الخميس، 9 يوليو 2020

"سلام مدخل ".. بدوى جمع بين ذاكرة الماضى وقيادة الحاضر

"سلام مدخل ".. بدوى جمع بين ذاكرة الماضى وقيادة الحاضر
ابن قبيلة العليقات بجنوب سيناء .. رمز مجتمعى واديب وباحث يوثق التراث
الحقه والده بفصول الكتاب صغيرا فى السويس لإنعدام التعليم فى جنوب سيناء
شغل مناصب قيادية فى العمل التنفيذى والحزبى ونائب برلمانى لعدة دورات
رصيدة من المؤلفات 4 كتب فى ابحاث التراث والشعر

جنوب سيناء : البادية اليوم " خاص "

"سلام مدخل ".. بدوى جمع بين ذاكرة الماضى وقيادة الحاضر


هو احد طلائع رموز الوعى والثقافة والقيادة من ابناء قبائل جنوب سيناء .. رحلة قطعها من قلب الصحراء وصولا لأعلى المناصب القيادية و الرمزية المجتمعية .. خلالها لم تثنيه مقاعد المسئولية عن دوره كمثقف واعى فى مجتمعة معنى بهمومه وبتوثيق تراثه وتاريخه .
سيرة عامرة بالكثير لأحد رموز ابناء بادية سيناء " سلام مدخل " تنشرها البادية اليوم عبر منصتها الإليكترونية .
و سلام مدخل سليمان نصر من ابناء قبيلة العليقات، الميلاد فى ٢٥ ، ٤ ، ١٩٤٧ ابو زنيمة جنوب سيناء، حاصل بكالوريوس تجارة ١٩٧١، شغل فى خدمته الوطنية ضابط احتياط دفاع جوي من اكتوبر ١٩٧١ إلى اكتوبر ١٩٧٤، وعمل مدرس ثانوى تجارى من اكتوبر ١٩٧٤ إلى فبراير ١٩٧٩، وتقلد امين الحزب الوطنى الديمقراطى بجنوب سيناء من فبراير ١٩٧٩ إلى ديسمبر ٢٠٠٠
، وشغل عضو مجلس الشعب من يوليو ١٩٧٩ إلى ديسمبر ٢٠٠٠، وعمل مدير عام بديوان عام المحافظة من يناير ٢٠٠١ إلى فبراير ٢٠٠٢، ثم رئيس مدينة ابوزنيمة من فبراير ٢٠٠٢ إلى ابريل ٢٠٠٧، ومارس نشاط مجتمعى من خلال شغل منصب رئيس جمعية الدفاع الاجتماعي حالياً، ودور ثقافى من خلال منصب رئيس نادى الادب سابقاً وعضو النادى حالياً، وشغل عضو مؤتمر أدباء القناة وسيناء ٢٠١٧، وعضو مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٨ ، ومعد برامج تراثية بإذاعة جنوب سيناء .
وله من المؤلفات كتاب الأمثال والمأثورات عند قبائل سيناء : الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠١٣، والشعر الشفاهى فى جنوب سيناء الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠١٨، وديون شعر فصحى ،، الشعر عزائى ونجواى ،، دار الربيع للنشر ، وديوان شعر نبطى تحت الطبع.

"سلام مدخل ".. بدوى جمع بين ذاكرة الماضى وقيادة الحاضر






يتحدث سلام مدخل عن مسيرته فى سطور كتبها بخط يده بقوله :

كان والدى عليه رحمة الله من القلائل الذين أدركوا أهمية التعليم ، كان ذلك فى اوائل الخمسينيات من القرن العشرين ، ولما كانت جنوب سيناء فى ذلك الوقت ليس بها اى مدرسة ، فقد أرسل اخى الذى يكبرنى بسنوات قليلة إلى السويس عند أحد معارفه ثم لحقت به بعد ذلك بسنوات ، لم ادخل المدرسة مباشرة ولكن مكثت فى الكتاب قرابة سنتين أجدت خلالها القراءة والكتابة ومبادىء الحساب ،
بعدها التحقت بمدرسة النهضة الخاصة وكانت مجموعة مدارس خاصة تملكها عائلة بدرة بالسويس ، لم انتظم فى الصف الأول ولكن بعد امتحان شفهى ألحقت بالصف الرابع الابتدائى وهذا يفسر اختيار المدرسة الخاصة فقد كان سنى اكبر من
ان ابدا الدراسة فى الصف الاول بمدرسة أميرية ،،كما كانت تسمى زمان ،،
لم يتقدم اخى كثيرا فى الدراسة ولم يتجاوز الصف الثالث الاعدادى ، وعاد إلى جنوب سيناء ، عندها أدرك والدى أن التقدم فى الدراسة يستلزم أن يكون الأولاد مع الأسرة خاصة أن هناك إخوة اصغر منى ويريد والدى أن يعلمهم ، فقرر أن تستقر إحدى زوجاته فى السويس مع الاولاد ، فكانت والدتى ترعانا إخوة أشقاء وغير أشقاء بل وأيضا اولاد عمى فيما بعد ويرجع اهتمام والدى بالتعليم لاتصاله بالمهندسين والموظفين وأصحاب الشركات
الخاصة بالتعدين فضلا عن شركة المنجنيز الإنجليزية والتى تم تمصيرها ثم تأميمها وسميت شركة سيناء المنجنيز ، كان والدى يعمل مع تلك الشركات فى توريد العماله وإنتاج خام المنجنيز ورمل الزجاج فى ذلك الوقت كانت معظم الأعمال يدوية والطرق غير ممهدة ،
كنت انتظر بفارغ الصبر الإجازة الصيفية حتى اعود إلى الصحراء امارس حياة البداوة من الرعى مع رعاة الاغنام ثم مع رعاة الإبل ،والاحتطاب وغيرها
كان والدى لايرغب لى فى الاندماج فى حياة الصحراء حتى لاتغرينى بترك الدراسة كما أغرت إخوى من قبل .
فى بداية المرحلة الإعدادية حدثت حرب ٥٦ ،، العدوان الثلاثى ،، وانطلقت صفارات الانذار وبدأنا نسمع نداء كل مساء ،، طفوا النور ،، وتم دهن زجاج الشبابيك باللون الازرق ، لكن تلك الحرب لم تستمر طويلا فانسحبت إسرائيل من سيناء بعد ثلاثة شهور تقريبا وجاء والدى واخوتى الكبار لزيارتنا وعدت فى الإجازة الصيفية لحياة الانطلاق فى الصحراء .
اذكر فى ذلك الوقت اى سنة ٥٧ وما بعدها كانت المرحلة الإعدادية اربع سنوات
والحمدلله حصلت على شهادتى تقدير فى اوائل المواد مادة الجبر ومادة الهندسة وتسلمت الجائزة فى احتفال عيد العلم الذى كان يقام فى كل عام وسلمنا الجوائز محافظ السويس اللواء شعراوى جمعة الذى أصبح و زيراً للداخلية فيما بعد
: فى بداية الستينيات من القرن العشرين بدأت المرحلة الثانوية فى مدرسة حكومية ، وبدأ أهتمامى بالثقافة العامة فلم يعد الكتاب المدرسى هو الوحيد الذى أقرأ بدأت تنافسه روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس وغيرهم من الأدباء ودواوين نزار وصالح جودت وصلاح عبد الصبور وغيرهم من الشعراء بل أيضاً كتاب النصوص المدرسى كان يتميز بإيراد نصوص غير مقررة لمن يريد الاطلاع وفى تلك الفترة ايضأً بدأت اسجل ما حفظته من شعر بدوى فى مناسبات مختلف وزاد اهتمامى بالشعر النبطي فبدأت اسجل فى كشكول مايصل إلى من قصائد عنيز ابو سالم ، وهكذا توزع اهتمامى بين الدراسة وبين الثقافة العامة فتأثر بذلك مستواى الدراسى ولم احصل على الثانوية العامة الا بعدالإعادة وبمجموع متواضع .

ومن الأحداث التى شهدتها فى هذه الفترة عودة قواتنا من اليمن وكذلك زيارة الرئيس عبد الناصر للمدينة ، انتظرنا بجانب شريط القطار الذى كان يقسم البلد إلى نصفين وتحفزنا لمارأينا القطار قادما من بعيد وكان عبد الناصر فى النافذة يلوح بيده للجماهير التى كانت تصفق بحماس
قبلها فى فى سيناء شهدت حدثأً مهما وهو زيارة المرشحين لمجلس الأمة لجنوب سيناء وكانا من الشمال الشيخ على خلف والاستاذ توفيق الشريف ، كان المحافظ يقيم فى العريش وكان يزور الجنوب كل عدة أعوام وسمعت أن المحافظ اللواء عبد المنعم القرمانى زار جنوب سيناء لكننى لم اره .سيناء فى ذلك الوقت كانت محافظة واحدة وكانت تخضع للحكم العسكرى ، كان المحافظ يرتدى الزى العسكرى .
حصلت على الثانوية العامة فى عام ١٩٦٥ واختار لى مكتب التنسيق المعهد العالي التجارى ببورسعيد وكان يتبع جامعة عين شمس
،، لم تكن الكليات والجامعات الإقليمية أنشئت بعد ،، فى المعهد تعرفت على إخوة من شمال سيناء أذكر منهم ممدوح الزرباوى و صالح الحارونى ، اجتزت السنة الأولى والثانية فى المعهد بنجاح ولكن صيف ٦٧ كان ينذر بشىء ، فقد بدأت نظر الحرب بين مصر وإسرائيل ولكننا كنا كشباب لا نأبه بشىء وذلك بفعل الإعلام وندوات منظمة الشباب التى كنت قد انضممت إليها وحصلت على دورة تثقيفية فى معهد اعداد الشباب فى بورسعيد .
وبدأت الحرب صباح الخامس من يونيو وبعد أيام قليلة تكشفت الحقائق وسميت الهزيمة المرة باسم النكسة وكأن هذه التسمية ستخفف من آثار الهزيمة
وتشكلت فى السويس فرق المقاومة الشعبية فانضممت إليها مع اصدقائى وأعضاء منظمة الشباب وحصلنا على دورة سريعة فى الإنقاذ لمواجهة احتمال انهيار البيوت لأن مدافع العدو كانت تنال من السويس وضربت فعل معامل البترول فى الزيتية واشتعلت فيها النيران ، واستقبلنا العائدين من الجنود المنسحبين وكانو فى حالة يرثى لها . وكنا نقيم السواتر أمام مداخل البيوت بشكائر الرمل وفى الليل نتناوب الحراسة ،
بعد ثلاثة أشهر من يونيو ٦٧ بدأ تهجير سكان السويس والإسماعيلية حتى لايكون المدنيين تحت نيران العدو ، وهاجرنا الى المنصورة لتوفر السكن بها وذهبت أنا إلى بورسعيد لاستئناف الدراسة فى المعهد .
كانت للحرب آثارها الدرامية سواء على مستوى الوطن أو على المستوى الشخصى فقد انقسمت عائلتى إلى شطرين ، شطر فى سيناء تحت الاحتلال بعض اخوتى واقاربى . وشطر فى المهجر فى المنصورة وتأثرت حياتنا المعيشية تأثرا كبيرا
اذكر أننى مرة سافرت لاسرتى من بورسعيد عن طريق بحيرة المنزلة بمركب صغير إلى المطرية دقهلية ومنها الى المنصورة ، رسبت فى ذلك العام و هجرت بورسعيد ، وهجر معهدنا إلى الزقازيق ، وانتقلت الأسرة من المنصورة إلى القاهرة
وبدأت الاتصالات بسيناء الشمال عن طريق الصليب الاحمر فى بورسعيد والجنوب عن طريق لنش بحرى تشرف عليه جهات الاختصاص من الجانبين ، من الزعفرانة فى الغرب إلى رأس ملعب أو ابوزنيمة فى الشرق ، وبدأنا نعرف أخبار أهلنا فى سيناء واستقدم والدى الشطر الثانى من الأسرة  وظل فى سيناء اخى الكبير والأخوات المتزوجات
كنت فى المرحلة الثانوية أكتب بعض الأشعار بالفصحى وأيضاً بعض القصص القصيرة واستمرت معى هذه الهواية وفى سنة ١٩٧٠ أعلنت وزارة التعليم العالى عن مسابقة أدبية لطلاب الجامعات فتقدمت بقصة ،، خندق على ضفة القناة ،،
وهى تحكى عن الاحتلال الإسرائيلى لسيناء وعن المقاومة الشعبية فى السويس مع بعض احداث متخيلة . و عندما أعلنت المسابقة فازت قصتى بالمركز الثانى  وتلقيت خطابا على عنوان المعهد بالزقازيق وبداخله حوالة بريدية بقيمة الجائزة وكانت بمبلغ خمسة جنيهات قد يعجب البعض الآن من هذا الرقم ولكن فى ذلك الوقت كان هذا المبلغ يساوى ربع مرتب موظف فى بداية تعيينه .
أيضاً حاولت كتابة قصيدة نبطية وكانت ترتسم فى ذهنى رحلة اللنش البحرية التى بيننا وبين اهلنا فى سيناء فقلت

ياراكب اللى من خشب وشراع
واللى أثرها فى البحر غابى
يقودها الموج فى منزل ومطلاع
وترجى الريح فى جيت ن وذهابى
طرها على اليابس ودور الهى مقراع
وخلها وتلقط دروب ونقابى
وتفقد بلادنا وديان وتلاع
واشرب من مى بيار وهرابى
وإن شفت عربان هاذيك البقاع
يسمعوك طقة الأفناجيل والكبابى
ويقدموا المناسف سمنهن تراع
وترتاح بين رفاقةن واحبابى
وإن يسألوا عنى قول الهم الساع
مظلى فى عمره باقى شبابى
ونشوفكم كيف والوقت مناع
وياخوف لاالصبر يفقدنى صوابى

بعدها توقفت سنوات طويلة عن قول الشعر النبطي ثم عدت إليه بعد أن فرغت من المهام الوظيفية وتفرغت للحياة الثقافية .
كان من المفترض أن أحصل على بكالوريوس التجارة فى عام ١٩٧٠ ولكن رسبت فى بعض المواد وانهيت دراستى الجامعية فى يونيو ١٩٧١ ، وفى شهر أكتوبر من نفس العام تم تجنيدى ضابط احتياط فامضيت فترة التدريب فى اسنا جنوب الصعيد ثم إلى مدرسة المدفعية بمرسى مطروح حيث تخصصت ضابط احتياط دفاع جوى ، تنقلت فى خدمتى من البحر الاحمر إلى أسوان إلى الإصلاحية وانتهى بى المطاف فى المجموعة التاسعة دفاع جوى على مشارف القاهرة من ناحية السويس . وفى يوم السادس من اكتوبر بدأت الحرب وعمت الفرحة جموع المصريين وهم يتابعون تطور المعركة وملحمة العبور العظيم . ثم ماحدث فى الثغرة وصمود الجيش الثالث الميدانى وبطولات أهل السويس عند محاولة إسرائيل احتلال المدينة . وبدأت بعد وقف إطلاق النار محادثات الكيلو ١٠١ للفصل بين القوات ، بعد أشهر قليلة بدأت الامور تستقر وبدأت الدفعات الاقدم فى الجيش تنهى تجنيدها ، وفى شهر أكتوبر عام ١٩٧٤ اى بعد ثلاثة أعوام من تجنيدى أنهيت خدمتى فى القوات المسلحة وتسلمت خطاب موجه إلى وزارة التربية والتعليم لاستلام عملى .
أثناء خدمتى فى الجيش تم تعيينى عن طريق القوى العاملة فى وزارة التربية والتعليم مد رساً للمواد التجارية ، فعندما أنهيت خدمتى تسلمت خطاب موجه للوزارة لاستلام العمل ، وبعد دورة إدارية على عدة جهات استقر بى العمل فى مدرسة بلال الثانوية التجارية للبنات بشبرا.
بعد أن خرجت للحياة المدنية بدأت أتوق للعمل السياسى وكنت أنظر إلى أبناء شمال سيناء بشىء من الغيرة حيث سبقونا فى مجالات كثيرة ولا مجال للمقارنة .
فى ذلك الوقت كان الاستاذ سالم اليمانى أمينا للاتحاد الاشتراكي لسيناء وكان يدعو مشايخ القبائل واعيانهم إلى لقاءات فى الأمانة العامة وفى لقاءات مع المحافظ القرمانى فى مقر المحافظة المؤقت فى حلمية الزيتون ، فبدأت احضر هذه الاجتماعات مع والدى والتعرف على شخصيات من شمال سيناء ، وقدمنى مشايخ الجنوب للتكلم باسمهم فى الاحتفالات التى كانت تقام فى ذلك الوقت
فى مناسبات عديدة تعرفت فى ذلك الوقت ،، مع حفظ الألقاب ،، على سالم و سلمان و محمد اليمانى وصبحى مسلم عبد العال وسلمى عرادة وعطية احمد سالم وحمدان نبهان وحلمى البلك وسهير جلبانة وعودة غديف وغيرهم من قيادات اعتز بهم
كان الرئيس السادات قد أصدر قراراً فى شهر مايو ١٩٧٤ باعتبار سيناء وحدة من وحدات الإدارة المحلية الأمر الذى اسعد أبناء سيناء و فى عام ١٩٧٥ تشكلت المجالس المحلية فى المحافظات وأصبح لسيناء ،، لاول مرة ،، مجلس شعبى محلى بالتعيين وتم تعيينى عضواً بذلك المجلس
فى ١٩ / ١١ / ١٩٧٥ تم استلام منطقة راس سدر ، وفى ١٦ / ٣ / ١٩٧٦ تم استلام منطقة ابورديس وكنت حاضرا فى تلك الاحتفالات ، ورغم أن ابوزنيمة تقع بين راس سدر وأبو ديس إلا أنه لم يكن مسموح لنا أن نتوقف عند منازلنا التى تقع شرق الطريق ، كانت القوات الدولية تشرف على المنطقة وكان مسموح بست ساعات فقط لاستخدام الطريق .
كنت اسافر إلى رأس سدر كل شهر مرة لحضور لجان التعويضات التى شكلتها وزارة الشئون الاجتماعية
فى ٣٠ / ٧ / ١٩٧٦ توفى والدى فى حادث سيارة وكان معه خمسة من الأقارب والمعارف لقد جمعهم القدر فى سيارة أجرة سائقها أيضا من جنوب سيناء ووقع الحادث فى منتصف طريق السويس القاهرة
فى عام٧٧ ١٩ بدأ الحديث عن حل الاتحاد الاشتراكى وضرورة وجود تعددية حزبيةوكانت البداية جلسات حوارية عن المنابر ... اليمن والوسط واليسار . وانتهى الأمر بتأسيس ثلاثة أحزاب ... وانضم معظم أعضاء الاتحاد الاشتراكىا بذل مذكرة وقعوا عليها لحزب مصر العربى وتم تعيينى أميناً لقسم راس سدر
كان السفر إلى رأس سدر ليس بالأمر الميسور فلا توجد مواصلات منتظمة فعليك بعد العبور الى شرق القناة انتظار اى سيارة وكان الطريق يحتاج إلى إعادة رصف
فى ١٩ / ١١ / ١٩٧٨ صدر القرار الذى اسعد أبناء سيناء شمالا وجنوبا ، فقد أصدر السادات قرارا بتقسيم محافظة سيناء إلى محافظتين شمال سيناء وعاصمتها العريش وجنوب سيناء وعاصمتها الطور. .
واتخذ المحافظ اللواء فريد عزت وهبة من راس سدر مقرا مؤقتا للمحافظة إلى حين استلام الطور فى تلك الفترة تأسس الحزب الوطنى الديمقراطى ، ودار صراع سياسى بين الأستاذ سالم اليمانى وبين الاستاذ صبحى مسلم على أمانة الحزب الوطنى اما نحن أبناء جنوب سيناء فكنا فى حيرة من أمرنا ....هانحن اصبح لنا محافظة ومحافظ فمن يقود العمل السياسى فى محافظتنا والى من نتكلم ونسمع صوتنا .التقيت ببعض مشايخنا وابلغتهم بعزمى على مقابلة المسؤولين لتشكيل الحزب فى الجنوب ثم ذهبت للمحافظ والتقيت به فى مكتبه بالقاهرة وبسطت له الموضوع وساعدنى فى مقابلة الاستاذ فكرى مكرم عبيد امين عام الحزب طلب المحافظ الاجتماع بمشايخ وأعيان القبائل فى راس سدر لأخذ رأيهم فاتفق  المشايخ على اقتراح أربعة أسماء على أن يختار الحزب واحدا منهم و هم على فريج راشد ، عودة عطية غديف ، ابراهيم سالم جبلى ، سلام مدخل سليمان و حضر الاجتماع مع المحافظ الاستاذ صبحى مسلم عبد العال ، و الاستاذ ماهر محمد على عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى بعد شهر تقريبأ من اجتماع راس سدر وفى ٢٢ /٢ /١٩٧٩ صدر قرار الرئيس السادات بتعيين إمناء المحافظات وأصبح صبحى مسلم أمينا لشمال سيناء و سلام مدخل أمينا لجنوب سيناء ، وبدأنا العمل بتشكيل أمانة الحزب ثم بعد أشهر قليلة تشكيل المجلس المحلى للمحافظة بثلاث مدن فقط .
تأثر عملى كمدرس بكثرة السفريات والاجتماعات ، فاقترح على المحافظ وساعدنى فى النقل من التعليم إلى الإدارة المحلية ونقلت إلى ديوان عام المحافظة ، فى شهر ابريل عام ١٩٧٩ تم حل مجلس الشعب وأصبح لجنوب سيناء ثلاثة أعضاء فى المجلس الجديد حيث خصص مقعد للمرأة ، وخضنا الانتخبات
بدون منافسة تذكر ، واصبحت عضوا فى مجلس الشعب ومعى احمد حامد الحجازى من شركة بترول بلاعيم والسيدة جليلة جمعة عواد واذكر من شمال سيناء الشيخ خلف حسن والاستاذ طلعت شراب والسيدة سهير جلبانة
فى ٢٥ ، ٧ ، ١٩٧٩ استلمنا منطقة الرملة والتقيت لأول مرة باخواتى وأبناء عمومتى بعد اثنى عشر عاما ، واتسعت دائرة جولاتنا الميدانية فى عمق سيناء ، ومعنا الأجهزة المعنية باستخراج البطاقات الشخصية ، وقسائم تصادق الزواج ، والشؤن الاجتماعية وغيرها من الأجهزة المعنية بخدمة المواطنين .
ومن المواقف التى واجهتها رفض أحد المشايخ لقسائم الزواج وهو شيخ كلمته مسموعة فى قبيلته ، ولم يقتنع بأهمية الوثائق المكتوبة الا بعد جهد جهيد .
فى ١٩ ، ١١ ، ١٩٧٩ تم استلام منطقة كاترين ورفع السادات علم مصر فى احتفال كبير حضره جميع المسؤولين بالدولة تنفيذيين وشعبيين
و فى نهاية العام استلمنا عاصمة المحافظة الطور ، فأجرينا انتخابات تكميلية للمجلس المحلى لتمثيل العاصمة  فى ٢٥ ، ٤ ، ١٩٨٢ تم استلام مدن خليج العقبة شرم الشيخ ، دهب ، نويبع ، وأحيلت مشكلة طابا إلى التحكيم الدولى ثم استلمناها فى ١٩ ، ٣ ، ١٩٨٩
كانت المحافظة دائرة واحدة فكان لزاما علينا أن نزور كل المناطق وكل التجمعات البدوية ولقاء المواطنين والوقوف على متطلباتهم 
"سلام مدخل ".. بدوى جمع بين ذاكرة الماضى وقيادة الحاضر

فى عام ١٩٨٤ أجريت انتخابات مجلس الشعب وأصبح لجنوب سيناء ٤ أعضاء و كانت بنظام القائمة المطلقة وتمت الانتخابات بدون منافسة من أحزاب أخرى ولم يكمل مجلس ٨٤ مدته القانونية وتم حل المجلس بعد سنتين ونصف تقريبا وفى عام ٨٧ أجريت الانتخابات بالقائمة النسبية والمقاعد الفردية
وكان نصيب المحافظة ثلاثة اعضاء فى القائمة ومقعد فردى فكانت المنافسة شديدة على المقعد الفردى
لم يكمل مجلس ٨٧ مدته القانونية أيضا وعدنا إلى الانتخابات الفردية التى
أجريت فى أوخرعام ١٩٩٠ وأصبحت جنوب سيناء دائرتين الاولى خليج العقبة مدن الطور ، شرم ، دهب ، نويبع ، كاترين الثانية خليج السويس رأس سدر ، أبوزنيمة ، ابو رديس
فى عام ١٩٩٥ تقدمت لمسابقة مدير عام قيادات الإدارة المحلية وحصلت على الدرجة بعد اجتياز دورة قيادات المحليات بمعهد سقارة وفى نهاية العام أجريت انتخابات مجلس الشعب وفزت فيها بعد الإعادة نظرا لكثرة المرشحين
كانت المدارس الثانوية والفنية موجودة فى رأس سدر والطور فقط فأسست جمعية رعاية الطلبة ووفرت إقامة لطلاب المدن فى الطور لاستكمال تعليمهم الثانوى وقدمت الجمعية حوافز مادية لطلبة الثانوى والجامعات
فى أواخر عام ٢٠٠٠ بدأت انتخابات مجلس الشعب وتقدم على مقعد الفئات معى ثلاثة من قبيلتى وآخرين من قبائل أخرى فأيقنت بصعوبة الفوز ومع ذلك فزت فى الجولة الأولى ولكننى أخفقت فى جولة الإعادة واستتبع سقوطى فى الأنتخابات تركى لأمانة الحزب ، فعدت إلى عملى مديرا عاما بديوان عام المحافظة ، وبعد سنة تقريباً فى فبراير ٢٠٠٢ صدر قرار تعيينى رئيساً لمجلس مدينة ابوزنيمة إلى أن خرجت إلى المعاش فى ٢٥ ، ٤ ، ٢٠٠٧
لقد استطعت بعون الله تعالى أن أكمل دراستى وان استمر بنجاح سواء فى العمل التنفيذى أو الشعبى رغم الظروف التى أحاطت بجيلى وربما اجيال بعدى ، والحمدلله لقد تجاوزت جنوب سيناء زمن التهميش والاهمال ، وأصبح أبناؤها يعملون فى كل المجالات ووصلوا بالتعليم إلى المناصب الرفيعة
لقد حرصت على تعليم أبنائى فأبنتى حاصلة على بكالوريوس التربية ، وأولادى محاسب ، ومهندس بترول ، أما الأصغر مؤهل متوسط بعد خروجى إلى المعاش عاودت نشاطا الاجتماعى والثقافى .