يروى قصته وما تحمله من دروس وعبر عل جيل اليوم يجد فيها ضالته يستلهم منها طاقة أمل و نور في غد مشرق ... يحكي و يروى كيف كانت البدايات و ما كان يقطعه من مسافات سيرا علي الاقدام من اجل تحصيل العلم .... في شخص عياد نقدم التحية والتقدير إلي الآباء الرواد في كل المجالات ممن رفعوا اسم البادية و اكدوا ان ارض الفيروز صانعة للرجال ...
شق عياد طريقه من الصفر وصولا للتميز واعلى مراتب المهنية فى بلاط صاحبة الجلالة. رحلة طويلة بدأت من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم خاض غمارها بداية من البحث عن العلم فى محط رحال أسرته برفح ثم الزحف للمدن المجاورة والهجرة للقاهرة ثم سلوك محطات متنوعة فى عالم الصحافة داخل مصر وخارجها . يوميات تجسد معاناة بدوى من سيناء لم يمنعه عائق ان يحقق ما يريد بجلد وصبر و صدق .. وتتشرف منصة " البادية اليوم "، بنشرها على حلقات

الصحفي السيناوي "عياد بركات " سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة :
عياد بركات يروي تجربته في مقاطعة التدخين :
رغبتي في القراءة حسمت الصراع فألقيت الولاعة وعلبة السجائر في النيل وأنفقت المال في شراء مجلة


اقراء ايضا 
الصحفي السيناوي "عياد بركات " سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم الحلقه الاولي 
الصحفي السيناوي "عياد بركات " سيرة ذاتية تنشرها البادية اليوم الحلقة الثالثة
حين اختلفت مع قيادة شابة للمساء تلميذة نجيبة للقيادة" الكهلة"التي اشرت اليها سابقا تركت القسم سعيدا خاصة أن قيادته أسندت لزميل عزيز و صديق غالي الاستاذ سيد أحمد-رحمه الله-أكن له كل التقدير والاحترام..و كان فاضلا كفؤا فاحسست و كأن القسم معي.
و كلفت بأن استمر عضوا في مجلس تحرير المساء أكلف بكتابة التكليفات اليومية التي يجب أن يقدمها الصحفيون لعدد الغد..و هو ما أقوم به حتى الآن بعد أن تعاقدت معي الجريدة على الاستمرار بعد خروجي على المعاش عام2012.
بعد وفاة الأستاذ سيد أحمد و كنت علي المعاش"عرض علي أكثر من مرة العودة لرئاسة قسم المحافظات و لكني كنت أرفض آليت على نفسي عدم العودة للقسم تحت أي ظرف.
وفي عهد أحد رؤساء التحرير-الضعاف-تم تعيين أحد مراسلي القسم رئيسا للقسم..و فوجئت بالزميل المحترم ينشر موضوعا عن رؤساء قسم المحافظات السابقين- ولا اعرف كيف وافق له رئيس التحرير المهزوز علي ذلك-يعني هم رؤساء جمهورية سابقين
المهم فوجئت ان الموضوع يتجاهلني..و غضبت مرتين مرة لنشر موضوع لا يستحق..و أخري لتجاهلي رغم انه تم التصحيح في اليوم التالي بعد مكالمة مني للمهزوز الا انني قررت قبول رئاسة القسم إذا عرضت علي
المهم اكتشفت قيادة المساء الجديدة أن ذلك المراسل الالكتروني لايصلح رئيسا للقسم..فعرضوا علي الاشراف على القسم فوافقت و مستمر حتي كتابة هذه السطور
كريمة زكي مبارك
من الشخصيات التي قابلتها في الاذاعة سيدة فاضلة هي المذيعة كريمة زكي مبارك ابنة الأديب المعروف الدكاترة زكي مبارك صاحب"ليلى المريضة في العراق"كانت تتعامل معي كأخت كبرى لي..و لما كنت مدخنا شرها آنذاك..فلم تكن تتردد في نصحي مرة وراء الأخرى في أن أترك هذه العادة السيئة كانت تقول: كفاياك حرق لمالك و صحتك.
و أقلعت عن التدخين
عام 1988وكنت عائدا من زيارة أستاذي وزميلي في المساء الأستاذ عبد الفتاح موسى-ابن الدقهلية-وهو أستاذ فطحل في اللغة العربية وهو من علم الشقيقين د. اسامة الباز وشقيقه د.فاروق اللغة العربية في منزلهما..ذو شخصية قوية لا يلام في الحق لومة لائم..و في صالة التحرير لا يجرؤ أحد على رد رئيس التحرير سواه..فإذا. تفوه رئيس التحرير بعبارة ليست في محلها بادره بالرد بعبارات قوية لا لبس فيها و لا غموض.
و لما كانت بيننا صفات مشتركة-ليس من بينها افحام رئيس التحرير-فقد تصادقنا بمعنى الكلمة ..و كنت أزوره في بيته كابن له و قد كان ابناؤه صغارا لأنه تزوج علي كبر-عليه رحمة الله-.
و بعد زيارتي له في الهرم ذهبت إلى المنيل لأخذ مواصلات حلوان و في المنيل كان هناك "فرشة جرايد" مشهورة. وجدت مجلة تختص بنشر الكتب . و قررت شراءها..و كان ثمنها مساو تقريبا ثمن علبة السجائر و فجأة تراجعت عن الشراء و قلت خللي ثمنها للسجائر ..و أكملت طريقي فوق كوبري الملك الصالح متجها لشارع الكورنيش..فوق الكوبري توقفت و قد اتخذت القرار..أخرجت العلبة من جيبي و ألقيت بها في النيل..و الولاعة بنت عم السجائر أخرجتها و ألقيت بها في النيل. .وعدت لفرشة الجرايد اشتري مجلة النشر كمكافاة فورية لي على قراري.
و اجتزت المرحلة التي يقولون عنها انها صعبة تلك التي تعقب التدخين اجتزتها بكل سهولة..اصبحت بعدها احتقر كل مدخن ..يخنع للسيجارة و لا يتحرر!!

البداوة والحضر

ولان هذه الصحيفة اسمها "البادية" فسوف أختم بالعلاقة بين الحضر و البادية خاصة في سيناء و ما يقال عن حساسيات بينهما
أولا: نحن نعترف و نقر ان الحضر سبقونا بمراحل في مجال التعليم و الحضارة..وأن كثيرا منهم ساهم في تعليمنا..و الأخذ بيدنا
هذا لا يمنع ان بعض زملائنا الذين سبقونا للعلم في العريش أحدهم قال إنه كان يذهب إلى المدرسة حاملا معه "شبريته" لتحرش زملائه الحضر به لأنه كالشاة الزرقاء بينهم و من قال ذلك هو المعلم والمربي الفاضل مسلم أبو شيخة الذي كان مرافقا الحاج عيد ابو جرير- طيب الله ثراهما-
و لما كان الحضر قد سبقونا في التعليم فقد سبقونا أيضا في تبوؤ الوظائف و المناصب..و نحن ما العمل و قد خاصمنا التعليم و التعليم ايضا خاصمنا.
ثانيا: ان الحياة في سيناء لا يمكن ان تقوم على فصيل بعينه بدوا و حضرا..بمعنى لو ان الجزيرة ليس بها حضر..لاستحضرناهم..فالحياة في سيناء بدونهم لا معنى و لا طعم لها
و عادات اهل سيناء بدوا و حضرا فيها ما هو مشترك أكثر مما فيها لفريق بذاته. حتى الهجرات كانت متبادلة بين الطرفين..من البادية للحضر في موسم البلح و من الحضر للبادية في موسم الحصيدة " الحصايد ".

لا تمنيت و لا كرهت ان يكون احد اولادي صحفي

اختلف مع اخرين اراهم و اسمعهم يقولون لا بد ان نترك لاولادنا شقق كذا و فلوس كذا و فيهم من يجهد نفسه و بعضهم يقسو عليها ليحقق لأولاده ذلك..اختلف مع هؤلاء..لأن من خلقهم وهو الله أولى بهم مني..و كما رزقني برزقهم فإنه سيرزقهم ..خرجنا للدنيا و اهلنا يدبرون لنا مصاريفنا بالكاد.. او بطلوع الروح..و لم يترك لنا اهلنا الا السيرة الطيبة التي لا يعادلها مال..أصبحنا الحمدلله في حال أحسن..تفوق حال أهلنا و ما حدث معنا سيحدث مع ابنائنا لأن المعطي واحد هو الله و أنا تركت لأولادي الله ورسوله و قد اعتمدوا على أنفسهم و لم يطلب أحد منهم مساعدتي بواسطة و خلافة..و كلهم في وظائف مرموقة..أحدهم بالبنك الأهلي..، مدرس تربية رياضية و مدرب في عدة اندية، مدرستان و طبيبة..اللهم لك الحمد و الشكر
لا تمنيت و لا كرهت ان يكون احد اولادي صحفيا..ذلك ان الصحافة مهنة شاقة و عائدها المادي ايضا قليل نسبيا بالمهن الأخرى..و كنت اشفق علي اولادي ان يرى أحدهم أن يسير نفس طريق أبيه.

الكتاب في زمن الانترنت

في مجال الثقافة لا اعترف بالانترنت الا مضطرا..و لا يملأ بيتي شيئ كما تملاه الكتب..و من حسن حظي و حظ باعة الكتب أن طريقي اليومي إلى العمل يمر بمربع الإسعاف بالقاهرة..حيث الكتب رخيصة و متنوعة و شرائي منهم يكاد يكون يوميا ..و يوم الأحد هو يوم السوق الأسبوعي لباعة الكتب بمربع الإسعاف..حيث يأتي للمكان باعة جدد..و كتب جدد متنوعة..شيئ يشرح النفس والصدر
و حتى خروجي للمعاش عام 2012 لم أكن قرأت من قصص نجيب محفوظ صاحب نوبل إلا أقل القليل فاشتريت جميع قصصه و قراتها جميعا من جديد حتي ما سبقت قراءته .. و كنت قد قرأت عدة قصص ليوسف ادريس فاشتريت جميع قصصة و قراتها واستطيع ان أقول انه"غول" القصة القصيرة ..و لا زلت اشتري حتى اليوم ثاني ايام عيد الفطر المبارك ابتعت كتابين الاول:الغريب و النهر لعبدالرشيد صادق محمودي..و يوميات عالم متجول للدكتور كمال شرقاوي غزالي..و انتهيت أمس و اليوم من قراءة قصة تاريخية كتبها جرجي زيدان مؤسس دار الهلال اسم القصة اسير المهدي و فيه يشرح حركة درويش سوداني سمي نفسه المهدي المنتظر وهو جد الصادق المهدي زعيم حزب الامة السوداني و هو الذي حارب الوجود المصري و الإنجليزي في السودان بدراويشه.
الصحف القومية استلمها يوميا من مكتبي"بالمساء"..اما جريدتي المفضلة فهي "المصري اليوم" و اعتقد ان صديقي الاستاذ عبدالله الجعيل..اهتدى إليها قبلي..أما الصحف القومية..فان الأهرام لا يعلى عليها..و يوم الأحد من كتابه المفضلين الذين احرص على القراءة لهم اسبوعيا الكاتبة الاستاذة سكينة فؤاد و مصطفى السعيد الذي أعجب بمتابعته لقضايانا القومية المعاصرة
لا استطيع مقاطعة الإنترنت فعبرها اتواصل مع زملائي المراسلين عبر تطبيق الواتس اب..كما أتصفح الصحف على تطبيق الـ Pdf

العلاقة مع رفح

علاقتي مع رفح أشبه بعلاقة التوأم الملتصق من الصعب فصلهما إلا بعمليات معقدة و في مستشفيات متخصصة ولدت على أرضها الطاهرة..ننام ونصحو علي ترابها الطاهر..يزرع اهلنا أرضها شتاء بالشعير وصيفا بالبطيخ..