الأحد، 12 يوليو 2020

سليمان عياط البدايات الاولى 


سليمان عياط البدايات الاولى

كتب : سليمان عياط
كنت منذ الصغر و أنا أحب الخطابة فى طابور الصباح بالمدرسة الابتدائية بنجيلة
عام 1966م و فترة المد القومي و كنا نغني ونقول :
فى الجمهورية العربية شباب مقاومة شعبية
هزموا إسرائيل والرجعية بيقاموا جيش الاحتلال
سوريا يوم النصر قريب البعث الشمس و بكره تغيب
شعب العراق شعب الأحرار مرديش بالذل ولا بالعار
وبالتالى كانت لدى جينات الاعلام و فى سن العاشرة كنت أسمع فى نشرات الأخبار أن هناك راديو محلى للمقاطعة الفلانية وأن القوات أستولت على راديو المقاطعة أو البلدة أو الأقليم . و برغم أننى كنت فى التهجير بقرية على أبن أبى طالب بمحافظة البحيرة
ألا أنني تصورت وحلمت بأن تعود سيناء من قبضة الاحتلال وأن تنشأ أذاعة محلية بالعريش كان ذلك و أنا فى المرحلة الأبتدائية وأنا فى سن الثانية عشر و كان الحلم حقيقة وبين الحلم عام 1970م والواقع فى عام 1984م تاريخ التحاقى بالاذاعة 14 عاما ولعل البعض يستغرب ولكن أحلام الأطفال و خيالهم يكون متقدما أحيانا على الواقع و هذا ما حدث معى بكل امانة و صدق وخلال هذه الـ 14 عاما كنت أواظب على سماع الراديو أو نشرات الأخبار و قراءة الصحف كلما أمكن ذلك و قراءة مجلة منبر الإسلام في مسجد القرية و تعرفت خلال ذلك على كثير من قضايا الشعر والأدب وكنت مولعا بقراءة التاريخ ووصل حلقاته منذ الحضارة المصرية القديمة ثم العصر البطلمى والرومانى و الإسلامي بدوله العديدة وكذلك تاريخ الرجال وقصص وسيرة الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم . هذا بالإضافة إلى قصص و روايات الأعلام لنجيب محفوظ و محمود تيمور و على أحمد باكثير ومن الشعر كانت أشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم تستأثر بأهتمامى وكذلك النصوص الأدبية في كتب الدراسة وكنت أولى الخطابة في طابور الصباح مرتجلا وليس من كتب أو مقالات وهذا ولد علاقة خاصة لى مع مدرسى اللغة العربية والتاريخ ووصلنى خلال هذه الفترة أشعار نبطية لكبار الشعراء فقد كان المرحوم الأستاذ سالم اليمانى خلال السبعينيات دائم التردد علينا فى مناطق التهجير فقد كان أمين الاتحاد الاشتراكي و رئيس المجلس المحلى الأول لمحافظة شمال سيناء فى عام 75 كما ألف كتابه سيناء التاريخ والحرب والسلام وضمنه أشعار لكبار الشعراء عنيز أبو سالم و سلمى الجبرى و سليمان الزيت و منها الأشعار الخاصة بنصر أكتوبر عام 1973م لهؤلاء و هذا ولد لدى حب الشعر البدوى فقد كان الاستاذ سالم اليمانى يكتب الشعر بالفصحى و بتمكن كبير وكذلك بالنبطي واللهجة البدوية . وكان لى من ذلك الشىء الأثير الى نفسى وهو اللقاء بأعلام من البادية مثل جمعة حماد جهامة وزير الثقافة الأردنى و مساعد رئيس مجلس الأعيان الأردني وكان لي وقفات مع كتابه رحلة الضياع و هذا الكتاب أثر فى لدرجة أن بعض أجزاء و فقرات منه أدت الى بكائى والكتاب يؤرخ الى رحلة قبائل النقب وبئر السبع في فلسطين و ترك الديار تحت وطأة الاحتلال الصهيونى البغيض الى المنافى و الملاجىء فى أنحاء مختلفة و خصوصا الى الأردن و مصر والتقيت
بالأستاذ جمعة حماد فى عام 1990م هنا فى سيناء عدة مرات وكانت المرة الأولى فى أثناء زيارة وفد محافظة معان الأردنية الى سيناء و الرجل شخصية ثرية للغاية يحمل فكر متطور الى جانب تمسكه بالأصالة البدوية مظهرا و جوهرا . و فى رحلتى مع الإعلام والتراث التقيت بالشاعر عنيز أبو سالم و هو شخصية تحمل مواصفات رائعة ووعى كبير بالقضايا القومية و الوطنية وهذا ما يتبدى بقوة فى شعره الوطنى الرائع و كذلك فى الشعر الأجتماعى وأبياته الرائعة التى أشار فيها الى المقاطعة العربية لمصر عقب مبادرة السلام فى مطلع الثمانينيات ووجه خطابه الى الملك حسين والى الملك فهد بن عبد العزيز وقال :
ونعتب على أبن سعود ونقول لحسين
مقاطعتكوا متعبتنا شويه
بتقاطعونا ليه حنا بريين
حنا بنصلح ما رتكبنا خطية
فى جلسة الخرطوم ما سار ياحسين
رد السلايب هو عمود القضية
و حاورت الشاعر عنيز عندما كان فى ضيافة الشيخ عدلى اليمانى البياضى صديق الشاعر عنيز فى قرية السلام بنجيلة لمدة نصف ساعة وسجلت معه حوالى ثمانى قصائد تم أذاعتها فى الإذاعة فى التسعينات من القرن الماضى و أذكر فى بداية الحوار معه أنه قال لى أحنا شركاء فى الحوار و نخدم بعضنا الشاعر والمذيع على الوجه الأكمل و دار حوار و نقاش حول قضية من القضايا بين عنيز والحج ابراهيم المرابى وقال أبو سالم للمرابى أنت بتتكلم فى فرع ولا في شرع فقال المرابى الفرع الصحيح يطابق الشرع ولعنة الله على الفرع اللى ما يطابق الشرع . و كان الاثنان من الشخصيات الاستثنائية التى كان لها تأثير كبير فى المجتمع السيناوى .