الأربعاء، 6 مايو 2020

غدير بن سعيد الكتبي : فارس الكلمة .. عاشق التراث 

غدير بن سعيد الكتبي فارس الكلمة.. عاشق التراث

تحية لرجال الاتحاد الذين وضعوا الإمارات على الخريطة العالمية

"الشاهينية" نادرة وراعية سبق.. ولها عندي مكانة خاصة

شيوخنا الكرام لهم بصمات واضحة في دعم ورعاية رياضات الأجداد

حوار : عبدالله الجعيل

 الموضوع منشور في النسخة الورقية من مجلة الهجن العربية عام 2013

هو مالك "الشاهينية" التي حصلت على رمز الأصايل في ختامي المرموم هذا العام، وأهدت عزبته رمزاً غالياً.. هو فارس الكلمة وعاشق التراث.. على موعد دائم مع الإبداع والتألق في ميادين الركض وعالم الأصايل.. إنه غدير بن سعيد الكتبي، ضيفنا في هذا العدد، وهو شاعر ورجل أعمال إمارتي، ومالك هجن معروف، لديه روح إبداعية، سواء في الشعر الذي أبدع فيه وتألق، وتسابق كبار الفنانين في الخليج على التغني بكلماته، أو في الهجن التي يتخذ منها هواية وعشقاً فتجده يقسِّـم وقته بين عزبة الركض والإنتاج، ويحتفظ بالهجن التي تمثل له خصوصية، ولكل منها معه قصة وناموس.
وطول الطريق إلى نزوي في إمارة الشارقة، حيث يقطن شاعرنا وسط بساتين وارفة وخضرة تكسو المكان، وتعكس روح الجمال والتألق التي تسكن مبدعنا، وتعبِّر عن حبه الجارف لتراب وطنه وأمته، وتراثها ومفرداته الجميلة، ظلت تطاردني أسئلة وخواطر، فمنذ سنين أسمع اسمه، سواء في محراب الشعر أو عالم الهجن الساحر، كيف أبدأ الحوار ومن أي ناحية؟!
غدير بن سعيد الكتبي فارس الكلمة.. عاشق التراث

قابلنا الشاعر كعادته بالترحاب والكرم العربي الأصيل والتواضع ونُبل الأخلاق التي هي عناوين بارزة ترسم ملامح شخصية ضيفنا وهو يستقبل "الهجن العربية" بنصائح وحكمة السنين، ويمازح فريق العمل، قبل الحوار والتصوير، ليكسر حواجز اللقاء الأول بخبرة الشاعر وإنسانيته، ليتجول بين الوطن والشعر والإبل والعادات والتقاليد فيقول في البداية:
أوجه تحية إجلال وتقدير إلى بناة الاتحاد وإلى قادتنا الذين خطوا بالإمارات خطوات مشرفة، ووضعوها في طليعة الدول في كل المجالات، فأصبحنا نستهدف المركز الاول، وهذا ليس غريباً على أهل الإمارات وحكامها الكرام.
أما الهجن فبدأ الحفاظ عليها مبكراً، حيث أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، طيَّب الله ثراه، أهميتها مبكراً، وتعاون الجميع في الحفاظ على التراث الذي يعد من ركائز الهوية الوطنية.
وعلى المستوى الشخصي لدينا هجن، ونحن أهلها وعشاقها وتستهوينا رياضتها، ونمتلك الهجن كسائر أهل البادية من الإمارات والخليج العربي وإن كانت البدايات ركضاً بسيطاًـ ولم يكن هناك تنظيم مثل اليوم، حيث لا توجد دورات، وكان الركض في اتجاه واحد، حيث تسير الإبل في خط مستقيم، وكنا نشتري السبوق المنجزة ونمرحها للفحل الطيب.
وتبقى لأول ناموس أو فوز، ذكريات جيدة لا تُنسى، وفرحة، والفوز له طعم آخر في كل مجال، لكن في الهجن تتضاعف هذه الفرحة، حيث كنا في السابق نحقق سيارات، والرموز التي توضع للهجن الآن، وصلت القمة من حيث القيمتين المادية والمعنوية.
وعن الشعر قال الشاعر غدير بن سعيد الكتبي: الشعر موهبة، والهجن هواية، فعندما تلتقيان تخرج القصيدة معبرة، وقد قلت الكثير من القصائد التي تخص الهجن، وقلت الكثير في السبق، خصوصاً ناقة لشيخ سابق، وعندما تقصد في السبوق تجد معجبين، والكل يهدون القصيدة للهجن المنجزة.
وقلت الشعر بكل ألوانه، من القصيدة الوطنية إلى قصائد الهجن ومناسباتها، إلى الغزل، ولي قصائد مغناة كثيرة، حيث غنى لي ميحد حمد ورجاء بلمليح وعيضة المنهالي والكثيرون من الفنانيين.
وعن الزمول التي يملكها الشاعر، قال: أحب شاهين وبنات شاهين لأنها سريعة، وجبار وصوغان وهذول فحول طيبة، وأملك "شاهين " ولد عجيب بعير الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ويتحدر من سلالة شاهين الأولى بعير الشيخ حمدان بن راشد
و كذلك "صوغان " ولد صوغان العشرة بعير الشيخ حمدان بن راشد
وأمه بنت جبار المختبر
وعن سياسته في الإنتاج، قال الكتبي: إذا أنا عندي مطية ضالع وسبوق أحولها إلى إنتاج وتكون سلالة طيبة، وأنا عموماً أميل في اقتناء السبق إلى الأصايل فهي اسم على مسمى، ومعين لا ينضب.
غدير بن سعيد الكتبي فارس الكلمة.. عاشق التراث

وعن ناقته المشهورة "الشاهينية" قال الكتبي: إن الشاهينية لقية وجذعة وفي رصيدها 8 سيارات، وحصلت على رمز الأصايل في ختامي المرموم هذا العام، وأهدت العزبة رمزاً غالياً، وأبوها شاهين الكليلي بعير الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، وأمها بنت هملول بعير الشيخ محمد بن بطي آل حامد وأم أمها درعية، والشاهينية نادرة وراعية مسافة، وعندما تعجز الهجن تكون لديها سبق، وحصلت على سيارة نيسان في مهرجان الحصن، وعزلتها لأن سلالتها نادرة وهي في قمة وقوة عطائها، وقد قلت فيها قصيدة وهذه بعض أبياتها:

مدحي ثبت في بنت شاهين​​ عالرمز في شوط الأصيلات
فيها أساس الأصل جدين ​​تصمد في الأمتار الأخيرات
على المباشر فعلها يبين ​​وصفق لها سيد الخوندات
ما تعوضني فيها الملايين ​​إنتاج ولا بيع هيهات
من بطنها نبغي بكرتين ​​حق الأشواط اللي مهمات

وكان هذا مسك حوارنا مع مالك الشاهينية، على أمل أن تجمعنا به في عالم الشعر والهجن مناسبات ومناسبات.